مقالات وآراء

اضواء على مسيرة البارتي خلال 73 عاما من النضال والكفاح والبناء// روئيل داود جميل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

روئيل داود جميل

 

 

اضواء على مسيرة البارتي خلال 73 عاما من النضال والكفاح والبناء

روئيل داود جميل

 

في السادس عشر من اب 1946 تم الاعلان عن ولادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني خلال الموتمر التاسيسي الذي انعقد في بغداد وجرى انتخاب البارزاني الخالد رئيسا للحزب بالاجماع  وكذلك انتخاب قيادة الحزب من الشخصيات الكفوءة والتي كان لها دورا بارزا  من حيث الجانب الثقافي والاجتماعي والسياسي في المجتمع الكوردستاني والوطني لقيادة نضال امة وشعب مكبل بالظلم والتعسف من قبل حكومات متتالية على السلطة في العراق.

 

 منذ انطلاق الحزب الى الساحة السياسية الكوردستانية التفت حوله  كل اطياف شعب كوردستان مؤمنين باهدافه  التي  عبرت وتعبر عن طموح ابناء الشعب اضافة للدور الوطني الذي كان يطمح اليه الحزب على مستوى العراق، وان هذا الالتفاف الجماهيري وضع الحزب امام مسؤولية كبيرة لقيادة الثورة والتي كانت في بداية الانطلاق سلمية مبنية على اسس حضارية ولكن حكومة المرحوم عبد الكريم قاسم اعلنت حربا عسكرية شاملة مما دفع بابناء كوردستان مواجهة هذه الهجمات من خلال اعلان انطلاق ثورة ايلول المباركة في عام 1961.

 

 ان مسيرة هذا الحزب طويلة  قد لاتكفي عشرات الكتب لكتابتها فسبعة عقود من الزمن حصلت فيها العديد من التغيرات الجذرية في السلطة العراقية عبر ثورات دموية انتقلت من لون الى اخر منها شعوبية واخرى دكتاتورية طائفية مذهبية سببت كوارث للوطن من حروب طاحنة داخلية وخارجية،  ولكن ثورة كوردستان رغم مرورها بظروف صعبة مثلما حصل عام 1975 بعد توقيع الاتفاقية المشؤومة بين العراق وايران في الجزائر والتي كانت نكسة كبيرة للحزب ، ولكن بهمة قيادة الحزب وحكمتها تم اجتيازها وتم اعادة تنظيم الصوف والانطلاق من جديد في ثورة كولان المباركة عام 1976.

 

في شهر اذار من عام 1979 انتقل الى الاخدار السماوية البارزاني الخالد ولكن الثورة التي وضع اسسها لم تكن شخصية لكي تنهار كما كان البعض يتوقع وانما كانت ثورة شعب حي ، حيث تولى بعده قيادة المسيرة الرئيس مسعود البارزاني الذي ولد مع ولادة الحزب والذي ترعرع مع ثقافة ونضال الشعب وفق مبادئ الحزب والاسس والاهداف التي تم رسمها ليكمل المسيرة وقد كانت فترة قيادته مؤثرة ومؤلمة جدا من حيث ضحايا الانفال والقصف الكيمياوي اضافة التهجير ومحاولات تغيير هوية شعب كوردستان من خلال التغيير الديموغرافي وغيرها من الاساليب المجحفة  ولكن انتفاضة شعب كوردستان في عام 1991 والتي كانت وفاء لدماء الشهداء من حيث وضع اسس الاقليم وبناء مؤسسات دستورية وتشكيل حكومة وبرلمان ووضع قوانين تنصف كل اطياف كوردستان وترسم العلاقة مع العراق والعالم والدفع بالاقتصاد نحو الساحة الدولية والاستفادة من مقدرات كوردستان الطبيعية وتشجيع العلم والمعرفة وتطوير المجتمع بما يضاهي التطور الحاصل في العالم رغم ان الاقليم يقع في وسط ساخن من حيث الاحداث المستمرة وعدم الاستقرار المزمن في احداثه حيث اصبح الاقليم امرا واقعا مقبول معترفا به من قبل الجميع وبعد عام 2003 حيث زوال النظام السابق والذي وضع القيادة في موقف تاريخي حيث الاختيار لعراق ديمقراطي والمساهمة في بناء دولة ديمقراطية يحكمها الدستور والقانون وتشكيل مؤسسات دستورية في ادارة الحكم والانتقال السلمي للسلطة على اساس الانتخابات وقد كان للرئيس مسعود البارزاني دورا بارزا ورئيسيا في تشكيل ادارة الحكم في كل مراحلها حيث كان قرار الفيصل ولايزال يصدر في اربيل .

 

وبحكم الادارة والارث المتراكم طوال سبعة عقود من عمر الحزب في الجانب السياسي والعسكري والاداري استطاع الحزب وبمعية كل القوى الكوردستانية ان يجتاز الاقليم اهم مرحلة حرجة في عام 2014 وهي محاربة داعش واستقبال ملايين النازحين في ظل حصار مالي من الحكومة الاتحادية حيث قاد المعارك الرئيس مسعود البارزاني ويرافقه في كل القواطع ابنائه واخوته للدفاع عن كوردستان.

 

واذا كان اليوم العالم لاينسى قاد مناضلين دافعوا عن شعوبهم من امثال نيلسون مانديلا وغاندي وغيرهم نخن ايضا لنا الشرف اليوم ان يكون البارزاني الخالد في مقدمة هؤلاء  لما حمله من سجل نضالي وانساني طوال نضاله ضد الدكتاتوريات والمطالبة بحقوق شعب كوردستان وما يزيدنا الشرف كأبناء كوردستان ان يكون الرئيس مسعود  البارزاني خير من حمل الراية بكل امانة واخلاص تلك الامانة التي استلمها من البارزاني الخالد واليوم بكل فخر واعتزاز اصبح المرجع الاعلى لاجزاء كوردستان الاربعة والاقليم اصبح قوة اقتصادية في المنطقة والبيشمركة رمز للحرية ضد الظلم والطغيان والارهاب  .

 

الف تحية لارواح شهداء كوردستان وفي مقدمتهم البارزاني الخالد وادريس البارزاني وكل شهداء الحرية , ماوصل اليه الاقليم اليوم هو نتاج دماء مئات الاف من الشهداء وماتم انجازه وما سوف ينجز هو وفاء لهذه الدماء الزكية  . ولايسعنى الا ان اهنئ الرئيس مسعود البارزاني رئيس الحزب والسيد نيجرفان البارزاني نائب الرئيس وكل اعضاء القيادة وكوادر الحزب وكل ابناء شعب كوردستان بهذه المناسبة وسيبقى الحزب صمام امان لشعب كوردستان وملجاء لكل الهاربين من الظلم والارهاب.