اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (238)- العراقيون اسياد العود

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي  

يوميات حسين الاعظمي (238)

 

العراقيون اسياد العود

       بعد ان اقمنا امسية تكريم الفنان يوسف عمر في يوم 16/11/1984 . ونجاحها المطَّرد ، واسهاب الصحف في الكتابة عنها ..! يبدو ان هذه الامسية راقت لاستاذنا الموسيقار الراحل منير بشير المدير العام لدائرة الفنون الموسيقية ، حيث كلفني شخصيا بالاستمرار في اقامة اماسي اخرى لتكريم بعض الاسماء المبدعة في فنوننا الموسيقية على وجه الخصوص . وعليه اجتمعت باعضاء فرقة التراث الموسيقي طالبا منهم المشاركة في طرح بعض الاسماء التي تستحق منا ذكرهم وتكريمهم ..! وفي الحقيقة كنت اميل الى تكريم بعض اسماء فناني المقام العراقي ، وكان اسم المرحوم عبد الرحمن خضر مطروحا ، ولكن المدير العام طلب مني للامسية القادمة ان يتم تكريم صانع الالات الموسيقية الشهير المرحوم محمد فاضل العواد ، وتاجيل الاسماء الاخرى بعد هذه الامسية .

       ذهبت الى محل المرحوم محمد فاضل العواد الذي انتقل من حي جديد حسن باشا الى حي راغبة خاتون في قضاء الاعظمية يوم 13/1/ 1985 الاحد . وكان معي في هذه الزيارة التي كلفنا فيها استاذنا منير بشير ، المصور الفوتغرافي المعروف الموظف في دائرتنا الموسيقية الفنان محمد لقمان (هامش1) ، من اجل ان احصل عن بعض المعلومات عن تجربة المحتفى به ومن ثم التقاط بعض الصور الفوتغرافية لعمل فولدر خاص بالمناسبة . وكنت حاملا معي جهاز تسجيل كاسيت صغير لتسجيل حديث المرحوم العواد . وتمت مهمتنا على ما يرام وعدنا الى دائرتنا للعمل والتحضير للامسية التكريمية الثانية التي خصصت لصانع الالات الموسيقة الشهير محمد فاضل العواد . وطبيعي ان يكون عملي الاول هو تفريغ شريط الكاسيت وما به من معلومات تحدث بها المرحوم العواد ، ورغم ان كتابتي لهذا التفريغ في الورق الموجود في حوزتي الان التي مضى عليها اكثر من ثلاثين عاما ، غير تامة الوضوح ..! ولكني احاول ان استخرج منها اهم المعلومات التي فيها من خلال حواري معه في زيارتي واخي الفنان محمد لقمان الى محل المرحوم العواد . ولان شريط الكاسيت ايضا قد تركته في بيتي ببغداد ، ولا اعرف مدى صلاحيته ايضا في ظل ظروفنا التي مرت ..!

      على كل حال ، وصلنا الى محل العواد ، وكان في يده عودا يعمل به في لمساته الاخيرة وجميل جدا . وقال لنا ان هذا العود الذي اوشك على نهاية صناعته هو للرئيس صدام حسين . ثم شاهدنا بعض تفاصيل محله ، وكانه معرض للالات الموسيقية المختلفة ، وخلال حديثنا اعرب عن قيمة وقته الذي يصفه بانه من ذهب ..! حيث يعمل في كل الاوقات . وهنا شارك اخي محمد لقمان موجها كلامه للسيد العواد طالبا منه الحديث عن نبذة مختصرة عن حياته . حينها قال المرحوم العواد .

      والدي في زمن العثمانيين استشهد في السفر بر (هامش2) وتربيت في كنف خالي نجم الدين عبد الله . اصلنا من الموصل ، ولكن مواليدنا في بغداد أباً عن جد . وانا ولدت في عام  1910 . وعلمني خالي الصنعة ، ومنذ البداية اصبحت اموري جيدة لانني اعمل ليلا ونهارا ..! امتلك من البيوت اربعة ..! وانا في خدمة عملي في صناعة الالات الموسيقية . اول آلة صنعتها في عام 1932 . في محلي الذي كان بالقرب من الحيدرخانة . واول كمان صنعتها في عام 1933 ، واول آلة قانون صنعتها بزمن متاخر ، اي قبل اكثر من عشرين سنة ، ولكنها قوانين تضاهي القوانين المصرية ..! وصنعت اول آلة جوزة في عام 1960 . وآلات السنطور والزرنة والمطبك والالات الايقاعية بوقت متاخر ايضا قبل اكثر من خمسة عشر سنة .

      من خلال عملي – والحديث ما زال للمرحوم العواد ، صنع اعوادا لبعض المشاهير العرب من الفنانين ، ففي عام 1947 صنعت عودا للمطرب المصري الشهير محمد عبد الوهاب . واعواد أخرى لعز الدين صدقي الذي جاءني به المطرب الشهير فريد الاطرش بواسطة الفنان الكويتي الشهير محمود الكويتي عام 1963 . وفي نفس هذا العام صنعت عودا للمطرب الشهير عوض دوخي . فضلا عن الكثير من الفنانين الحلبيين والعرب الاخرين ، الذين لا يعزفون الا بآلة عود من صنعي انا ، وعود آخر صنعته للسيد مانع سعيد العتيبة ، واول اعواد صنعتها لجميل بشير ومنير بشير وغانم حداد في عام 1952 . واضاف السيد العواد ، بان الآلة الجيدة تساعد على تطور الفنان وتطور الموسيقى .

      جميع من يعمل في المحل وهم كثيرون ، ونحن نلتقي بالمرحوم محمد فاضل العواد ، يعملون بنشاط كثيف دون توقف ولم ينشغلوا بنا وبموضوعنا ، فالوقت من ذهب كما عبر عنه المرحوم العواد . ولكنني خلال ذلك سالته ، عن بعض عماله من الذين فتحوا محلات لهذه المهنة خاصة بهم ، هل هم جيدون ..؟ فاجاب بانهم يحتاجون الى ممارسة هذا العمل اكثر ..! طيب الا يوجد من عمالك جيدون ..؟ لا لا يوجد ، الرجل الذي معنا في المحل واشار اليه ، اسمه محمد فالح من اقاربي ، واولادي وابناؤهم ياتون في يوم الجمعة فقط لانهم موظفون . في النهاية قدمت واخي محمد لقمان شكرنا له على استضافته ووقته الثمين الذي امضاه معنا .

       هذا ما استطعت ان انقله لكم اعزائي القراء الكرام من محتويات شريط الكاسيت ، عسى ان تكون هذه الحلقة قد وفَّت بالغرض .

      بقي ان الامسية اقيمت في مطلع عام 1985 ، وقد عزف فيها مشاهير العود ، وقدمها الاستاذ حسين قدوري . وبودي ايضا ان اذكر بعض النقاط المهمة من موضوع جميل كتبه الدكتور حبيب ظاهر العباس منشور في مجلة القيثارة في عددها الثاني حزيران 2003 . حيث يذكر يؤكد على كون العواد من عائلة موصلية ، وينسب الى عشيرة العبيد ، فهو عبيدي اذن ..! وانا من هنا ادعو لقراءة ما كتبه الدكتور حبيب ظاهر عن السيد العواد لاهميته الارشيفية .

       والى حلقة اخرى قادمة ان شاء الله .     

 

اضغط على الرابط

جميل بشير / عواطف

https://www.youtube.com/watch?v=j4pqdl1fad8

منير بشير / استلهام وتاملات

https://www.youtube.com/watch?v=TpisG2VrQgA

غانم حداد / في تكريم العواد

https://www.youtube.com/watch?v=geUvpq_zmR8

علي الامام / في تكريم العواد

https://www.youtube.com/watch?v=C2kLqjHQ05Y

محمد عبد الوهاب / صولو عود

https://www.youtube.com/watch?v=gTgx_AMyvH0

فريد الاطرش / معزوفة

https://www.youtube.com/watch?v=gAgxQ0iXsjY

 

هوامش

1 – هامش1 : محمد لقمان : زميل دراستي الموسيقية في معهد الدراسات النغمية العراقي ، فنان موسيقي خريج المعهد وهو من الدورة الثالثة ، وانا من الدورة الرابعة ، كذلك فقد كانت مهنته الفنية الاخرى التصوير الفوتغرافي وله باع طويل فيها .

2 – هامش2 : السفر بر : التجنيد الاجباري لاجدادنا فيما يطلق عليه على لسان الناس (دكة الغربية) حيث اخذن النسوة يندبن "اويلاخ يا دكة الغربية" بعد الحزن الشديد على مصر المجندين الذين لاقوا حتفهم بردا وجوعا وقتلا خارج بلدهم ..! ثم شاع مصطلح السفر بر في الافاق (من مقال كمال لطيف سالم من مجلة التراث الشعبي العدد الاول السنة السادسة والعشرون 1995 صفحات 26 و 27 و 28 و 29 و 30) .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.