اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعـظمي (259)- رابطة الكتّاب الاردنيين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعـظمي

 يوميات حسين الاعـظمي (259)

 

المقامات التاملية

في رابطة الكتّاب الاردنيين

      بفضل كبير ومبادرة اخوية كبيرة وجميلة من قبل رابطة اتحاد الكتاب الاردنيين، حيث احتضنت الرابطة مشكورة، التجمع الثقافي العراقي بعمّان بتخصيص يوم الاربعاء من كل اسبوع لنشاطات التجمع الثقافية، والتجمع العراقي يكرس هذا مساء هذا اليوم بالجلسات الثقافية والقاء المحاضرات في كل الاختصاصات والمناسبات..!

     تناوب على ادارة هذا اليوم بعض اعضاء هذا التجمع الثقافي العراقي، منهم مثلا الشاعر محمد نصيف أو الاعلامي د. مجيد السامرائي أو ضياء الراوي أو غيرهما. وفي هذا اليوم الاربعاء المخصص للتجمع العراقي، دُعيت اكثر من مرة لالقاء محاضرة فنية مقامية..! ومن هذه المحاضرات كانت احداها عن المصطلح الجديد الذي تحدثت به في احد كتبي الصادرة، وهذا المصطلح هو (المقامات التأملية) وطبيعي انني اتحدث عن هذا المصطلح لاول مرة وفي محاضرة مخصصة له..! وكان الاعلامي مجيد السامرائي قد ادار هذه الجلسة الثقافية.

      كان مساء يوم الاربعاء الموافق الثامن من ايار عام 2013. موعدا لالقاء محاضرتي. فذهبت الى رابطة اتحاد الكتاب الاردنيين الواقعة في حي جبل اللويبدة عند دوار باريس. مصطحبا معي اخي وشقيقي محمد واثق العبيدي المتواجد هذه الايام في عمّان في زيارة قصيرة..! كذلك اصطحبت ابنتي البكر د. وديان. وممن حضر الى امسية هذا اليوم، الاعلامي والاديب الشاعر الكبير الفلسطيني العراقي أديب ناصر. الذي مضى على آخر لقاء لنا في بغداد زمناً طويلا، إلتقطنا بعض الصور الفوتوغرافية للذكرى.

     اختصارا لمجمل موضوع المقامات التاملية، اقتطع لكم اعزائي القراء الكرام، قسما مما كتبته عن هذه المقامات في كتابي الموسوم (المقام العراقي بين طريقتين) الصادر في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر مطلع عام 2011. في الصفحات 161 و 162 و 163 و 164.

 

}المقامات التاملية

       نشطت المقامات التأملية ذات الاتجاهات الجمالية الرومانسية الحالمة ، نتيجة اتساع مدارك الحياة واتساع افق التفكير والخيال لدى الانسان العراقي والحداثة التي بشر بها المطرب الكبير محمد القبانجي في القرن العشرين. وقد حاول فناننا المقامي العراقي ان يدفع الركب المقامي الى آخر مدى في تجارب هذا الغناء التراثي والتغني بالقصائد الفصيحة او الشعبية المغناة فيه. فمن ناحية ما، كان هناك محمد القبانجي مثالا يحتذى به في منحاه التجديدي. ومن ناحية اخرى، كان هناك تطور ثقافي فني في العلوم الغناسيقية كافة قد بدأ ينمو ويترعرع، وكانت هناك ايضا المفردة الشعرية المختارة والمناسبة للكلمات التعبيرية لهذا الغناء المقامي من حيث شكله ومضمونه وتعابيره ذات التجارب الملئى بالخبرة الانسانية..! اضافة الى الاسهامات المستقبلية في التفكير والتذوق الجمالي للغناء المقامي. وكان هناك ايضا التنوع في الشعر المغنى سواء في اغراضه او في انواعه. وكانت هناك الالوان الاخرى من الغناء والموسيقى، منها الريفية والبدوية والكردية وباقي موسيقى الاديان والقوميات والطوائف الاخرى الموجودة في بلدنا العراق. وكانت هناك ايضا الفنون التشكيلية والفنون الاخرى، وكذلك وجود الصحف والملصق والدعاية وعالم وسائل الاتصال السمعية والمرئية وغير ذلك من هذا المحيط الذي اتاح هذه التأملات التعبيرية في الفن المقامي وباقي الفنون الاخرى ..

       على هذا الالتقاء من الوسائل ، يتغذى الغناء التأملي وهو يعلن أن جمالياته امست متحركة بصورة متزايدة السرعة توازيا مع التطور التكنولوجي. وفي الحقيقة يمكننا التاكيد، بأن اكثر التجارب في الحداثة والتجديدات دلالة لدى الفنانين الغناسيقاميين (هامش1) ، لا تنبع فقط من الاستغلال الكامل للخصائص الكامنة في اداء عملهم، بل تنبع بالدرجة الاولى وعلى وجه الدقة، من محاولاتهم لتجاوزها ولادخال مؤثرات وتطورات ابعد من الامكانات الضيقة للحالة التي تحدهم والدرجة التي يتحقق بها ذلك ، ربما امكن ان يفيد بوصفه مؤشرا على تقدم احد الفنون من مرحلة ابسط الى مرحلة اعقد وارقى تنظيما..! فبالتجاوز الطوعي لجماليات الغناء المقامي، وبانتاج الاعمال الغناقامية (هامش2) الاولى، وبتطوير النواحي الفنية، وبالانتقال الى الاحكام اللفظية لمخارج حروف الكلمات الشعرية والنطق الصحيح بالكلمات، ليطرح غناء المقام العراقي كفن ادائي له ثقافته الخاصة، وغير ذلك من الملاحظات التي من شأنها ان تجعل نتاج المقامات العراقية التأملية تمارس تاثيراتها، ليس فقط على الجماهير المتلقية، او ليس فقط على التطور الفني للغناء المقامي، بل كذلك وبصورة موازية على نضوج اساليب العرض الفني والاخراج الشامل للصوت والصورة بعدئذ ..

        ان ما يتصل من قريب بموضوعنا، هي النتائج التي ستكون للمقامات التاملية في ذاتها وفي مراجعة اعمال ونتاجات محمد القبانجي وكل من نحى منحاه التجديدي، حيث كانت لهذه الاعمال تاثير كبير على المغنين الذين ظهروا في النصف الاول من القرن العشرين حتى انتصافه. تحت تاثير تطورات الحياة بصورة عامة، اما حسن خيوكة وناظم الغزالي ابرز مغني المقامات التأملية، مع ان ناظم الغزالي في الوقت نفسه، اكثر من ناضل من اجل هذه المقامات ذات التعابير الرومانسية الحالمة، بوصفه مطربا كبيرا للمقام العراقي والاغنية القديمة والحديثة ، وبهذه التأملات والتعابير الخيالية الحالمة الرومانسية الخلابة، استطاع ناظم الغزالي ان يوصل فن غناء المقام العراقي الى آفاق لم يصلها غناء المقام العراقي من قبل..! بل الموسيقى العراقية برمتها ..! وغزا الوطن العربي غزوا جماليا لم تعهده الجماهير العربية سابقا..! فقد حقق الغزالي تهذيبا عظيما في اداء هذا الفن الغناسيقامي التراثي المعبر عن سحر البيئة والخصوصية والهوية البغدادية والعراقية، ومن هذه الدائرة، دائرة الجماهير المتذوقة والمحبة للجديد والخيال الرومانسي، حيث يعتبرون ناظم الغزالي اهم مغني المقامات التأملية منتصف القرن العشرين..! بل هو اعظم مغني عربي في القرن العشرين من الناحية الفنية في الاداء الغنائي التأملي ..!{

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

هوامش

1 – هامش1/ الغناسيقاميين: المقصود اختصارا لتعدد كلمات الغنائيين الموسيقيين المقاميين.

2 – هامش2 / الغناقامية : المقصود اختصارا لتعدد كلمتيْ الغنائية المقامية.

 

 

اضغط على الرابط

حسن خيوكة / مقام الرست 1

https://www.youtube.com/watch?v=iCIQG78SQwE

 

الرست 2

https://www.youtube.com/watch?v=5yS8Eq-fZck

 

ناظم الغزالي / مقام البنجكاه

https://www.youtube.com/watch?v=EoPbV1M9S2c

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.