اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

قامات وهامات لن تموت- 4: ناصر العرب– رجل الكرامة والعزة والتوحد// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب 

قامات وهامات لن تموت- 4:

          ناصر العرب– رجل الكرامة والعزة والتوحد

د. سمير محمد ايوب

الاردن

 

خمسون عاماً عجاف،  مرت حتى الآن ،على غياب جمال عبد الناصر. تغيرت خلالها مصر. وكل الوطن العربي تغيّر. وشهد العالم بأسره متغيرات جذرية، في عموم المجالات.

 

تشقّق الوطن العربي بعد غيابه وتشظى. خرج من أوحاله فتات داخلي. وتوالدت صراعات محليّة مختلفة الأسماء. وابتدأت مظاهر التآكل الداخلي العام ، كلازمة لتكريس هيمنة الكيان الصهيوني المستولد بالقوة في فلسطين ، على المشاهد في عموم بلاد العرب.

 

يعيش جل أمة العرب الان، تداعيات " الزمن الصهيوني" ،الذي جرى تكريسه بعد رحيل ناصر عام 1970. جرى انقلاب على الانتماء القومي العربي، اذي كان يقوده. وتشهد معظم مَواطِنِ العرب اليوم، ارهابا تقسيميا، وتنويعات طائفية ومذهبية وإثنية، تفتت الجغرافيا والهوية معا. 

 

في الزمن الصهيوامريكي هذا، تحللت " كتلة عدم الانحياز"، التي كان عبد الناصر أبرز بناتها واعمدتها وقادتها. واستبدلت بمهزلة صراع " الشرق الإسلامي الموهوم " مع " الغرب المسيحي المدعوم " ، وبالعمل الحثيث لتهميش " الصراع العربي الصهيوني " وتفريغه من كل مضامينه الوجودية، وحصره بارتطامات يومية معيشية.

 

وعلى الصعيد الرسمي العربي،، سقطت أولويّات المعركة مع العدو المحتل، وحلّت محلها  " اتفاقيات إذعان " أسميت بالتكاذب " سلام شجعان " . وتم تأجيج الصراع مع حقائق المحيط الجغرافي التاريخي ، (ايران، تركيا، اثيوبيا وتشاد) . وانحدر جل العرب بغباء وبتواطئ، نحو جاهلية معاصرة، استظلها المتصهينون منهم، لإعادة مَواطنهم إلى هيمنة قوى الاستبداد وكلابها الاقليمية.

 

المشهد العربي غاية  في البؤس. أغنياء الصدفة في ممالك الرمل، يتآمرون علنا على فقراء الامة، لاضعافهم وتمزيقهم، كما هو حادث في فلسطين الان، وفي واليمن والسودان وليبيا، والى حد ما في العراق وسورية. أما مصر فقد عزلت نفسها، في حدود مصالح موهومة مع عدوها الصهيوني. وبات الوطن العربي بكل مَواطنه الصغرى بين مهزوم ومأزوم . كيانيات بائسة مُفقَرة مُهددة، خاضعة  لهيمنة خارجية ناهِبَة.

 

هكذا هو حال جل العرب اليوم، بعد غياب عبد الناصر. لم تتغيّر فيه، طبيعة التحدّيات. ولم يتغير الحب الذي يحيطونه به، إنه حب خاص جارف، لم يشهد مثله التاريخ العربي المعاصر.

 

عبد الناصر، قائد تحرر قومي ملهم، احدث تغييرات تضمنت الكثير من الإيجابيات والسلبيات، كمحصّلة لتجربة حكم قامت على أسلوب التجربة والخطأ. كان رمزاً لوحدة الهموم والآمال العربية، ولصرخة الكرامة والعدل والحرّية ضدّ الاستعباد والاستعمار والاستحمار والظلم والاستغلال.

 

المشكلة بتجربة التغيير التي قادها عبد الناصر، أنها قامت على جبهة من الضباط غير موحدي الانتماء والفكر والاهداف. وأنّ ساحة حركتها وأهدافها كانت أكبر من حدود قدراتها على الارض. وجاءت في إطار ظروف الحرب الباردة في صراع المعسكريْن. 

 

عاش من أجل فلسطين ومات من أجلها. فقد كان يردّد دائماً: " القدس والضفّة وغزة والجولان قبل سيناء "  و " ما اخذ بالقوة ، لن يسترد الا بالقوة".

 

ما يحدث الآن في كل المشاهد العربية، فيه تأكيد على اهمية اعادة ترشيد قراءة التجربة الناصرية، بعيدا عن متاهات الحقد والكيد الطفولي. ففيها مّا هو صالح للحاضر وللمستقبل معاً.

 

ما احوجنا لك يا عبد الناصر،  بساطير الزمن الصهيوامريكي، تنخر بلا رحمة، الجسد الهش للأمة، وروحها  الخاوية.

 

الاردن – 15/1/2020

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.