اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (284)- الحركة النقدية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (284)

 

الحركة النقدية

بسبب ما آلت اليه الحركة الموسيقية العراقية في بدايات القرن العشرين وما تلاها من سنوات التطور والنهضة متزامنة مع التحولات والتغيرات الثقافية تستحق التقدير والاهتمام. فقد ظهرت حاجات كان لابد لوجودها، اهمها حاجة الفنون الموسيقية في الاداء والتعبير والدراسات الى ان تحرر نفسها من كثير من الرواسب السيئة خاصة منها التعصب الاعمى للاطوار الموسيقية والغنائية لمختلف البيئات والخصوصيات الموجودة في عراقنا الحبيب. ان التحرر من هذه القوى المتخلفة لا يمكن له ان يكون الا عن طريق الثقافة والاطلاع والاحتكاك لاكتساب المفاهيم الحضارية ولتوسيع المدارك الفنية واشاعة المحبة بين الجميع.

 

اما الحاجة الثانية فهي ضرورة من ضرورات الابداع والابتكار لترافق هذا التطور الحاصل للفنون الموسيقية، واعني بها مسألة النقد الموسيقي، وهذا النقد ينبغي ان يكون نقدا متزناً يستند الى معرفة واسعة في مفهوم العملية النقدية، ومعرفة واسعة في العلوم الموسيقية، وادراك جيد للمفاهيم الجمالية، ولعل من الممكن ان نذكر ان تأخر المستوى النقدي للموسيقى قد ساعد على ابطاء مسيرة التطور الموسيقي التي كان يمكن له ان يقطع اشواطا اوسع في تقدمه علميا. وان من المؤسف فعلا اننا لا نزال لانمتلك الا النزر اليسير، واليسير فعلاً من نقاد للموسيقى حيث غلبت على الاكثرية ممن يكتب وينشر في النقد الموسيقي الانطباعات الشخصية بقوة. او بمسايرة الفنون المطلوبة البراقة..! كما وان بعضا من النقاد تحركهم وجهات نظر اجتماعية بحتة..! ورغم ان هذا المنحى الاجتماعي في التفكير النقدي للموسيقى كان مناسبا في فترة ما..! الا انه في الحقيقة يعبر عن موقف ضيق الافق، لذا فانه لم يكن صالحا لأن تبنى عليه مفاهيم نقدية حضارية ولا يمكن ان يبنى عليه اتجاه جمالي سمح وعميق ايضا. فعلى هذا الاساس فاننا لا نطمح الى اقتران التفكير الاجتماعي اقترانا وثيقا بدوافع الفن عموما. ولابد ان نشيد ببعض النقاد الذين كتبوا عن قوى التجديد ودعموها بافكارهم النيرة واقلامهم الجادة خلال القرن العشرين. امثال المرحوم عبد الوهاب بلال وعبد الوهاب الشيخلي وحمودي الوردي ووحيد الشاهري وحميد ياسين وحامد العبيدي واسعد محمد علي ويحيى ادريس ود.شهرزاد قاسم حسن وسعدي حميد السعدي و د. حسين احمد شريف و د.هيثم شعوبي و د. عبد الله المشهداني وموفق عبد الهادي البياتي وفائز الحداد واخيراً عادل الهاشمي الذي ماإنفك مستمراً بشكل منتظم يؤشر ملاحظاته النقدية الجادة من خلال زاويته الاسبوعية في جريدة الجمهورية(المرفأ الموسيقي) وغيرهم. وكانت هذه الكتابات على قلتها امرا فائقا نسبة الى فوضى التخلف التي عاشتها الموسيقى في المراحل السابقة، ويرجع الفضل في هذا اضافة الى هؤلاء القلة من النقاد الى نخبة واعية من الفنانين الموسيقيين الذين يمتلكون امكانيات ثقافية مدركة ومواهب كبيرة في التعبير. وهي مرحلة مستمرة قوّتها ولا تزال المزايا الفكرية المتزنة. لان تقبل وجهات النظر النقدية والفكرية والجمالية من شأنها ان توسع افق الثقافة والمعرفة لتقويم المسيرة الفنية، وبدون مثل هذا التفاعل الذي يستمد قوته وجذوره من التحرر المخلص من التخلفات الفكرية القديمة والتسامح الروحي حيث يتحتم على أي وضع ثقافي ان يصبح في اتجاه محدود. وقد رافق هذا التفاعل عند بعض النقاد وبين بعض الفنانين الجادين، غربلة عامة للقيم السائدة والمتوارثة للعلوم الموسيقية بشكل عام وبدا في الافق ترتيب جديد لها.

 

تبقى هناك حقائق لا تتغير على مدى العصور، فهناك التجديديون والابداعيون وهناك التقليديون وهناك المدعونوالمتحذلقون والمستفيدون دوما في سبيل وضع الخلق الفني في قوانين ضيقة وتحديده، وسوف يبقى هناك دائما جمهور للموسيقى الزائفة والرديئة..! انه جمهور ضعيف لحسن الحظ..! ولكن من داخله تنطلق صرخات الكراهية والمقت والاتهامات التي لا تستند الى حقيقة واقعة للفنان وسوء النية نحوه. فعلى الفنان الجاد كي يسير في خطىً حثيثة ان يصغي للصوت النقدي الايجابي الذي تطلقه الاقلام التقويمية الجادة.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

فريدة مقام الاورفة

https://www.youtube.com/watch?v=07wmjycopI8

 

ناظم شكر مقام الجهاركاه

https://www.youtube.com/watch?v=BY4oRnhu17c

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.