اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟ (7)// محمد الحنفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

 

عرض صفحة الكاتب 

هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟ (7)

محمد الحنفي

المغرب

 

الماركسية وتغيير الواقع:.....2

4) وعلى المستوى السياسي، الذي يتم فيه جعل السياسة هي المدخل للتحكم في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، سواء كانت الطبقة الحاكمة، التي تحكم، هي الإقطاع، أو هي البورجوازية، أو هي التحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، أو هي البورجوازية الصغرى، من أجل جعل البرامج الدراسية، وسيلة للتحكم، ومن أجل جعل البرامج الإعلامية المختلفة، وسيلة للتحكم، ومن أجل جعل الجيش، والأدوات القمعية الأخرى، وسيلة للتحكم، ومن أجل جعل الوصول إلى جعل الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، في خدمة الطبقة الحاكمة، وفي خدمة الحاكمين، الأمر الذي يترتب عنه إحكام الخناق على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن خلالهم، على الجماهير الشعبية الكادحة، التي لا نجد، في هذا الوطن، إلا ما يجعلها تغرق في بحر الألم، الذي لا مفر منه، حتى لا تستطيع هذه الجماهير، فعل أي شيء، إلا الهروب إلى العبادات، في البيعة، أو في الكنيسة، أو في المسجد، بحثا عن الخلاص من بحر الألم، إلي يوم القيامة.

 

والطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، تختلف، اختلافا جوهريا، عن الإقطاع، وعن البورجوازية، وعن التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، وعن البورجوازية الصغرى، في كونها لا تستغل السياسة، من أجل التحكم في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في خدمة طبقة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بل من أجل تحقيق التحرير، لجميع أفراد المجتمع، ومن أجل تحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية، التي هي الهدف الأسمى للبشرية، من أجل التخلص من العبودية، والاستبداد، والاستغلال.

 

وهذا الاختلاف بين الإقطاع، والبورجوازية، والتحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، مرده إلى أن الطبقات المستغلة، لا ترى إلا نفسها، وأن البورجوازية الصغرى، لا تسعى إلا إلى تحقيق التطلعات الطبقية، وأن الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هي وحدها التي لا تراعي إلا مصلحة المجتمع ككل.

 

وبعد وقوفنا على دور الفلسفة الماركسية، في تغيير الواقع، والعلم الماركسي في ذلك التغيير، نصل إلى الوقوف على مساهمة المنهج الماركسي، في ذلك التغيير، الذي يستهدف، بالدرجة الأولى، جوهر الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

فالمنهج الماركسي، هو مجموع القوانين المكونة للديالكتيك المادي، والتي يمكن توظيفها في التحليل الملموس، للواقع الملموس، من أجل معرفة الواقع، كما هو، وتفكيكه، وإعادة تركيبه، وفق ما تقتضيه قوانين الديالكتيك، من أجل الخروج بنظرة للتغيير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، من أجل جعله في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بدل أن يبقى في خدمة الإقطاع، والتحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، والبورجوازية، والبورجوازية الصغرى نسبيا؛ لأنه بدون المنهج المادي الدياليكتيكي الماركسي، لا نستطيع أن نمتلك نظرية عن الواقع، ولا يمكن أن نعمل على تغيير الواقع، بوجود نظرية للتغيير المادي، والمعنوي له، ولكون النظرية، في حالة وجودها، تسعى إلى إنتاج قوانين التغيير، التي تتناقض مع قوانين قيام الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي الرأسمالي، ومن قبله الإقطاعي، ومن قبله العبودي، لما تم الوقوف على ذلك، من خلال تطبيق قوانين الدياليكتيك على تطور البشرية، على مستوى التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية، التي انتقلت من التشكيلة العبودية، إلى التشكيلة الإقطاعيىة، التي وقفت وراء وجود التشكيلة الرأسمالية، التي تسعى البشرية المعانية من الظلم، والحيف، والقهر، إلى التخلص منها، بقيام التشكيلة الاشتراكية، التي ستقف مستقبلا وراء قيام التشكيلة الشيوعية.

 

وهذه التشكيلات، في تطورها، قد تنطبق على المجتمع الأوروبي، الذي يمتص حاليا خيرات العالم، إلى جانب أمريكا الشمالية، وأستراليا، باعتبارها، جميعا، تنتمي إلى المنظومة الرأسمالية المركزية، وقد لا تنطبق على المجتمعات التابعة، التي تذهب خيراتها إما إلى جيوب الرأسماليين، وإما إلى حسابات الصناديق الرأسمالية، التي أغرقت المغرب بقروضها، ليصير المغرب مشتغلا على خدمة الدين، الذي يقترضه، من أجل أداء فوائد الدين الخارجي، لمختلف الصناديق الدائنة، الأمر الذي يترتب عنه: توقف، أو ضعف النمو الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

 

وبناء على ما رأينا، فإن المنهج المادي الجدلي، هو منهج علمي، ماركسي، ثوري، متطور، ومتفاعل مع الواقع، في تطوره باستمرار، من أجل معرفة الواقع في تطوره، معرفة علمية دقيقة، ومن أجل الوقوف على ما يجب عمله، في أفق تغييره، مما يساعد على تطوره، في الاتجاه الصحيح.

 

وبما أن المنهج الماركسي، منهج يساري بامتياز، فإن اعتماد هذا المنهج، من قبل كل فصائل اليسار، على مستوى الدولة الواحدة، وعلى مستوى  الدول المتجانسة، كما هو الشأن بالنسبة للبلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، وعلى المستوى العالمي، سيؤدي بالضرورة إلى وحدة اليسار؛ لأن أي يسار، لا يعتمد هذا المنهج، لا يمكن أن يكون يسارا.

 

فاليسار الحقيقي، لا يمكن أن يكون إلا ماركسيا، والماركسي الحقيقي، لا يمكن أن يوظف إلا المنهج الماركسي، والمنهج الماركسي، لا يمكن أن يعتمد إلا على قوانين الدياليكتيك، وقوانين الدياليكتيك، لا يمكن أن تكون إلا بمنطلقات مادية، والمنطلقات المادية، هي الدليل على أن الماركسية أفرزها الواقع المادي، والمنهج الماركسي، لا يمكن أن يرتبط إلا بالواقع، في تفاعله معه، وفي تطوره، وتطويره، عن طريق العمل على تغييره تغييرا جذريا، يجعله في خدمة الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

 

فتغيير الواقع الآن، ينبني على شيوع الفلسفة الماركسية، وعلى إنتاج العلم الماركسي، وعلى توظيف المنهج الماركسي، في أفق قيام تشكيلة اقتصادية اجتماعية اشتراكية، على أنقاض التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية الرأسمالية، أو الإقطاعية، أو تمثيلية التحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، التي لم تعد كلها تنتج إلا الأمراض الاقتصادية / الاجتماعية / الثقافية.

 

وتحقيق التشكيلة الاشتراكية، لا يعني إلا التخلص من كل أمراض الاستغلال المادي، والمعنوي.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.