اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (333)- منهجُ الطَّريقة القبانجية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (333)

 

منهجُ الطَّريقة القبانجية

عندما بدأ القبانجي مسيرتَه الفنية مطلع القرن العشرين، كان من الضروري أن يبحثَ عمـَّا يدعمُ منهجَه الأَدائيّ الجديد، طامحاً في جعل هذا المنهج أصيلٌ له مقومات الأصالة، والحق يقال، إن القبانجي كان أصيلاً حقاً في موقفه البطولي ضد الهجمات الشعواء التي أُثيرت ضد منهجه الابداعي الجديد..! وكان موقفاً شجاعاً في سبيل تثبيت هذا المنهج. كان شامخاً فعلاً إستطاع أن يكون حلقة الوصل الفاعلة بين الأقدمين من المؤدين والمحدثين..! وينتقل بهم الى أُفق جديد رحب. وذلك سعي واضح من أجل تأصيل مفهومه الادائي الجديد، كطريقة وأُسلوب للتميُّز عن تلك الاساليب الادائية التي كانت سائدة، وأعتقد أنه من المؤكد أن الرائد القبانجي كان لابد له أن تناولَ بالتفحيص والتمحيص المناهج الادائية القديمة للمؤدين الذين سبقوه للاستفادة منها ليكون بالتالي حلقة الوصل الفعّالة بين السابقين واللاحقين.

 

        إن الأصالة تسير بنا الى مناهج متقدمة، أما إفتقادها يؤدي بنا الى الإتكاء على مناهج متخلفة مبعثرة..! إن فهم العمل الادائي الغناسيقي يعد أهم واجبات المؤدي، وبالتناظر فإن فهم الناقد الموسيقي للعمل الفني فهماً تحليلياً يعد من أهم واجباته النقدية، إن هذا الفهم والادراك الذي قدَّمه لنا الرائد القبانجي عبر عدة عقود من السنينفي حياة حافلة بالانجازات الفنية، خاصة عندما أُتيحت فرصة تسجيل المقامات العراقية بصوته على اسطوانات –الحاكي، الكرامافون – لأول مرَّة وإنتشارها في أوساط إجتماعية أوسع بكثير من ذي قبل، كانت فعلاً فاتحة عهد جديد للاداء المقامي وعلى كل الاصعدة.

 

          مرّت السنوات تلو السنوات ومحمد القبانجي متربع على عرش الاداء المقامي، رغم التغيـِّرات المستمرة في الحياة، فقد ظل القبانجي مواكباً لها، معاصراً لجميع سماتها الذوقية والجمالية، ولاشك ان الفرصة التي اتيحت له في العشرينات من القرن العشرين عندما بدأ يسجل تلك المقامات الكثيرة لصالح الشركات الاجنبية ومشاركته في المؤتمر الموسيقي العربي الاول عام 1932 بالقاهرة، قد ساعدته بالتأكيد في التعرف على العالم الخارجي والاستفادة من الملاحظات والمشاهدات ومن ثم إمتلاك أُفق فكري رحب وواسع..!! ولاشك ايضاً أن إستجابته المخلصة للواقع المعاش المتغيِّـر قادته الى مرحلة أُخرى، بل مراحل أُخرى ركـَّز فيها على نشر تطلعاته الادائية في الجمال والذوق والقواعد التقليدية وتوضيح اللفظ ومخارج الحروف والنطق بالكلمات وفهم معاني الشعر المُغنى والتعابير المذهلة وتماسك علاقات البناء اللحني للمقام المغنى التي ألبسها لباساً جديداً بحق، إبتداءً من مقاماته في العشرينات والتسجيلات التي أعقبتها. وبالتالي يمكن لنا أن نحدِّدَ بعض النقاط التي إعتمد عليها منهج القبانجي في الغناء المقامي الذي تطور وتبلور ليصبح طريقة غنائية لها أتباع كثيرون أسميناها بـ الطريقة القبانجية –

 

1      توازن الاهتمام بين شكل ومضمون المقام العراقي.

2    -  توضيح النطق بالكلمات والاهتمام بمخارج الحروف نسبياً.

3    -  محاولة مواءمة فهم معاني الكلام المغنَّى لتناسب المسارات اللحنية المعبـِّرة عنها.

4    -  بناء جمل لحنية مقامية ذات علاقات سُلـَّمية متينة بديناميكية أدائية متماسكة أكثر من السابق.

5    -  الخروج لأول مرَّة عن طوق المحلية والتأثر بموسيقات خارجية أُخرى في الشكل والمضمون.

6    -  عملية تعريق تعابير ما تأثر به القبانجي من جمل غنائية وأدخلها في صلب المقامات (أي ألبسها روحاً عراقية).

7    -  المنحى الابداعي في التجديد وتطور النواحي الفنــــية في الاداء المقامي.

8    -  تطور الطابع الدرامي لفن الغناء والدور الجديد والمهم في تقوية وتفاعل هذا الغناء بالمتلقي الذي هو حصيلة العمل الفني بأجمعه.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

محمد القبانجي مقام الرست

https://www.youtube.com/watch?v=kfe1chVmtAs

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.