اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

مفارقة طريفة- (2)// سعيد شامايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعيد شامايا

 

عرض صفحة الكاتب 

مفارقة طريفة- (2)

سعيد شامايا

 

كانت نكبة شباط 1963 التي نالت ثورة 14 تموز المجيدة شريرة قاسية وكبيرة وواسعة امتدت اصابعها حتى قرانا منها بلدتي العزيزة القوش شمال الموصل حيث دخلها الجيش والامن والحرس القومي حاقدا منتقما متذكرا مؤامرة الشواف واعتقلوا حتى الشيوخ (قتل أحدهم) وتابعوا الى الحقول واعتقلوا الفلاحين منهم خالي (حماي) منصور بنيامين وولديه الكبير سعيد وهو طالب في الثالث المتوسط وميخا في الصف الاول، بلغني هذا وانا في سجن الحلة عن طريق جماعة من الاكراد من قرى لواء الموصل ودهوك معتقلين رحلوهم من الموصل الى سجن الحلة، وخدمتنا يومها قضية كوردستان بعد مفاوضاتها مع السلطة لان اعتقالنا كان يتهمة توقيعنا (1000 مثقف) على نداء السلم مع كوردستان، وجاءت حماتي من القوش لتهنئ بمناسة اطلاق سراحي وحدثتنا عن وضعهم وذكرت ان بعد اقصاء البعث تم اعفاء بعض المعتقلين لقاء مبالغ كانت مرهقة، حينها كان قد اعلمني المرحوم الاخ منصور بجوري أن بعض المفصولين او المسحوبة ايديهم قدموا عرائض استرحام للحاكم العسكري الفريق رشيد مصلح المخول لدراسة تلك القضايا، لكنني رفضت استثمار ذلك لانني كنت محكوما غيابيا في قضيتين في محكة الثورة في كركوك، اي خشية اعتقالي مع من اعترف علي، فاقترحت على حماتي أن اكتب عريضة تقدمها بنفسها الى رشيد مصلح قد يعطف على وضعها ويساعدها في مشكلة خالي وولديه، وقلت مصرا سآخذك الى المكان الذي وصفوه لي، ووسط رفض زوجتي ووالدتي والمرأة نفسها لانني مطلوب ومحكوم غيابيا بل وملاحقا، لكنني اخذتها في اليوم الثاني مصرا الى الموقع الذي ممكن ملاقاة القائد فيه بعد أن كتبت عريضة استرحام بليغة وواضحة لانقاذ المظلومين من قبل البعث، ملآتها بمديح وشكر لانسانية المتابعين لاصلاح الاخطاء كعمل وطني سام، كان المقر المطلوب في ضاحية في الكرخ ووقفنا تحت شجرة على الطرق ننتظر مجيأه وما أن لمحنا موكبه حتى قدت حماتي وهي ترتجف خوفا وحين وصلت سيارته بعد حراسه توقفت، تقدمت ممسكا بيد المرأة وسلمت له العريضة قرأها وهو يهز رأسه وينظر نحو المرأة، ثم قال لي: من تكون بالنسبة لها؟ قلت انها حماتي وزوجها الموقوف خالي وهي لا تعرف العربية قادمة من شمال الموصل،

 

قال لها: ساعمل على مساعدتك إن كان ما ورد في هذه العريضة صادقا وإلا سيعتقلونك انت ايضا، قالها مبتسما وهو ينظر الي، إشرحْ لها، قالت مرتبكة إن كنتُ كاذبة اعدموني، ضحك وراح يكتب ما قرأناه في العريضة، الى قائد الفرقة الثالثة في الموصل (مامعناه) أن يستدعي الموما اليهم في العريضة فإن كانوا صادقين خصوصا أن الرجل أُمي لا يعرف الكتابة وولديه كما ورد، تطلق سراحهم، ثم استدار نحوي وقال: ماذا تعمل وهل انت كاتبها؟ وبيده العريضة، قلت نعم انا معلم، قال: زينة ومسبوكة، والتفتَ اليها قائلا: شوفي زوج بنتج معلم مجتهد يكتب مثل هيجي عريضة وما يدَّخل بغير شغله ومخلص بيه، أكيد ما عندَ لامنا ولامناك قولي لزوجج يسمع كلاما وما يدَخِل نفسا بالمشاكل، قلتُ لكنه أُمي. قال اعرفهم يكعدون بالساحات ويشرّحون السلطة وقادتها، اشرحلها ما قلته، واعطاني العرضة . وفي نفس الليلة عادت الى بيتها وحمل خالي الاصغر العريضة وقابل قائد الفرقة الذي حقق معهم وعفي عنهم وسط استغراب ابناء القوش واستفسارهم عما قدموا من المبالغ لاعفائهم.

 

سعيد شامايا      26/5/2020 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.