اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (354)- الدراما وزعزعة الشكل والمضمون

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (354)

 

الدراما وزعزعة الشكل والمضمون

ان احدى الظواهر او الاسباب الحاسمة في عملية تحلل نقاء الكلاسيكية في الطريقة القندرجية، وتحلل غيرها من الطرق الادائية في نفس الفترة التي اطلقنا عليها بالفترة الانتقالية. هي زعزعة الشكل المقامي(الفورم form) والتلاعب به..! ولم يتوقف الامر الى حد هذا الشكل الذي شدد عليه كل الكلاسيكيين بمختلف اساليب غنائهم، بل تعدى ذلك الى زعزعة اخرى في المضامين التعبيرية وبناء الجمل اللحنية وتماسك علاقاتها..! وبفضل ذلك وبدءا من الاحتمالات او الافتراضات التي يمكن تبنـِّيها على سبيل المثال، يتطور الخط العام لغناء المقام العراقي الابداعي في تيار الرومانسية. ليحمل الينا في الوقت الحاضر تشابكا متنوعا لعديد من الاساليب الادائية الانفرادية بالرغم من اتفاقها العام على المبادئ القبانجية الرومانتيكية.

 

من الناحية الفنية، ربما امكن النظر الى هذه الحالة من الدراما، باعتبارها صراعا في نطاق ما اسمينا هذه الحقبة بـ(حقبة التحول) وتفكك بعض الانتماءات الادائية للاساليب وتحررها من صرامة القيود والتقاليد الكلاسيكية. الى انها هي المشكلة التي تطرح في هذه الحقبة. وبتركيز الاهتمام نوعيا على الاساليب الادائية يلاحظ المغنون المقاميون ان ملامحها المميزة تتمثل بالدرجة الاولى في الاسلوب او الطريقة المتصلة بالماضي القريب وخصوصا في حالتها العملية. فاللغة الادائية في غناء المقام العراقي العملية اكثر تعبيرا بالطبع من الحديث النظري عنها.

 

ان تهجين غناء المقام العراقي بطرقه واساليبه الادائية في سياق حقبة التحول حتى العقد الرابع من القرن العشرين حسب راي التقليديين او المعارضين للابداع والتجديد. التي بلغت ذروتها عند ظهور جهاز التسجيل الصوتي، ومن ثم تكرار التسجيلات ونشرها وتوزيعها وسهولة الاتصالات وغيرها من التطورات التكنولوجية الاخرى. الامر الذي ادى الى اختلاط الطرق والاساليب الادائية ببعضها ونشوء اكثر من تيار جمالي في الواجهة. ثم تولى ظهور الاذاعة العراقية المسموعة ثم المرئية بعدئذ دورا اساسيا في تنوع الاتجاهات الجمالية والذوقية في الفن الغناسيقي بصورة عامة. مما ادى الى جعل هذه التاثيرات والاختلاطات وربما التهجين ايضا، امرا محتملا وبصورة مستمرة ما لم يعي المتخصصون المقاميون مهماتهم التاريخية. ان فترة إلتقاء او تنافر طريقتين غنائيتين في المقام العراقي في اي حقبة زمنية لا تعني نواحي سلبية للموضوع. بل هي من الظواهر الصحية في ديمومة هذا التراث الغناسيقي الخالد..! فهي اما لحظة تحرر من القيود التقليدية التي اعتاد طرحها المغنون المقاميون السابقون، او لحظات اخرى يرى فيها المغنين المتأخرين ان مبدا التنويع هو تكنيك للاكتشاف والابداع، وهو ما عناه المطرب الكبير محمد القبانجي في كل تجديداته وابداعاته المقامية.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

يوسف حريش مقام الاوج

https://www.youtube.com/watch?v=qnq1fQyUFjg

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.