مقالات وآراء

أزدواجية المعايير وراء تقاعس ملف التجاوزات// عامر حزيران

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عامر حزيران

 

أزدواجية المعايير وراء تقاعس ملف التجاوزات

عامر حزيران

 

المتابع لبزوغ فجر نهضتنا القومية والوطنية منذ زمن الأنظمة الدكتاتورية، يعرف بان حزب بيت نهرين الديمقراطي هو واحداً من اوائل الاحزاب السياسية الآشورية الذي تأسس للتعبير عن هموم المواطن الآشوري المضطهد والمهمش وهو على ارض الأجداد، حيث يجهل العديد من المتابعين، أن حزبنا هو أول حزب آشوري رفع راية الكفاح المسلح منذ فجر عقد الثمانينات من القرن الماضي، هذا بالأضافة الى قرار قيادة الحزب في جعل ملف التجاوزات على أراضي وممتلكات شعبنا في العراق عموماً وفي أقليم كوردستان- العراق على وجه التحديد على رأس أولويات أجندة حزبنا منذ نقل معركته الى الداخل. صحيح أن حزبنا تأخر كثيراً في الكشف عن بعض الحقائق المؤسفة والمؤلمة في هذا الملف الهام والخطير، بعد طمسها عمداً خلال ما يقارب من ربع قرن متواصل وذلك في سبيل عدم ارباك وحدة المسيرة وصفوفها، ولكن يبدو أن قيادات بعض احزابنا الآشورية قررت وفق ايدلوجيتها الخاصة في التمادي بالتجاوز لكل الخطوط الحمراء والمراهنة على ثقافة الكذب وتزوير الحقائق والدليل على صحة كل ما ورد أعلاه هو مضمون بعض التصريحات والمغالطات هنا وهناك والتي يحاول أصحابها إفهام السذج من أبناء شعبنا بأنهم وحدهم فقط من يحاولون حل مشكلة التجاوزات، لذلك ومن أجل تسليط الضوء على الازدواجية في المعايير المتبعة من قبل تلك البعض من القيادات وعدم افصاح المجال لها في التمادي بأستغلال قدرات وأمكانيات أبناء شعبنا وخاصة في المهاجر البعيدة لمصلحتها الشخصية والحزبية، ننقل لكم بعض الحقائق حول ملف التجاوزات:

- بداية تموز عام 1998 وبدعوة من السيد مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني عقد أجتماع في المكتب السياسي في صلاح الدين، هدفه إيجاد حل مناسب لمسألة التجاوزات وتعقيداتها في منطقة بهدينان. مثلنا الحزب في هذا الأجتماع وعن الحركة الديمقراطية الآشورية حضر السيدان توما خوشابا وسالم كاكو عضوا المكتب السياسي للحركة آنذاك.. بعد مناقشات مستفيضة توصل الاجتماع الى فكرة تشكيل (لجنة مشتركة) من الحزبين حزب بيت نهرين الديمقراطي والحركة الديمقراطية الآشورية، بالأضافة الى ممثل عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني وممثل عن كنائسنا في المنطقة، ولكن في نهاية الأجتماع فاجأنا السيد توما خوشابا بقوله ( نحن كحركة لن نشارك في هذه اللجنة، وهذا قرار وموقف قيادة حركتنا الديمقراطية الآشورية).

يبدو أن أصرار قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية في التراجع عن المشاركة في هذه اللجنة أعطى المتجاوزين ضوءاً أخضر للأستمرار في سعيهم بالأستيلاء على ما تبقى من أراضي شعبنا الآشوري في منطقة بهدينان، وتواصلاً للأنفرادية المتبعة منذ البداية بعدم مشاركتهم مع بقية الفصائل القومية في حل مشاكل شعبنا كان سببا في عدم المشاركة في حل مشكلة التجاوزات.

 

-بداية آب عام 2016 زار وفد من فرع دهوك لحزبنا قرية (هيزان) في منطقة (نالا) واللقاء بوجهاء وأهالي القرية وبحضور السيد (ملك بول ملك يوسف) وبعد مناقشات مع الحضور تم (تخويلنا) للقيام بمتابعة القضية التابعة لقرية (زولي) وبعد ذالك قام الوفد بزيارة القرية للاطلاع ميدانياً على التجاوز الذي قام به المدعو (أبراهيم حجي ياسين) من قرية باكرمان بالتجاوز على اراضي أبناء شعبنا في القرية، حيث تحرك السكرتير العاملحزبنا عنداذٍ بالتواصل مع السيد مسعود البارزاني رئيس الأقليم آنذاك وبعد محاولات عديدة قرر سيادته بضرورة تهديم معالم التجاوز في قرية زولي، وبعد ذالك أبلغنا أهالي القريةبأنه تم أتخاذ قرار برفع التجاوز الحاصل على القرية وفعلاً نفذ القرار في الأسبوع التالي بعد زيارتنا للقرية.

-بتاريخ 17/1/2017 عقد أجتماع آخر في مبنى محافظة دهوك برعاية السيد المحافظ (فرهاد أتروشي) آنذاك والسادة القائمقاميين ومدراء النواحي التي تجري التجاوزات في حدودها. حضرت الأجتماع ممثلاً عن بيت نهرين وبحضور ممثلي أحزابنا القومية الأخرى وعدد من برلمانيي شعبنا.

 

 

وبعد نقاشات مستفيضة تم تشكيل لجنة التجاوزات من الحاضرين ممثلي (بيت نهرين) وممثلي بقية أحزاب شعبنا في منطقة بهدينان، وذلك بأمر من السيد مسعود البارزاني رئيس الأقليم آنذاك حسب قول السيد المحافظ.

 

- بداية عام 2019 قررت قيادة حزبنا بضرورة الأسراع في تفعيل القواسم الوحدوية ضمن العمل القومي المشترك بين جميع الأحزاب السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري، ومن أجل تنفيذ قرار القيادة تلك، قمنا بزيارة مقر فرع دهوك للحركة الديمقراطية الآشورية يوم 20 شباط 2019 ومقر فرع دهوك للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في اليوم التالي من أجل الوصول الى أتفاق مشترك حول ملف التجاوزات والتحرك بخطوة موحدة ومع باقي الأحزاب القومية الأخرى للأتصال والمتابعة مع الجهات المعنية في الأقليم حول مدى خطورة تداعيات هذا الملف على تواجد ومستقبل شعبنا وعلى التعايش السلمي بين المكونات القومية والدينية في الأقليم، وأيضاً لمناقشة آليات تنظيم البيت الداخلي لشعبنا واصدار بيان مشترك بذلك، لكن وللأسف الشديد ولحد هذه اللحظة لم نلقي الجواب الشافي من قيادات هذين الحزبين (المذكورين أعلاه).

 

مسألة التجاوزات مسألة قديمة، جديدة لا تحل بتصريح أو موقف شخصي أو بيان حزب واحد بمفرده ويجب الأعتراف بأننا أضعنا وقتاً طويلاً جداً بسبب الانفرادية المقيتة ومن اجل الحصول على المكاسب الشخصية والحزبية الضيقة، ومشاكل شعبنا لن تحسم بالكلمات الرنانة ودغدغة مشاعر أبناء شعبنا، بل بالرجوع الى المنطق القومي الموحد القوي والوحيد لفك رموز جميع مشاكل شعبنا وأولهما ملف التجاوزات.

لذلك يفترض بنا جميعاً الجلوس حول طاولة الحوار القومي الصادق المثمر بهدف إيجاد الحلول الجذرية الكاملة لهذه المشكلة الخطيرة التي تقرر بقاء ووجود ومستقبل شعبنا وتشبثه بمناطقه التاريخية وجميع مشاكل شعبنا اليوم قبل الغد.