مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (404)- ابراهيم العبدلي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 24 تشرين2/نوفمبر 2020 19:10

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 2138

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (404)

ابراهيم العبدلي

تعرّفتُ شخصياً على الفنان التشكيلي الكبير ابراهيم العبدلي مساء يوم الرابع من كانون الثاني عام 1995. وذلك عندما غادرت بغداد يوم الثاني من كانون الثاني 1995 متوجها الى عمّان وبصحبتي الفرقة الموسيقية قاصدين السفر الى باريس بدعوة من معهد العالم العربي لاقامة بعض الحفلات في باريس ومدينة ميتز الفرنسية. ومن عمّان كان هدفنا الحصول على الفيزة الفرنسية ومن ثم الطيران الى باريس من مطار عمان الدولي. وكل ذلك من متاعب ومعاناة في السفر البري الى عمان والمكوث فيها بضعة ايام ثم التوجه الى البلدان التي نقصدها، كان بسبب الحصار الظالم الذي فرضه المعتدون المجرمون على بلدنا العزيز.

على كل حال، يمكن ان نتحدث عن ظروف هذه الايام في مناسبة اخرى ان شاء الله. فحال وصولنا الى عمان مساء الثاني من كانون الثاني ليبدأ عمل الهواتف بين بعض الاصدقاء الذين نعرفهم في عمان حتى عرف البعض منهم بوصولنا الى عمان، فاتصل بي اخي الرسام التشكيلي المعروف الصديق محمود العبيدي الذي تعود معرفتي به عندما إلتقينا معاً في كلية الفنون الجميلة ببغداد كطلبة او حتى كمدرسين فيها أواخر ثمانينات القرن العشرين. يدعوني وزملائي الفنانين للسهر في شقته مساء يوم 4/1/1995.

كان اعضاء فرقتي الموسيقية الذين اخترتهم لمرافقتي في المهمة الفنية الفرنسية هم محمد زكي عازفا على آلة السنطور وداخل احمد عازفا على آلة الجوزة وعبد الكريم بنيان عازفا على آلة الطبلة الايقاعية (الدربوكة) ونزيه محسن عازفا على آلة الرق (الدف) فضلا عن اداري الوفدالسيد محمد المسعودي. وبواسطة التشكيلي محمود العبيدي صاحب الدعوةوالعازف محمد زكي، دُعيَ معنا الى سهرة هذا المساء 4/1/1995. الفنان التشكيلي المعروف ابراهيم العبدلي، الذي لم اكن قد تعرّفتُ عليه قبل هذه الليلة..!

      خلال هذه الليلة التي قضيناها بالعزف والغناء، استمعتُ الى غناء جميل لم يكن في الحسبان، حيث شاركني الغناء الفنان ابراهيم العبدلي ببعض المقامات العراقية التي اداها بأجمل ما يكون، وبروحية بغدادية نادرة وجميلة، فكان مفاجئة السهرة..! اسلوب متأثر بالطرق الدينية من كرخ بغداد، وصوته من فصيلة التنور الدرامي الذي يكون اجمل حين يؤدي بعض الجوابات..! على كل حال قضينا هذه الليلة بموسيقى وغناء المقامات العراقية وقد تم تسجيلها بمسجل صغير وما زال هذا التسجيل يُسمع حتى اليوم..! ومن هذه الليلة توطّـدت علاقتي بالاستاذ الفنان ابراهيم العبدلي كثيرا. ونتج عن ذلك بعدئذ ان رسم صورتي –بولتريت- وانتهى من رسمها عام 2006. وقد رفض ان يستلم اجرا عليها رغم إلحاحي بذلك..! حتى ان اجور المصور الفوتغرافي الذي صوّرني صورا عديدة ليختار واحدة منها لرسمها، لم يسمح لي الاستاذ ابراهيم ان ادفع تكاليف الصور للمصور فدفعها هو بنفسه..!

      في ايلول من عام 2000. كنتُ بعمّان ومعي عازف العود الشهير علي الامام قبل توجهنا الى امريكا لاقامة مجموعة من الحفلات. إلتقينا بالاستاذ ابراهيم العبدلي وقد اخبرنا بمشاركته في مسابقة –لوركا- الاسبانية، وهي رسم بولتريت لوجه الشاعر الاسباني الشهير لوركا، الذي قتل خلال الحرب الاهلية الاسبانية عام 1936. وحال ما شاهدنا الصورة المرسومة للشاعر لوركا الاسباني بريشة الاستاذ ابراهيم العبدلي التي بعثها الى اسبانيا للمشاركة في هذه المسابقة العالمية، وانبهارنا بدقة رسم الصورة مع الصورة الاصلية، الامر الذي حدا بي واخي علي الامام ان نقول له فورا، بأن هناك احتمال قوي بفوزك بالجائزة..! وبعد حين فاز الاستاذ ابراهيم فعلا بجائزة لوركا الاسبانية العالمية، وهو ما توقعناه انا واخي علي الامام..!

ابراهيم العبدلي، الفائز بجائزة لوركا الاسبانية وجوائز عديدة اخرى، رجل بغدادي اصيل من مواليد بغداد 1940، كريم النفس وجميل الاخلاق، مثالي الافكاروالمواقف النبيلة، وهو ما اعجز عن ايجازها والتحدث عن اعماقها بهذا الحيز الصغير من الكتابة. انسان بمعنى الانسانية، نزيه نظيف الفكر شجاع في قول الحقيقة صريح واضح في كل شخصيته ولاتشعر بأي غموض في فكره وسلوكه. اطال الله في عمر الاستاذ ابراهيم العبدلي وحفظه واهله جميعا من كل سوء. انه مجيب سميع الدعاء.

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

اضغط على الرابط

حسن خيوكة مقام الدشت

https://www.youtube.com/watch?v=8VeXfXDq_pA

حسين الاعظمي مقام البنجكاه

https://www.youtube.com/watch?v=UKUyvcXSSxc

• < السابق
• التالي >