شفق نيوز – أعلنت السلطات الأمنية السورية، اليوم الثلاثاء، أنها نفذت عملية خاصة في "مخيم الفرنسيين" شمالي محافظة إدلب، بعد ورود معلومات عن احتجاز فتاة وشقيقتها داخل المخيم من قبل أحد العناصر المتنفذة.
ونقلت وسائل إعلام سورية عن مصادر أمنية، أن "العملية جرت بناءً على طلب والدة الفتاة المختطفة التي ناشدت الجهات الأمنية التدخل لإنقاذ ابنتيها، مشيرة إلى أن الهدف من التدخل كان استعادة الفتاة المحتجزة وضبط العناصر التي تدير المخيم خارج إطار سلطة الدولة".
وشهدت مدينة حارم في ريف إدلب الشمالي أمس الثلاثاء، اشتباكات عنيفة داخل ما يُعرف بـ"مخيم الفرنسيين"، بين قوات الأمن الداخلي السوري ومجموعة من المقاتلين الأجانب الفرنسيين بقيادة المدعو عمر أومسين، أمير جماعة "الغرباء" للمهاجرين الفرنسيين، وهو فصيل مستقل لا يتبع لأي جهة عسكرية حالياً.
وتشير المعلومات إلى أن المدعو أومسين، أحد أبرز المتنفذين داخل المخيم، علم بمحاولة إحدى السيدات استخراج جواز سفر لمغادرة سوريا، فاستدعاها وصادر هاتفها الشخصي، لكنها تمكنت من الفرار نحو قوات الأمن الداخلي طلباً للحماية.
وفي المقابل، احتجز أومسين ابنتها وشقيقتها داخل المخيم، ووردت أنباء عن تعرض شقيقتها للتعذيب والجلد ضمن ما وصفه بـ"عقوبة تأديبية".
وأكدت المصادر ذاتها، أن قيادة قوى الأمن الداخلي في حارم طالبت أومسين بتسليم المحتجزين فوراً، إلا أنه رفض الامتثال وبدأ بالتجييش داخل المخيم، مدعياً أن الحكومة تستهدف المهاجرين الفرنسيين.
وأوضحت أن هذا التصعيد دفع قوى الأمن إلى تنفيذ عملية اقتحام للمخيم في محاولة للقبض عليه وإنهاء حالة الفوضى داخله.
وأضافت المصادر الأمنية، أن "العملية لا تستهدف المقاتلين الأجانب المقيمين في المخيم، وإنما العناصر التي تحاول فرض سيطرتها وإدارة المخيم خارج سلطة الدولة والتدخل في شؤونه".
ويقع مخيم الفرنسيين في بلدة حارم بريف إدلب الغربي، ويضم عائلات وعناصر من جنسيات أجنبية، من بينها فرنسيون، ويُدار منذ سنوات بشكل شبه مستقل عن سلطة الدولة عبر مجموعات متشددة تفرض نفوذها الداخلي.
وتأتي العملية الأمنية الأخيرة في إطار جهود السلطات السورية لإعادة ضبط الأمن داخل المخيمات وحماية المدنيين من الانتهاكات، ولا سيّما النساء والأطفال.
ويًعتبر عمر أومسين، البالغ من العمر 45 عاماً، واحداً من أبرز المقاتلين الفرنسيين الذين برزوا في المشهد السوري خلال سنوات الحرب.
ويحمل أومسين إذ يحمل الجنسية الفرنسية ومن أصول سنغالية، وبدأ نشاطه في عام 2012 كداعية على الإنترنت، قبل أن ينتقل في أواخر العام نفسه إلى سوريا، حيث استقر في جبال اللاذقية وأسس نواة مجموعة مسلحة ضمت عشرات المقاتلين الفرنسيين والأفارقة.
وركّز أومسين نشاطه على الوعظ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مقدماً خطابات دينية تستهدف الشباب الفرنسي من أصول مهاجرة.
ومع تصاعد الحرب في سوريا، انتقل إليها ليؤسس كتيبة تضم مقاتلين ناطقين بالفرنسية، أصبح بمثابة "الزعيم الروحي" لهم، لينتقل من داعية إلكتروني إلى زعيم "الفرقة الجهادية الفرنسية" في بداياته.
حيث انضم أومسين في البداية إلى هيئة تحرير الشام، قبل أن ينشق عنها ويعلن استقلال مجموعته تحت اسم "فرقة الغرباء"، التي خاضت معارك ضد قوات نظام الأسد المخلوع في ريف اللاذقية الشمالي.
وتشير تقارير إلى أنه انضم إلى تنظيم "حرّاس الدين" المرتبط بتنظيم القاعدة، قبل أن يتم تفكيك التنظيم بالكامل على يد "هيئة تحرير الشام".
وتم تصنيف أومسين إرهابياً في أيلول 2016، حيث أدرجت وزارة الخارجية الأميركية اسم عمر أومسين على لائحة الإرهابيين العالميين، معتبرة أنه أحد أبرز المحرضين على التطرف بين الجهاديين الناطقين بالفرنسية، فيما اتهمته السلطات الفرنسية بتجنيد نحو 80% من المقاتلين الفرنسيين الذين التحقوا بتنظيمات متشددة في سوريا والعراق.