عشتار تيفي - لينغا/
شهدت قرية جيريندينج بولو في إقليم بانتين الإندونيسي حادثة جديدة تعكس التوترات المستمرة بين بعض الجماعات الدينية، بعدما قامت مجموعة مكوّنة من نحو عشرين شخصًا من السكان المحليين بمنع أعضاء كنيسة بيت إيل الأندونيسية من إقامة قداسهم المقرر.
وبحسب ما ذكره شهود عيان وتقارير منظمة الاهتمام المسيحي العالمي، فإن أعضاء الكنيسة كانوا قد حضّروا لإقامة صلاتهم الأسبوعية في موقعهم المعتاد، إلا أن مجموعة من المسلمين منعتهم من الدخول إلى المبنى، وطالبتهم بوقف أي نشاط ديني في المنطقة. ورغم محاولات الحوار، اضطر المصلّون إلى الانسحاب بعد تصاعد التوتر، مما حال دون ممارسة شعائرهم الدينية في ذلك اليوم.
إندونيسيا، التي تُعرف بتنوعها الديني الكبير، تفرض على دور العبادة إجراءات إدارية معقّدة للحصول على التصاريح. وتشير منظمات حقوقية إلى أن هذه القوانين تُستخدم أحيانًا للضغط على الكنائس، خاصةً في المناطق التي يواجه فيها المسيحيون رفضًا من بعض المجتمعات المحلية. ويرى مراقبون أن مثل هذه الحوادث تكشف هشاشة تطبيق مبدأ الحرية الدينية المنصوص عليه في الدستور الإندونيسي.
الحادثة أثارت قلق المنظمات المدافعة عن حرية الأديان، والتي اعتبرت أن استمرار مثل هذه الممارسات قد يفتح الباب أمام مزيد من التوتر بين الطوائف. وطالبت المنظمات السلطات الإندونيسية بالتحرك لضمان احترام حقوق الأقليات الدينية، ومنع تكرار مثل هذه الانتهاكات التي تقوّض مبدأ التعايش السلمي.
إندونيسيا، رغم أنها أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، تحتضن ملايين المسيحيين الذين يمارسون شعائرهم بحرية في كثير من المناطق. غير أن بعض الكنائس، خصوصًا الصغيرة أو غير المسجّلة رسميًا، تواجه عراقيل من السلطات المحلية أو رفضًا من بعض الجماعات المجتمعية. ويرى محللون أن الحادثة الأخيرة في جيريندينج بولو ليست معزولة، بل تأتي في إطار سلسلة من المضايقات التي سُجلت خلال الأعوام الأخيرة ضد تجمعات مسيحية في مناطق متفرقة من البلاد.