اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

٤٤ عاما والحب يأتي بثماره// كواكب الساعدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كواكب الساعدي

 

عرض صفحة الكاتبة 

٤٤ عاما والحب يأتي بثماره

كواكب الساعدي

 

يا  قلبي خبئ/ لا يباين عليا/ ويشرف حبيبي/ دموع عنيا/ خلية بعيد/ خلية  سعيد/ ده مش نصيبي/  لكن حبيبي/  وأكثر/ وأكثر/ تشويه/ يا قلبي.

 

وأنا طفلة أتقلب في بيت كله ذكور بأعمارهم المهيأة  للوقوع  بالحب كان  الأصدقاء والأقرباء القادمون من المحافظات ضيوفا مكرمين وندم ليال يفوح منها  رائحة الشاي المهيل بعد وجبات عشاء ثقيلة كعادة العراقيين بالمبالغة بإكرام الضيف وسحب الدخان تتراقص فوق الرؤوس هذه الزيارات كانت تصنع عندي  إرباكا في المنهج الدراسي لولعي بالإصغاء للشعر والروايات كان جوا أدبيا بحتا  رفدني بالكثير يتخلله صوت يخترق جدار القلب هامسا في ليالي بغداد المعطرة  بالشعر وصفاء النفس. لم أكن أعي معنى عميقا للكلمات لكن كنت أقرأ روعتها بعيون من يستمعون أما صوته كان يأخذ بي لعوالم ساحره لرخامته وما به من الشجن.

 

لو في قلبك شكوى مني/ تشتكي لي لوما عليه/ وان لقيت ألحق عندي/  اديهولك  من عينيه / كان يدار في المحفل شيء عن حياة هذا العندليب المحلق ليس  بسماء مصر بل العالم العربي بل والعالم فاليتم والمرض الذي عاناه في بداية  حياته كان قد هيأ أرضيه خصبه لموهبة تشير لنفسها سيكون لها شأن كبير في  المستقبل ومن قرية الحلوات انبثقت هذه الموهبة زاد في صقلها التحاقه بمعهد  الموسيقى العربية قسم التلحين وبرزت مهارته بالعزف على آلة للابوا حين التحق  بالإذاعة المصرية والتي عزفها في أكثر أغانيه جمالا أنا لك على طول خليلك  ليا/ خذ عينا مني وطل علي/ وخد الاثنين وأسأل بيا/ من أول يوم راح مني  النوم/  ورغم ما عاناه من بعض الفشل ببداياته لكن إصراره على النجاح وانتقائه  للكلمات الرائعة والألحان الأروع أثبتت انه سيغدو ناظر للمدرسه الرومانسيه العربيه وسيظل مهما تقدم الزمن رافعا لوائها والى يومنا هذا لانه كان مخلصا لفنه  مع ملاحظة مواهب الكثير من الشعراء والملحنين الذين كان لهم الدور المهم في  أظهار حلاوة صوته.

 

 حليم لم ينذر حياته  للأغاني العاطفية فقط بل عايش أحداث وطنه ووطنه  العربي الكبير بروح ابن البلد الگدع الغيور وأثار الحماسة بأغانيه الوطنية في  النفوس وهل ننسى نشيدا وطني الأكبر وفدائي وبالأحضان. وغيرها الكثير والأكثر  وجرب حظه في السينما ليؤدي أروع الأدوار واثبتي موهبة لا غبار عليها كتفوقه  في اللحن ولا زالت تستقطب أدواره أجيالا لم تعاصره وتستسيغ فنه.

 

 في الذكرى 44 لوفاة العندليب الأسمر (توفي يوم الأربعاء في 30 مارس/  آذار 1977 في  لندن) لا نملك إلا أن نطلب لروحه الرحمة والمغفرة  ونتذكره بكل اعتزاز ومحبة  ناظر المدرسة الرومانسية بكل الحب الذي علمنا إياه الحب النقي الصافي ليس فقط الذي بين امرأة ورجل بل حب الحياة.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.