اخر الاخبار:
القبض على "داعشية وداعشي" في ديالى وبغداد - الأحد, 06 تشرين1/أكتوير 2024 20:59
صحيفة إسرائيلية: تل أبيب تخطط شيئا للعراق - السبت, 05 تشرين1/أكتوير 2024 19:06
مقتل جندي لبناني وإصابة آخر بقصف إسرائيلي - الخميس, 03 تشرين1/أكتوير 2024 21:13
استئناف حركة الطيران في مطار أربيل الدولي - الخميس, 03 تشرين1/أكتوير 2024 19:29
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

بَيْتُ التَّقْوَى- قِصَّةٌ قَصِيرَةْ// د. محسن عبد المعطي عبد ربه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. محسن عبد المعطي عبد ربه

 

عرض صفحة الكاتب 

بَيْتُ التَّقْوَى- قِصَّةٌ قَصِيرَةْ

أ د. محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

شاعر وناقد وروائي مصري

 

قَالَ زِيَادُ: "يَا أَبِي مَتَى نَبْنِي بَيْتَنَا الْجَدِيدَ؟ " قَالَ الْأَبُ: " لَقَدِ اشْتَرَيْتُ قِطْعَةَ أَرْضٍ يَا زِيَادُ لِهَذَا الْغَرَضِ فِي الْمَنْطِقَةِ الْمُوَصِّلَةِ إِلَى النِّيلِ, وَهِيَ مَنْطِقَةٌ جَمِيلَةٌ ,هَوَاؤُهَا مُنْعِشٌ ,وَجَوُّهَا جَمِيلٌ ,وَنَسِيمُهَا يَشْفِي الْقُلُوبَ الْعَلِيلَةَ ,وَيَرْوِي الْأَرْوَاحَ الظَّامِئَةَ إِلَى لَحَظَاتٍ مِنَ الْهُدُوءِ ,بِالْقُرْبِ مِنْ هَذِهِ الْمَنْطِقَةِ أَشْجَارُ الصَّفْصَافِ ,وَالْجَزْوَرِينِ ,وَحُقُولُ الْقَمْحِ ,وَالْبَرْسِيمِ , أَشْجَارٌ مَزْرُوعَةٌ عَلَى التُّرَعِ ,تَمْنَحُكَ الْحَيَاةَ, فَتَعِيشُ الْحَيَاةَ ,وَتُحِبُّ الْحَيَاةَ" قَالَ زِيَادُ: "نَعَمْ يَا بَابَا , فَالْحَيَاةُ تَجْمُلُ وَتَحْلُو ,عِنْدَمَا تَكُونُ الْبِيئَةُ صِحِيَّةً " قَالَتْ سَلْوَى: "أَخِي زِيَادُ ,مِنْ فَضْلِكَ أَخْبِرْنِي ,كَيْفَ تَكُونُ الْبِيئَةُ صِحِيَّةً؟ " قَالَ زِيَادُ: "سُؤَالٌ جَمِيلٌ يَا أُخْتِي, الْبِيئَةُ تَكُونُ صِحِيَّةً, عِنْدَمَا تَخْلُو مِنَ الضَّوْضَاءِ ,وَنَحْمِيهَا مِنْ عَوَادِمِ السَّيَّارَاتِ ,وَنَعْمَلُ لَهَا حِزَاماً مِنَ الْأَشْجَارِ ,الَّتِي تُحِيطُ بِهَا ,لِتَحْمِيَهَا مِنَ الْعَوَاصِفِ التُّرَابِيَّةِ , وَتَكُونُ الْبِيئَةُ جَمِيلَةً عِنْدَمَا نُجَمِّلُهَا بِالْأَشْجَارِ وَالْوُرُودِ , وَنُجَمِّلُهَا بِالْحُبِّ " ,قَالَ نَافِعٌ: " مَاذَا تَعْنِي بِالْحُبِّ يَا زِيَادُ؟ " قَالَ زِيَادٌ: " أَخِي نَافِعُ ,أَنَا أَعْنِي بِالْحُبِّ حُبَّ بَعْضِنَا لِبَعْضٍ ,فَعَنْ أَنَسٍ-رَضِيَ(اللَّهُ) عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ):لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ,هَذَا الْحُبُّ يَجْعَلُ قُلُوبَنَا خَالِيَةً مِنَ الْغِلِّ وَالْحِقْدِ وَالْحَسَدِ ,وَالْبُغْضِ وَالرِّيَاءِ " قَالَ سَمْعَانُ: "وَمَا الَّذِي يَحْدُثُ إِذَا تَمَتَّعْنَا بِمَا تَقُولُ؟ " قَالَ زِيَادٌ: " أَخِي سَمْعَانُ ,سَنُصْبِحُ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ ,مُتَعَاطِفِينَ , مُتَوَادِّينَ, مُتَرَاحِمينَ مُتَكَافِلِينَ , مُتَسَامِينَ ,يُحِسُّ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ فِي الْفَرَحِ , فِي الْحُزْنِ , فِي الرِّضَا , فِي الْغَضَبِ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ -رَضِيَ(اللَّهُ) عَنْهُمَا- قَالَ : قَالَ رَسُولُ الَّلهِ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:(مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ ,مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ,و اللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يَنْظُرُ إِلَيْنَا بِرَحْمَتِهِ وَعَطْفِهِ وَرِضَاهُ ,وَيَتَجَلَّى عَلَيْنَا بِكُلِّ مَا يُسْعِدُنَا فِي دُنْيَانَا وَآخِرَتِنَا فَنَسْتَمْتِعُ بِرَاحَةِ بَالِنَا ,وَحِينَئِذٍ نَتَمَتَّعُ بِالصِّحَّةِ النَّفْسِيَّةِ ,الَّتِي تُحَافِظُ بِدَوْرِهَا عَلَى الصِّحَّةِ الْبَدَنِيَّةِ فَعَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ : قَالَ رَسُولُ الَّلهِ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ(اَلْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى الَّلهِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَ فِي كُلِّ خَيْرٍ ,اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِالَّلهِ وَلاَ تَعْجَزْ ,وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ, لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَكَذَا وَكَذَا ,وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ ,فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ)رَوَاهُ مُسْلِمٌ " قَالَتْ جَنَّةُ: "وَمَا أَسَاسُ بَيْتِنَا يَا أَبِي؟ ,قَالَ الْأَبُ: أَسَاسُ بَيْتِنَا يَا ابْنَتِي تَقْوَى اللَّهِ وَرِضَاهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى): أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ,وَ اللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)اَلتَّوْبَةِ109" قَالَتْ (نِعْمَةُ): "وَمَا عَدَدُ حُجُرَاتِ شَقَّتِنَا يَا أَبِي؟ قَالَ الْأَبُ: أَرْبَعُ حُجُرَاتٍ يَا (نِعْمَةُ),كُلُّهَا ذَاتُ شُرُفَاتٍ ,مَا رَأْيُكِ يَا ابْنَتِي؟ " قَالَتْ (نِعْمَةُ): "بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ يَا أَبِي, وَأَكْثَرَ مِنْ أَمْثَالِكَ وَحَفِظَكَ لَنَا ذُخْراً وَفَخْراً ,اَلْمُهِمُّ يَا أَبِي أَنْ نُعَمِّرَ هَذَا الْبَيْتَ بِذِكْرِ اللهِ, فَعَنِ أَبِي مُوسَىَ الْأَشْعَرَيِّ -رَضِيَ(اللَّهُ) عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ :(مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ)رَوَاهُ الْبُخَارِي, وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فَقَالَ: مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ الَّلهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ الَّلهُ فِيهِ, مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ) كَمَا أَنَّهُ مِنَ الْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ نُعَمِّرَ هَذَا الْبَيْتَ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَى رَسُولُ الَّلهِ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ فَعَنِ عَلِيٍّ -رَضِيَ(اللَّهُ) عَنْهُ- قَالَ : قَالَ رَسُولُ الَّلهِ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم :(الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَه ُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ)رَوَاهُ التِّرْمِذِي وَ قَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ, كَمَا أَنَّهُ فِي غَايَةِ الْأَهَمِيَّةِ , أَنْ نُعَمِّرَ هَذَا الْبَيْتَ بِإِقَامَةِ الصَّلاَةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى):وَأَوْحَيْنَا إِلَىَ مُوسَىَ وَأَخِيهِ أَن تَبَوّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصّلاَةَ وَبَشّرِ الْمُؤْمِنِينَ)سُورَةِ يُونُسَ الآيَةِ87 ,وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ-رَضِيَ(اللَّهُ) عَنْهُ-أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ: (أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ ,وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ,وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ) رَوَاهُ التِّرْمِذِي وَ قَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ, قَالَ الْأَبُ: حَفِظَكِ اللَّهُ يَا (نِعْمَةُ),وَأَحْمَدُ رَبِّي آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ , أَنْ رَزَقَنِي أَوْلاَداً صَالِحِينَ وَبَنَاتٍ صَالِحاتٍ مِثْلَكِ يَا نِعْمَةُ , أَحْمَدُهُ وَأَشْكُرُ فَضْلَهُ , قَالَ تَعَالَى):وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ( سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ الآيَةِ7.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.