أوراق الخريف- رواية: الفصل الرابع عشر// د. آدم عربي
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 10 حزيران/يونيو 2024 21:39
- كتب بواسطة: د. آدم عربي
- الزيارات: 1812
د. آدم عربي
أوراق الخريف- رواية: الفصل الرابع عشر
د. آدم عربي
كثيرًا ما كان مفهوم السلطة يحيرني، أقول سلطة القمر عليّ فأقبل، أقول سلطة هايدن عليّ فلا أقبل، أنا لا أطرح مسألة السلطة من ناحية نوعها وما يؤثره فينا، أنا أنظر إلى السلطة كمعيار يضغطنا من هذه الناحية أو تلك، يحشر إنسانيتنا، أنا أنظر إلى السلطة لا كقوانين، لا كتقييد،، أنا أنظر إلى السلطة كقيمة. أنا لن أتكلم عن اختطاف صديقتي عليا والسيناتور بلز، سأتكلم بهذا الخصوص عن وضع في السلطة. عندما بدأ محققو مافيا السلاح " شغلهم "، كان ما يريدون التوصل إليه معرفة الحقائق الخفية للعلاقة العاطفية بين السيناتور ممثلهم الحربي في الكونغرس وبين صديقتي المقربة، أنا صاحب المشروع السلمي التخيلي والواقعي. باقة من الزنابق المتناقضة في النوع وفي اللون! كان ما يريدون التأكد منه هل المرحلة الجديدة التي ستحرمهم من ستين بالمائة من إنتاجهم العالمي بدأت أو لم تبدأ وإن بدأت ماذا سيفعلون. كل هذا سيبقى في إطار السلطة بمعناها الأكثر بربرية، فأين السلطة في كل هذا بمعناها الأكثر إنسانية؟
" أنا لا أفهم أي شيء مما تفكرون، قال السيناتور بلز بهدوء وهو يجلس على كرسي متحرك يئز تحته. علاقتي العاطفية تقلب برامجكم إلى درجة تقررون فيها اختطافي مع رفيقتي! "
" أجب على سؤالي، نبر المحقق، ماذا يعني ارتباطك بهذه المرأة؟ "
" أحبها. "
" لماذا هي؟ "
" أنا لن أعمل ضدكم، طوال عمري السياسي أنا أخدمكم."
" هذه المرأة هنا تمثل لنا السلم هناك. "
" وهل سيكون هناك سلم؟ "
" السؤال هل ستبقى هناك حرب؟ "
" وإذا لم تبق؟"
" أقفلنا أبواب مصانعنا فماذا سنفعل؟ "
" بكل بساطة تحويل مصانعكم وتبديل إنتاجكم. "
" وهل من السهل هذا برأيك؟ "
" برأيي ليس من السهل، برأيي من الممكن. "
" الحرب ستنتهي، الحقيقة الأولى التي نبحث عنها. "
" الحقيقة الثانية السلم سيبدأ. "
" الحقيقة الثالثة أنت قذر. "
" إياكم المساس برفيقتي! رفيقتي حبلى! "
" حبلى ليس منك. "
" حبلى! مني أو من غيري، حبلى! "
اقتربوا منها يريدون تعذيبها ليعرفوا حقائقهم بالأحرى وليس الحقائق، حقائقهم التي تريد السلطة أية سلطة الحوزة عليها، لم تكن السلطة تحت مفهوم الزنابق، كانت السلطة دون الابتعاد كثيرًا عن مفهوم الزنابق، كانت السلطة تحت مفهوم الماخور، كانت السلطة الماخورية، السلطة الشرقية في أسود صورها، كانت السلطة الدستورية، السلطة الغربية في أبيض صورها، لأن في حالة السلطة في الغرب وفي الشرق التطابق في نهاية المطاف واحد بين سوادها وبياضها.
وبكل هدوء أخذت عليا تخلع ملابسها قطعة قطعة حتى عرت نفسها تمامًا، فألجمتهم في أماكنهم، وجمدتهم في خيالاتهم. لم يعد تعذيبها هو المطروح، كان تأمل جسدها، والرغبة في لمسه، بينما هم كانوا عاجزين عن لمسه. لم يكن الإنسان عدوانيًا بالفطرة، لم يكن ينقل في جسده المجرم الذي من المفترض أن يكونه، لم يكن الجلاد الفيزيقي مقابل الآخر، الجلاد الميتافيزيقي. نقلت أصابعهم بين يديها، وجعلتهم يلمسون بطنها، فابتسموا لوضعها، وأذعنوا، وبكل فرح العالم صاح بعضهم «الولد يتحرك»، وكأن طفل صديقتي طفله.
يتبع في الفصل الخامس عشر...
المتواجون الان
536 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع