الميتاشعرية في ديوان (يقول النهر أنت أبني) للشاعر فارس مطر// مراد سليمان علو
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 27 تشرين2/نوفمبر 2024 19:42
- كتب بواسطة: مراد سليمان علو
- الزيارات: 691
مراد سليمان علو
الميتاشعرية في ديوان (يقول النهر أنت أبني) للشاعر فارس مطر
رؤية مراد سليمان علو
يتناول صديقي الشاعر المغترب فارس مطر موضوع الشعر نفسه في معظم قصائد ديوانه الجديد (يقول النهر أنت أبني)، وهذا ابداع في تناول طبيعة القصيدة نفسها داخل القصيدة كفن يقوم الشاعر بنوع من التأمل والرؤية حول النصّ، ويشرح تأثيره بإبداعه الميتاشعري. وهو بذلك يظهر نفسه قائلا: هاأنذا بأدواتي أبين لكم تأثيري عليكم.
الشاعر في قصائده يعي ويتأمل مكانته ودوره كمبدع وكناقل للأفكار والمشاعر. يناقش الشاعر في هذه القصائد طبيعة الشعر وكيف يمكن له أن يتجاوز الحدود التقليدية للغة والتعبير الفني.
يمكن القول إن الخطاب (الميتا شعري) أصبح علامة فارقة على ازدياد وعي الشعراء، بما يكتبونه ويقترحونه من صيغ وممكنات جمالية. والشاعر فارس مطر يقدم ديوانه باعتباره مشروع كتابة يجسد تفكيره فيما يكتبه من الداخل.
صار (الميتا شعر) أحد وجوه الحداثة الشعرية في بعدها المعرفي إضافة الى الفني، فهو يعكس الانشغال النظري لدى الشاعر المعاصر، ومعرفته الشعرية، وكذلك وعيه النقدي الذاتي بأسئلة الشعر الجديد والمتجدد على الدوام، وأخذ يتجلى بقوة في الاستبطان الشعري والوعي الذاتي اللذين من خلالهما يعبر عن التزامه الفني وانشغاله بموضوع الشعر نفسه؛ فيكون الشعر ـ نتيجة ذلك - هو موضوع القصيدة، في حالات عند بعض الشعراء الا أن الشاعر فارس مطر يجعلها مفتاح لباب من عدة أبواب تحتويها قصيدته، والمثير هو بذلك يستخدم (الميتا شعرية) كأداة من أدواته المتعددة في بناء القصيدة وطرح أفكاره من خلالها.
لا يخفى أن تطور خطاب (الميتا شعر) في الدراسات الحديثة تكمن بوصفه شكلا من أشكال المساءلة الشعرية، وبالحركات الطليعية عموما، بما في ذلك حركة الشعر الحر في الفضاء العربي.
يقول الشاعر والناقد المغربي (عبد اللطيف الوراري):
"إنّ أبرز خاصية يتحدّد بها (الميتا شعر)، هو أنّه يجعل من القصيدة نصّا، وميتا نصّ في آن: شعر على شعر، وشعر عن شعر في تأويل آخر. وقد شكل منعطفا حاسما لبروز الوعي الذاتي عند الشعراء ورغبتهم في التجاوز والتحديث الشعري، فيما يسوقونه من تأمُّلات وحدوسات وشذرات داخل قصائدهم".
أذن بصورة مبسطة، وبعيدا عن المصطلحات الأدبية والفلسفية يمكن القول إن (الميتاشعرية) مصطلح يشير إلى التنظير، أو الوصف، أو الكلام على الشعر ضمن إطار العمل الشعري نفسه. ويقال يرجع تاريخ الكتابات (الميتاشعرية) الى العصر اليوناني، أي انه قديم قدم الشعر نفسه.
وفي معظم نصوص ديوان (يقول النهر أنت ابني) ـ أي النصوص التي تحتوي على ثيمة الميتاشعر ـ يضع الشاعر فارس مطر نفسه تحت المجهر فيتفحص مصادر إلهامه ومخاوفه وآماله وتصوراته حيال الكتابة الشعرية.
نجده يقول في بداية قصيدته الأولى (فلنبدأ):
أؤمن بامرأة في جهة الأصداء الآن
تعدّ قصيدتها بتأن..
كالبن صباحا...
المرأة هنا تمثل مصدر إلهام للشاعر، والقصيدة نفسها هنا تصبح رمزًا لهذا الحب والإلهام. النص يخلق تأثيرًا دافئًا ورومانسيًا مباشرا، مما يعزز من جمال العلاقة، فمن منا من معشر الشعراء لا يرغب بوجود امرأة في حياته تكون شاعرة مثله، تكتب قصائد دافئة كالقهوة التي تعدها في الصباح، من منا لا يحب قهوته أو شايه ـ بالنسبة للعراقي ـ دافئا يشبه دفء صدرها.
أرجو أن تنتبه بأنني في هذه القراءة المتواضعة، عن ثيمة (الميتاشعرية) أتناول فقط المقطع الذي يحتوي على (الميتاشعر) دون القصيدة كلها، وهذه دعوة لاقتناء الكتاب والاطلاع على تلك القصائد المبهرة بأكملها.
في القصيدة الثانية والتي اسمها (داست قدمي) ـ تأمل عنوان النصّ ـ يقول شاعرنا:
...سأنسيك قصائدك المقتولة
سوف تشيخ وتنساها..
تسأل عنها لكنك لا تعرفها
ولمن كتبت؟
في أي مكان.. ومتى؟...
يعبر الشاعر عن حالة من النسيان المتكرر "سوف تشيخ وتنساها" و"تسأل عنها لكنك لا تعرفها". هذا التكرار يعزز الشعور بفقدان القصائد والنسيان. مع الاهتمام بالتعبير المجازي عندما يقول "سأنسيك قصائدك المقتولة" وكأن قصائده تم إهمالها أو نسيانها، وكأنها قتلت. وكذلك يعكس في هذا المقطع حالة من الضياع حيث يبحث عن قصائده "تسأل عنها لكنك لا تعرفها" دون أن يتذكر التفاصيل.
بصورة عامة استخدام الصور الغامضة والأسئلة المفتوحة يعزز من شعور المتلقي بالغموض، مما يجعل النص أكثر تأثيرًا وعاطفيًا، وهذا يؤكد قولنا: (الميتاشعرية) قد تكون وسيلة ناجحة في فرض تأثير مباشر أو غير مباشر من قبل الشاعر على القارئ.
سأنتقل الى قصيدة (هدأة) في الصفحة (29) وسأدرج القصيدة كاملة، وربما عند قراءتها ستدرك السبب، هذه القصيدة، وكما هو واضح من الملاحظة المدونة التي تحت عنوانها: (مستشفى الحوادث ـ برلين في العشرين من ديسمبر (2020)) أقول: من الواضح أنها كتبت وقت رقوده في المستشفى أثر أصابته بحادث، أو بـ (كوفيد 19).
أغنيات تمهد درب الغياب
لعل القوارب تؤنس نهرك
تحمل هذا الضياء لباب المحيط
وتلقي مجاذيفها
فضة وفضاء
رصاصية غرفتي
بارد طعمها يتكور تحت لساني
نصوصي تجمُدُ
وجهي تكسّر
أسلاك صدري صدمة برقٍ تريني غيومي
وينبض هذا المساء أخيرا
يحيط الفراغ بخاصرتي
أوكسجين يحاول تأثيث عش القصيدة
وعيٌ يجالسني
ودمائي تحركها أبرة الفخذ
تفتح مرجا هضابا وغابة
لتسري الأيائل في جسدي
تستقر القراءة والزئبق المتكاسل
قال الممرض:
ضغطك سرب أوزٍ يحط
ويجفل من قلق الريح
أصغي اليه بدون حراك
ليملأ روحي مجاز الرفيف
تقول الطبيبة:
ثلج يغطي الحديقة
هل دثرتك القصيدة يوما
فبان الهديل بأول ليلك؟
أصغي اليها بدون حراك
وأترك ذاتي يقشرها غامض أبيض
نغمات تحذر أن القصيدة غابت
وأن التنفس صار أقل
فتصعقني لتعود الأغاني
وتوحي الي تنفس بملء الحقول
تنفس لتكتب دربا وغيمة
أعود لوعيي فتسألني:
هل مشيت على الماء حين اتبعت الكركي
وتلك البحيرة هل كلمتك؟
فأصغي اليها دون حراك
لينهض مني طيف شبيه بشكلي مصاب بمس
يحلق فوقي يدور ويهذي ويصرخ فيّ تنفس تنفس
أعود لوعيي
سنونوتان ترف بصدري تعيدان حلمي
أعيد التورط بالأغنيات وبالكلمات.. بوهم الحياة
بوجه بعيد يسمى قصيدة.
النص يعبر عن تجربة الشاعر في المستشفى، وهذا يعني للظروف الصحية تأثير على ابداع الشاعر، بل على الشاعر نفسه. وربمّا لذلك يستخدم الصور الشعرية البليغة، والاستعارات لتجسيد المعاناة، وهو بذلك يبحث عن الإلهام رغم الألم. الشعر هنا ليس مجرد وسيلة تعبير، بل هو طريقة للصبر وملاذا، وكذلك وسيلة للتغلب على الألم والبحث عن المعنى في الظروف الصعبة.
وكأن النص يعكس فلسفة نيتشه في استخدام الفن كوسيلة للتجاوز والتغلب على المعاناة؛ ولشدة أعجابي وتعلقي بفلسفة نيتشه أدرجت النص كاملا، فهذا يذكرني برقودي في المستشفى وكتابة قصيدة رغم خضوعي لأجراء عملية جراحية كبرى. أخيرا أرى رغم التوتر الداخلي، النص بحد ذاته تأمل في طبيعة الكتابة الشعرية في تجربة المرض والرقود في المستشفى.
الديوان يتضمن أربعة وثلاثون (34) نصّا، أضافة الى قراءة ممتعة لـ د. أحمد شهاب بعنوان (فارس مطر ذلك الكائن المائي). وأغلب النصوص تتضمن تناوله (للميتاشعر)؛ خمسة عشر (15) نصا بالتمام والكمال، وهي نسبة تعادل نصف الديوان تقريبا، لذلك ارتأيت تناول الجزء الخاص (بالميتاشعر) من تلك النصوص والتعليق عليها، حسب أعجابي وامكانياتي على التعبير، فأنا لست بناقد فني للشعر، وانما قارئ متذوق، وحسب تسلسل وورودها في الكتاب.
... راقصة قالت:
أتقنت سطوري موتا موتا
لا يربكني حقل الألغام
فلا تكتب نصّا دون غيابك.
هذا النص الصغير في الصفحة (42) المكون من أربعة أسطر من قصيدة (جسدي طيني) يتناول فيها الشاعر الصراع الداخلي الذي لا يمنعه من الأبداع (معظم النصوص في هذا الشأن الموجودة في الديوان نتلمس فيها صراعا داخليا، ربما نتيجة ضغوطات الغربة) من خلال استخدام الصور المجازية والتشبيهات القوية. وهي رؤية وطريقة لكيفية أن تكون الكتابة وسيلة للتعبير عن وجود الذات.
ويمكن أن نرى الشيء نفسه في قصيدة (فصل أخير) في الصفحة (49) مع إضافة حالة من الانتظار لنزول الألهام الشعري حين يقول:
... أقول لنارنجة من بعيد تدلي
لعل القصيدة تأتي أخيرا
وأسقط قبلك هذا المساء...
أما في (في رئتي أغنية) يقول الشاعر:
... سأظل منتظرا هواء قصيدة
قتلوا احتمال حضورها..
هنا الانتظار هو المتسيد على الموقف، انتظار الألهام، انتظار القصيدة، لتكون ملاذا أن حضرت!
لنقفز الى الصفحة (73) حيث قصيدة (يقول النهر أنت أبني) وهي التي عنوان الديوان، يذكر الشاعر فارس مطر:
... قصيدتك التي قتلتك قد تحييك ثانية
كما انفعلت قصائدنا...
النص يعبر عن قوة الشعر، وهي على الشاعر أقوى من الموسيقى أو من لوحة فنية أو فلم سينمائي أوى من تأمل الطبيعة، فهي قد تحييه بعد أن تسببت بقتله، لذلك نرى في التراث الديني لمعظم شعوب العالم تتبوأ القراءة المفاهيم الأخرى، بل أول كلمة من القران الكريم هي: أقرا. قد تقلق من استخدامه كلمة (انفعلت) بدلا عن فعلت، وهي أي انفعلت تعني الرغبة في التركيز على التفاعل العاطفي والانفعالي مع النصّ.
... تلتقطُ نُصوصا غارقة
لا تصلح للنشر
لأن الرائي هشَ على الغيم
فغاب عن الوعي
وغبت أنا في لغتي.
من قصيدة (أركب حافلة) في الصفحة (80)، ونلاحظ فيها أيضا علاقة الشاعر باللغة، وكيف يمكن أن تكون نتاج وعي عالي لغرض استخراج أفكار عميقة تأسيسا على (الميتاشعرية)، بغض النظر عن الواقع.
ثلاثة مقاطع تناول فيهم الشاعر ثيمة (الميتاشعر) من القصيدة التالية، والتي بعنوان (بابلو نيرودا) بدايتها في الصفحة (81):
... منذ عقود وأنا أمشي
زمني في وجهي يتكسر
مسودات لقصائد تنبت في جيبي.. تشربني
تشرب صوتي...
.....
.....
إيقاع يحملني للأعلى
والأعلى وهم شعري...
.....
.....
قمم فارغة تقطف صمتا..
تسقط جوزا وحوارا من ثوب قصيدتها
وتعيد غناء الجبل الحالم حجلا حجلا...
القصيدة بعنوان (بابلو نيرودا) الشاعر الشيلي المعروف (1904 ـ 1973) والحائز على جائزة نوبل. مرة قال بابلو لأفراد الشرطة الذين كانوا يفتشون منزله للبحث عن الأسلحة:
"الشعر هو السلاح الوحيد الذي أمتلكه"!!! فهل أختار الشاعر فارس مطر اسم بابلو نيروا عنوانا لأحدى قصائده ليقول لنا بدوره بأنه لا يملك غير الشعر سلاحا؟
وهنا أرى أن الشاعر يذهب بعيدا في تقديمه (للميتاشعر) كجزء لا يتجزأ من لوحاته، يتمازج بجرأة مع القصيدة، حيث ترجع القصيدة وتكون نفسها بنفسها في عمل دائري، حيث يختلط الوهم مع الشك، ومع الحقيقة باتجاه معاكس للحياة نفسها، وكأننا نشاهد حلقة من المسلسل الألماني المثير للجدل (D ARK).
سأتناول الثلث الثالث في أدناه من قصيدة (ذاتي وأنا) والتي تقع في الصفحة (97) حين يقول:
...مفترقان بلا هدف ملتقيان على تيه
مرتبطان بشيء لا نعرفه
مقتنعان بأنا ضدان بلا جدل
تدخلني في النصّ فأخرجها
أخرجها من لغتي فتعود الى نصّي
متهمان بمحو كلينا
محكومان بجسد حاربنا
مبتليان بعبء لا يقصمنا
يتركنا ننتظر القشة من باب المرح الفيزيائي.
في هذا النص هناك، افتراق وهناك لقاء، الشيء المشترك هو الضياع، وهنا تكمن ذروة غموض النص (على افتراض أنك تقرأ النص كله) مثلما هناك تناقض نرى تفاعلا وأملا بالاتكاء على المثل الشعبي الذي يقول: (وتلك كانت القشة التي قصمت ظهر البعير)، ولكي يفلت الشاعر من القياس يذكرنا بأن المثل من باب المرح الفيزيائي ليس ألا. وطبعا كل هذا ـ دائما ـ ذكاء ومناورة في استخدام أمثل للغة حول البيتين التاليين ـ قبلا، وبعد:
... تدخلني في النصّ فأخرجها
أخرجها من لغتي فتعود الى نصّي...
وهكذا نقرأ في قصيدة (ظلي) في الصفحة (102) أشارة واضحة (للميتاشعرية) تتمثل في:
... خطاي.. والموسيقى.. والجهات
ترمم الشروخ في قصيدتي...
وفي الصفحة (107) قصيدة (في البدء) نقرأ:
...لي وجه خاسر.. ذاكرة بالية وثقوب
وأحاديث استخفاف بقصائد غامضة
هذا.. ارثي الناجي مني.
وكذلك نجد الثيمة في المقطع الثاني من قصيدة (مساء) الصفحة (139). وفي قصيدة (ربو وعناق) الصفحة (145). وأخيرا في الصفحة (161) قصيدة (تحت الأيام الماطرة).
قصائد رائعة تؤرخ تفاصيل حياة شاعر مغترب، وبالنسبة لي كانت الأبيات:
...لي وجه خاسر.. ذاكرة بالية وثقوب
وأحاديث استخفاف بقصائد غامضة
هذا.. أرثي الناجي مني.
هي نهاية القصة. نهاية الديوان. نهاية الهروب. نهاية المهزلة للتعلق بالحياة هنا، الحياة التي لا شمس فيها. نهاية محاولة التناسخ، والتعلق بأمل كاذب لفلسفة نيتشه. نهاية الأعذار، وهو يحاول أن يقول كنت أنا وهذا هو شعري الذي بقي مني، ولتتعرف علي أقرأ قصائدي. أنا خسرت، ولتربح أنت عليك بقصائدي.
مسك الختام:
أعرف الشاعر فارس مطر منذ أكثر من خمس سنوات.. هو يسكن برلين، وأنا أسكن أوسنابروك، نبعد عن بعض بعد الموصل عن بغداد. أذن لا لقاء. الا قبل أسبوع عندما توجهت الى السفارة العراقية لأمر يتعلق بإنجاز أوراق رسمية، فأخطرته بقدومي، ولأسباب تتعلق ببعد المسافة في برلين نفسها وروتين انجاز المعاملات، ألتقينا لمدة خمس دقائق فقط. وتبادلنا الهدايا، ولم نمتلك يوما غير الكتب هدايا نعطيها للناس ونستلمها منهم.
كتب لي صديقي أهداء جميلا مذيلا بتوقيه، وهو يقول:
شقيقي مراد،
لقد تعبت فعلا
أريد فقط أن استلقي عند ساقية ببستان تين في شنكال
الأيزيديون (يشيلون) معهم أصوات الحجول
في منافيهم
وفي عيونهم يخزنون لون العسل.
فارس مطر 12/11/2024 برلين.
أقول لك يا شقيقي وصديقي فارس:
لماذا نكتب الشعر على الورق أنت وأنا، ولا أحد يقرأ الشعر هذه الأيام، الناس يتابعون مباريات كرة القدم، وأفلام الخيال العلمي، والأبطال الخارقون، يسمعون الأغاني الهابطة، والموسيقى المزعجة، يقرأون من الكتب عناوينها فقط، لا يستقر واحدهم في مكان، وكأنهم تحولوا جميعا الى غجر. يمشي مع النهر ليسابقه في الدخول الى البحر، ويصعد مع الغيوم ليعيد الكرة، ومع ذلك، ورغم كل هراءه، يناديه النهر الكريم، ويقول له النهر: أنت أبني.
ربمّا لهذا سنستمر بالكتابة على الورق، أنت وأنا.
المتواجون الان
415 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع