في تحليل قصيدة "الكاتبة انتصار عابد بكري مراسيم ليل"// صالح اسدي
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 08 كانون1/ديسمبر 2024 18:56
- كتب بواسطة: صالح اسدي
- الزيارات: 601
صالح اسدي
في تحليل قصيدة "الكاتبة انتصار عابد بكري مراسيم ليل"
للأديب صالح اسدي
مراسيم ليل
للكاتبة انتصار عابد بكري
تتم الآن مراسيم دفنك
أيها الوطن
وهذا يخنق
فكل ما تحت التراب
ينبت بعد حين
كأنا ،
كأنت....
كم أنت واسعة أيتها السماء
تعانقيني
تسامحيني
وأهديك ما أهديتيني ...
والمغيب يعاند
يرفض الرحيل ...
يمد نوره
في ربيع الأول
من قلبي الذي تمزقت أنياطه
إلى عيناي التي
تخالف الدموع مجراها
لتسير إلى الداخل
مع مراسيم دفنك
فكل ما أرويتيه
سينبت بعد حين
كأنا
كأنت في قصة الحب .....
تتخلى عنك الكوفية والعقال
نَدْبَ مُهاجرٍ
على الصدر
والروح تُعصر هناك
ضاعت الأيام على بلاط القبور
وأسدل الشال
الليل الطويل....
في تحليل قصيدة "الكاتبة انتصار عابد بكري مراسيم ليل"
للأديب الاستاذ صالح اسدي
نص الكاتبة انتصار عابد بكري "مراسيم ليل" هو مرثية للوطن، تتسم بلغة شعرية مشحونة بالعاطفة والأسى. النص ينسج صورة مأساوية عن فقدان الوطن، ولكنّه في الوقت ذاته يحمل بذور الأمل المتجددة، كالأشياء التي تنبت بعد دفنها. التأمل في النص: 1. الموت والبعث: تبدأ الكاتبة بصورة مراسيم الدفن، التي تحمل دلالة النهاية والوجع، ولكنها تزرع في النص بذور التجدد والانبعاث. "كل ما تحت التراب ينبت بعد حين" تشكل فكرة دائرية للحياة والموت، تشبه علاقة الحب بين الأرض والإنسان، حيث الفقدان هو البداية لاستمرار جديد. 2. السماء والاحتضان: تعبير "كم أنت واسعة أيتها السماء" يُبرز علاقة التواصل الروحي بين الإنسان والكون. السماء هنا ليست فقط شاهدة، بل تحتوي الحزن وتسامح وتحتضن ما لا يستطيع الإنسان التعبير عنه. 3. الضوء والمغيب: "المغيب يعاند" يشير إلى صراع دائم بين النور والظلام، بين الحياة التي ترفض الاستسلام والموت الذي يحاول فرض سيطرته. ارتباط النص بشهر "ربيع الأول" يُضفي بُعدًا دينيًا وروحيًا، حيث يجسد فكرة الميلاد من قلب الألم. 4. الكوفية والعقال: التخلي عن رموز الهوية الوطنية (الكوفية والعقال) يعكس الفقدان الأعمق للانتماء، وكأن الوطن ليس مجرد جغرافيا بل هوية تُنزَع من قلوب أبنائه. 5. الليل الطويل: الختام يوحي بحالة انتظار وصبر. الليل الطويل ليس نهاية، بل مرحلة تسبق الفجر الذي قد يأتي، ليعيد الحياة إلى هذا الوطن المدفون. اللغة والتقنيات الأدبية: استخدام الاستعارات كان قويًا، مثل "عيناي التي تخالف الدموع مجراها" للإشارة إلى الحزن الذي ينحصر في الداخل. النص غني بالإيحاءات الرمزية، مما يتيح للقارئ التفاعل معه على مستويات متعددة، من السياسي إلى الإنساني. التكرار في "كأنا، كأنت" يخلق إيقاعًا داخليًا يعمّق التأثير العاطفي. خلاصة: النص هو لوحة أدبية تصور الألم الفلسطيني بطريقة شاعرية إنسانية، تتجاوز حدود المكان والزمان. إنه دعوة للتأمل في ثنائية الموت والحياة، والتمسك بالأمل حتى في أحلك اللحظات.
المتواجون الان
355 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع