بيروت يا وجع السنين// صافي خصاونة
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 10 حزيران/يونيو 2025 21:56
- كتب بواسطة: صافي خصاونة
- الزيارات: 578
صافي خصاونة
بيروت يا وجع السنين
صافي خصاونة
بيروت يا وجع السنين
يا وردةً ذبلت في يد العالم
وظلّ عطرُها
يُربك القصائد
كم مرّةٍ قامَ فيكِ المساءُ
كمن يُصلّي على جثّة حلم
وكم مرّةٍ ضحك البحرُ
وفي عينيه دمعة
بيروت
أنتِ المدينة التي
لا تموت
بل تتعفّر بالغبار
وتقومُ من رمادها
وكأنها تعتذر للضوء
أن تأخّر عنها
على أرصفتكِ
كبرَ الحُبُّ سريعًا
ومات أبكر ممّا يجب
كأنكِ لا تمنحين شيئًا
إلّا وتنتزعين نصفهُ
كضريبةٍ للحياة
بيروت يا وجع السنين
يا من تضعين أحمر الشفاه
فوق فمٍ ينزف
يا من تُزيّنين حريقكِ بالياسمين
وتغنين
ولو كان صوتكِ مكسورًا بالنشيد
نحبّكِ
رغم أنكِ لا تُشبهين السلام
ولا تُشبهين الحرب
أنتِ الشيء الذي يقع بينهما
ولا يُعرَّف …
لكنّه يسكن القلب
بيروت
أنا بعيد …
لكن صوتك أقرب من دقات قلبي
كلّما همست باسمك
ارتجفت الذاكرة
وفتحت نوافذها
على رائحة القهوة
وصوت المؤذن عند الغروب
وضحكة الجارة التي كانت تسأل دون سبب
بيروت
هل تعلمين أنني أصبحت غريبًا
غريبًا حتى عن اسمي
عن لغتي التي تتكسّر حين لا أستخدمها إلا للحنين
غريبًا في مدنٍ نظيفة باردة
تُعاملني كرقم
ولا تعرف أنني
من مدينةٍ تصرخ حتى وهي تبتسم
في الغربة
أراكِ في وجوه الغرباء الذين لا يشبهونك
أراكِ في أطباق لا تشبه
تبّولتك
في أغنيات لا تفهم وجع فيروز حين تقول
رجعت الشتوية
وتبكي وحدها
بيروت
يا فتاتي القديمة
يا فوضاي الجميلة
يا شرفتي التي تطلّ على البحر وعلى الموت معًا
أكتبكِ لأظلّ حيًا
أراكِ في منامي كي لا أنسى أن لي وجهًا
مضرجًا بالنور والغبار
أخبري حجارتكِ
أنني لم أبعكِ بثمن الجواز
ولم أبدّلكِ بوطنٍ مؤقت
أنا فقط أعيش …
وفي داخلي
مدينةٌ لا أحد يفهم بكاءها
إلّا أنا
المتواجون الان
628 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع