انتصار عابد بكري
لما صار كل شيء أوضح
الكاتبة انتصار عابد بكري
لما صار كل شيء أوضح،
هدأت في صدري العواصف،
وانكشفت لي الطرقات التي كنت أخشاها،
كأن الغيم انزاح ،
وصار النور يهمس لي:
“ها أنت ذا، في المكان الذي يليق بك.”
لما صار كل شيء أوضح
لم أعد أركض خلف السراب،
ولا أرتجف من الغموض،
فكل ما كان ضبابًا،
تحوّل إلى يقينٍ يشبه السلام…
لما صار كل شيء أوضح،
توقفت عن مطاردة الظلال،
عن تفسير الصمت،
عن التعلق بما يقال أو لا يُقال.
صار الوضوح مرآة،
تعكس الشمس في القلب ..
فقط،
في لحظة الإدراك،
لم يكن هناك انتصار ولا هزيمة،
بل سلامٌ يشبه أنفاس الصباح الأولى،
ولا شيء يُخيف أكثر من صدقها،
حين لا شيء يعلو على صوت الحقيقة،
كاد أن يمون صوت الحقيقة شبح .
الوضوح لا يطلب إذنًا،
هو يأتي حين نكون مستعدين لنراه،
وحين نراه،
لا يعود العالم كما كان،
ولا نعود نحن كما كنا.