اللجوء// حسين علي غالب
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 27 آذار/مارس 2015 11:30
- كتب بواسطة: حسين علي غالب
- الزيارات: 1350
اللجوء
حسين علي غالب
بريطانيا
أمام النهر واقفان، يتذكران الماضي السّحيق، يمد الأخ الأكبر يده في جيبه, يخرج صورة قديمة لهما:
- هذه الصورة عمرها عشرون عاماً.
ينظر الأخ الأصغر إلى الصورة بدون تعليق منه. يضع الأخ الأكبر يداه على عينيّه ويجهش بالبكاء :
- آسف يا أخي! لقد تعذبت كثيراً، ولقد أتعبتك طوال السنوات العشرين الماضية, رأيتهم كيف اعتقلوك ورموك بطريقة همجية.
لوح الأخ الأصغر بيده مستغرباً:
- وما دخلك أنت بالموضوع..؟
تعالى بكاء الأخ الأكبر, قائلاً:
- حتماً اعتقلوك بسببي, كنت مختبئاً قرب بيتنا, رأيت كل شيء، ومنذ ذاك اليوم هربت وتعذبت حتى وصلت إلى بريطانيا التي عشت فيها لاجئاً.
جمد الأخ الأصغر بمكانه لفترة قصيرة وهو يشعر بالاستغراب:
- أنا اعتقلت لأنني ضربت أبن الجيران ضرباً مبرحاً, لأنه كان يرمي النفايات على باب بيتنا، وهو الذي بلغ الشرطة عني.
أمسك الأخ الأكبر يد أخيه بقوة:
- ماذا تقول، كل ذاك العذاب الذي شهدته لخشيتي عليك, كوني منتمياً لجهة سياسية في فترة شبابي، لقد ضيعت عمري يا أخي فما أعظم خسارتي بعد أن عرفت منك الحقيقة.
حسين علي غالب
المتواجون الان
646 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع