اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

من اوراق لم تُختَم بعد, نساءٌ عراقياتٌ.. وبُرْكَة الدَمِ..!// محمود حمد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

من اوراق لم تُختَم بعد

نساءٌ عراقياتٌ.. وبُرْكَة الدَمِ..!

محمود حمد

 

·       مكتبةُ البَصلِ الأخضرِ!

جاءت تَتبضَعُ من مكتبةِ الحكمةِ بصلاً اخضر..

وَجَدَتْ رجلاً في منتصفِ العُمرِ يُتَمْتِمُ خَلفَ صفوفِ الكُتُبِ المهجورةِ..

طَرَقَتْ بابَ الفصلِ الأولِ من سيرةِ يوسف..

جاءَ الشُرطيُّ بلا وجهٍ بَعدَ أفولِ الأحداثِ..

كَبَّلَ يوسفَ والبَصَلَ الأخضرَ بالأصفادِ..

...................

عادَتْ للمنزلِ مهجورة..

******

 

·       نخلةٌ في الطريقِ إلى السوقِ!

وَقَفَتْ خَلفَ النخلةِ خَوفَ رصاصٍ طائش

وَضَعَتْ طفلتَها بين القلبِ وجِذع النخلةِ..

ألقَتْ زَنبيلَ المسواقِ الفارغِ عندَ القدمين..

صارَتْ في زَنبيلِ المسواقِ الفارغِ أعشاشُ عقارب..

لاحَ خيالُ الابنِ المفقودِ يُلألئُ في تاجِ النخلة..

عصَفَتْ بالروحِ رياحُ ربيعٍ عارم..

خَرَّتْ والطفلةُ لجذورِ النَخْلة..

ألقَتْ رأساً مُتْعَبَةً للكَرَبِ اليابسِ..

نامَتْ في مَنأى عن زَخِ رصاصٍ طائش..

........

كانَتْ جذعُ النخلةِ مَلغومة!

********

 

·       إبنُ المرأةِ المكفوفةِ!

خَرَجَت "نوريةُ" تَبحَثُ والنسوةُ عن إبنِ المرأةِ المكفوفةِ..

بَحَثَتْ والنسوةُ في كدسِ الجُثَثِ المجهولةِ في أطرافِ "الشُعلةِ"(1)..

وَجَدتْ إبن شَقيقتِها العاملِ طَبّاخاً في مستشفى الأمراضِ العقليةِ..

سَقَطَت فوقَ الجُثثِ المجهولةِ..

............

صارَت "نوريةُ" في "الشُعلةِ"معلومة!

******

 

·       درسٌ من التاريخِ!

قَرأت كُلَّ فصولِ التاريخِ الأمويِّ..

ونامَتْ..

رَكَبَتْ مُبْكِرَةً في باصِ الكليةِ..

جَلَسَتْ كالعادةِ جَنْبَ النافذةِ المشراقةِ..

وَعَدَتْ جَدَتَها أنْ تَعْرِجَ لـ"المشتلِ"(2) بَعدَ الدرسِ الثالثِ..

دَوَّتْ قنبلةٌ في جوفِ الباصِ المُتثاقلِ بينَ زُحامِ الطُلاّبِ..

...........

ظَلَّتْ جَدَتَها تَنْحَبُ حتى الساعةِ!

*******

 

·       التنورُ الجائعُ!

وَضَعَتْ في التنورِ شَواضاً من جمرِ القلبِ ..

والتَفَّتْ تَحْتَ عباءَتِها اسرابُ جياعٍ.. يَبْكونَ أباهَم..

قالَتْ لإبنَتِها الكُبرى..أن تأتي بِعَجينِ الأسْرَةِ من قاعِ الظُلمةِ..

ذَهَبَتْ إبنتها مُسرِعة..

ذُهِلَتْ..

جَثَمَتْ بين الطفلةِ والتنورِ نِيابٌ صُفرٌ في جوفِ الليلِ..

تُقَتِّلُ كُلَّ رفيفٍ باسم الله.

خَفَقَتْ إبنتها كالعصفورِ الواقعِ في قفصِ الثعبان..

مُحِقَتْ اركانَ البيتِ وسربَ التنورِ الجائعِ..

.................

ظَلَّتْ طِفلتَنا تائهةً في الطرقاتِ ..

"تُدَوِّرُ" عن أمٍ أجَجَّت التنورَ بِجَمرِ القلبِ وإخوان جوعى..

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.