اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

تداعيات ليلة شتائية// د. هاشم عبود الموسوي

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

تداعيات ليلة شتائية*

د. هاشم عبود الموسوي

 

هذه القصيدة كتبت ليلة 15-1-1991 الليلة المعلنة كساعة الصفر لضرب العراق

بعد مرور 25 عام على حرب الخليج الأولى لا زلت أتذكر تلك الليلة

 

ما لهذي الريح

تبكي..وتنوح؟

وتهش الورق الميت..

في برد الشتاء

أطبق العين

أشم الموت

يأتي، ويفوح

والأسى يعصر قلبي

والمساء

مرهق مثلي

يخاف الموت يأتي

دون بوح

إنني أنتظر المأساة

في كل دقيقة

أطبق الأجفان..

كي أنسى الحقيقة

مثل طفل

يتمنى ما يشاء

كلما أرهقني البحث

عن الطهر القديم

أسقط الرأس

بحضن امراةٍ

كانت تهمهم لي طويلاً

كي أنام

صوتها المبحوح يأتي من بعيد

وأراها، وهي تجثو، وتصلي

كصلاة الأنبياء

ثم أبكي..وأناديها بعيداً

أنت يا أمي

زرعت الطهر في قلبي

وألوان النقاء

بزمان لم يعد

يعرف معنىً لِلنقاء

عالياً يأتي مع الريح إلىّ

صوت أمي في صفاء

(لا تخف يا ولدي

قبل آلاف من الأعوام

والدنيا تدور

حفظ الله بلاد الرافدين

م ِ المآسي والشرور)

ثم أصغي

أسمع النهر الحزين

هرماً يجتر ألحاناً

وأصواتاً قديمة

منذ آلاف السنين

وهو يجري

عبر تاريخ العراق

بين واحات النخيل

إنني أسمع آهات حزينهْ

وهي تأتي عبر أرجاء المدينهْ

قد يفيق اليوم موتانا..ليأتوا

من .. قبور مظلمة

ويزوروا شبح الموتى

من الأحياء .. في قلب المدينة

ربما يأتي دويٌ هادرٌ..

يحرق الأخضر

واليابس منا

ليته يمسح

دمعات المدينة

ليته .. ياليته .. يا ليته..

.. .. .. ..

أعذروني

إنني في هذه الليلة أهذي

هذه الأشعار

لا نفحةَ فيها..لا رجاءْ

كُتبت في ليلةٍ ليلاءْ

غشاها الظلام

أعذروني

هذه آخر مرةْ

سوف لا أكتب أشعاراً سواها

فإذا ما جاء جيلٌ

بعد جيلْ

فليقولوا..ويقولوا

مذ خلقنا..وتعودنا كثيراً

أن نُلام

ما حفرنا قبرنا ثم انتظرنا

ليغطينا الظلام

 

 15/1/1991

*أعتاد البعثيون طوال فترة حكمهم في العراق ان يضعوا المستقلين امام فوهة المدفع فعندما كانت ليلة 15-1-1991، هي المعلنة كساعة الصفر لضرب العراق، خرج علينا جدول خفارات الدفاع المدني، ليحمل أسمي كخفير لمعهد التكنولوجيا في بغداد.. في هذه الليلة، ودعت زوجتي واولادي، وكأنني سوف لن أراهم بعد ذلك. وكنت وحيدا احرس مساحة تزيد عن الثلاثين هكتارا، بغياب كل الحراس الليليين وهروب المناضلون البعثيون ولكن الهجوم حدث بعدها بيوم، فخاب فألهم

د. هاشم عبود الموسوي

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.