اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ومن أجمل ما قرات (النص السادس والأربعين– بتصرف)// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

ومن أجمل ما قرات (النص السادس والأربعين– بتصرف)

الدكتور سمير محمد ايوب

الاردن

 

دين وسياسة وخمر

في العام 2007، وفي قرية صغيرة من هذه الأرض، قرَّر رجلُ أعمال ما ، بناءَ خمارةٍ بجانب معبد ، تقام فيه الصلاة تعبدا لرب كل الناس ، ويُتلى فيه يوميا ، إسم إله كل الناس.

 

بدأ رُوَّادُ المعبد حملةً قانونية شرسة، ضدَّ الخمارة وصاحبِها، بالرَّسائل إلى البلدية، وكل السلطات في القرية. ثمّ بالدُّعاء صبح مساء، على الخمَّارة ومالكها، كلَّ ليلةٍ في المعبد، وفي بيوتهم، وفي الطرقات العامة.

 

تقَدَّم العمل في بناء الخمَّارة. وعندما أوشكت أعمال البناء على الإنتهاء، وكانت الحانة على وشك أن تَفْتَحَ أبوابهَا، للبدء في خدمة روادها من السكارى، بَرِقَ البرقُ في السماء، وزمجر الرّعد في الأجواء، وضربتْ صاعقةٌ مبنى الحانة، ضربة عصماء، فدكّته دكّا وأحرقته ، عن بكرة أمه وأبيه.

 

إحتفل المؤمنون المصلون في ذاك المعبد، بإنتصار الربّ سبحانه لهم، وإستجابتِه لدعائهم على الخمّارة وصاحبها ومن والاهم.

 

أمّا صاحب الخمَّارة، فقد رفع دعوى قضائية عاجلة، ضدَّ أعضاء المعبد والمصلين فيه. مطالبا بـمليوني دولار إبتداءً، وبالربح الفائت، وفق ما قد يقرره الخبراء تاليا، على أساس أن المؤمنين من أتباع المعبد، بدعائهم الفردي والجمعي، كانوا مسؤولين بالتكافل وبالتضامن، عنْ زوال إستثمَاِره، وهلاكه بالكامل، بوسائل مباشرة أو غير مباشرة.

 

في المحكمة، أنكر المصلون في ذاك المعبد، بشدَّةٍ كلَّ مسؤولية، ونفَوا كلَّ علاقةٍ او أي علاقةٍ، بين صلواتهم وزوال الحانة. مستدِلّين بدفاعهم عن أنفسهم ونفي مسؤوليتهم، بدراسة للأستاذ بينسون (Dr. Herbert Benson) من جامعة هارفارد، وثانية من الأمام الأكبر، وثالثة أخرى من الحاخام الأكبر. تؤكد ثلاثتها، أنّ لا تأثير مباشر، أو قطعي الثبوت للصّلاة والدّعاء، على مُجْرياتِ أُمور الدُّنيا، وإيقاع الأذى بأرزاق الناس.

 

نظرَ القاضي في الأمر ، وأثناء التداول في الحكم ، قال:

 

"لا أعرف كيْفَ سأحْكُمُ في هذه القضية. ولكن، يبدو من الأوراق التي بين أيدينا، أنَّ لديْنا خَمَّارًا يُؤمن بقوَّةِ الصّلاةِ والدُّعاء، ولديْنا رَهطٌ من المؤمنين ، بأكملهم لا يُؤْمنون به".

 

الأردن – 16/3/2018

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.