اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

قراءة في كتاب فن المسرح والإنسان الحديث للكاتب بنيحيى عزاوي// نبيل عبد الأمير الربيعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

كتاب فن المسرح والإنسان الحديث  للكاتب بنيحيى عزاوي

نبيل عبد الأمير الربيعي

 

  الكتاب بحث جديد في دراسة المسرح وتطبيعه للكاتب والدراماتورج المغربي (بنيحيى علي عزاوي) الذي يمتلك خبرة طويلة في التمثيل المسرحي والتدريب والتعليم والدراسة العميقة للمسرح الاوروبي , حيث يمتلك الكاتب موهبة فريدة في فهم وتطبيق النظريات الحديثة من المسرح العالمي .

   الكتاب صادر عن دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر لعام 2014 ذات (232) صفحة من القطع المتوسط , احتوى الكتاب على ثمانية مباحث ومقدمة للبروفسور واستاذ اللغة العربية (سامي موريه) حيث اكد مورية في المقدمة انهُ (لم ينكر وجود مسرح عربي من نتاج الحضارة العربية, وقد عرفت العرب هذه الفنون المسرحية في موانيء البلاد التي تسمى اليوم بالعربية (الخيال) , فقبل ظهور الإسلام شاهدت وشاركت الشعوب في الشرق الاوسط المسرح اليوناني والروماني ) , الكتاب مصمم وفقاً للأبواب و المباحث بطريقة حداثوية ممتازة يحتوي شكلاً ونظماً منسقاً تنسيقاً علمياً جميلاً ,أما المضمون فقد كتب بطريقة ممسرحة تسهل على القارئ الغير ممارس فهم قوانين الكتابة المسرحية التي أبدعها الفيلسوف (أرسطو)في كتابه (فن الشعر) , ثم يسهل الكتاب معرفة الظوابط الموسيقية والمقامات الدرامية بطقسية خشبة المسرح.

   الكتاب يعتبر من اهم كتب النقد الحداثية برؤية دراماتورجية الباحث (بنيحيى عزاوي) الممارس لعقود بين البحث والتجريب والتنقيب المتواصل من عمق خشبة المسرح , فهو من مواليد المغرب عام 1950 عمل ناقد وصحفي ومخرج مسرحي في النشاط التربوي , حاصل على دبلوم الدراسات العليا في الاخراج من جامعة فانسسين بباريس عام 1973وليسانس في الحقوق  .

   يعتبر الكتاب قفزة نوعية تضاف إلى مصادر المسرح العالمي , يؤكد الكاتب وبانصاف علمي لأهمية كتاب ارسطو (فن الشعر) الذي ترجم للعربية من قبل د. عبد الرحمن بدوي , وقد استفاد من هذا الكتاب عشرات المبدعين العالميين, يقول لين كوبر إن كتاب (فن الشعر) هو واحد من اكثر الكتب التي انتجها العقل البشري تنويراً وتأثيراً , لكن الكاتب عزاوي يرى ان كتاب (فن الشعر) يحتاج إلى إعادة كتابة حداثوية جديدة حتى يتيسر الاطلاع عليه والاستفادة منه بسهولة , لذا يعتبر كتاب ارسطو من نصوص (علم الفيلولوجيا) , فهو الرجل العبقري الذي وضع اسساً علمية لعالم الخطاب والعرض وليس لكتابة المسرحية فحسب.

   كما يؤكد الباحث عزاوي في ص26على اهمية الثالوث للصناعة المسرحية وهي (الاستيعاب . الادراك. الاستنتاج), اضافة إلى أن (المسرح المغربي والعربي نام في غفوة سبات عميق لأن الدول العربية وضعت للمسرح متاريس التهميش والاحباط المبين ونكران جميل المبدعين في كل حقول الفنون ) , مع هذا نأمل أن يصحو المسرح صحوة الإنسان الحديث مع رجال وطنيين يتدبرون شؤون المصلحة المعرفية لعقل الإنسان العربي.

   لا ننسى ان سبب تراجع النص المسرحي في البلاد العربية أن اغلب الأكاديميون اصبحوا يغالون بمقالاتهم المنقولة عن كبار الصناع المسرحيين العالميين , فيها الحشو والركاكة وتشتت الأفكار وعدم ضبط وفهم بعض المصطلحات عبرَ كتبهم , إضافة إلى اهمال وزارات الثقافة العربية التي غربتنا في دهاليز الاغتراب لكون فن  المسرح دخيل على ابنية فكر الأعراب , إلا أن في المغرب وكما يذكر الباحث عزاوي ص28( حصحص الحق وزهق الباطل بفضل الرواد الصناع للثقافة الفرجوية الممسرحة , أشرقت  شمس المعرفة العلمية في المغرب وذلك بخلق أول معهد أكاديمي للمسرح في المملكة المغربية). لكن فيما ذكره الباحث في ص31 أن(عالم المسرح دخيل على بنية الفكر العربي وهو عالم سحري فلسفي روحاني عجائبي الصناعة الاحتفالية ) , انا اختلف معه في هذا الوصف للمسرح العربي لأن البروفسور سامي موريه يؤكد في رسالة الدكتوراه التي حاز عليها في فن المسرح عند العرب , ان العرب كانت لهم اهتمامات مسرحية قبل الميلاد وما يسمى بالخيال , اضافة إلى ذلك ان المسرح قد ولد في اليونان وتربى وترعرع في اوروبا وبلدان أخرى اوروبية , صحيح تعددت المدارس وتطورت الافكار وخاصة في عصر المدارس المذهبية من الرومانسية على الواقعية  في اوروبا والقارة الامريكية وانتشرت الافكار في باقي دول العالم .

  ساهم الباحث بنيحيى عزاوي  باشراقات ابداعية في تأسيس الحركة المسرحية المغاربة التي اصبحت تزخر بفعاليات مبدعة لها استبصارها الخاص على مستوى الفعل الدرامي بشتى انواعه واشكاله , فقد تعلم الباحث عزاوي من الراحل الكبير (كاتب ياسين) ومن داخل اعماله المسرحية اشياء واشياء قد فتحت بصيرته وزادته شغف البحث في جوهر المسرح العظيم , كما استنارت فكره وتعلم منه فن صناعة الكتابة الممسرحة المستوحاة من فن مسطرة الديالكتيك الجدلي الماركسي ومسطرة التباعد  في المسرح الملحمي البريختي المستنتج من نظرية التغريب  , واشياء اخرى من خلال العروض المسرحية الكثيرة التي كانت تنظمها فرقة كاتب ياسين وقد شارك الكاتب بنيحيى فيها منها(محمد خذ حقيبتك, حرب اللفي سنة, الكاهنة, عمي هوشيمين الحو ) .

 

   الكتاب دراسة نقدية ونقلة حداثوية برؤية انسان وباحث مسرحي ممارس بالطقوس الروحانية طيلة عقود من خلال البحث والتطبيق والتجريب والتنقيب المتواصل من داخل خشبة المسرح , لذلك نثمن هذا الجهد للمبدع الممارس للكاتب والباحث بنيحيى عزاوي .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.