لا تبك حـُـرّا// لطيف ﭘــولا
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 27 أيلول/سبتمبر 2014 18:01
- كتب بواسطة: لطيف ﭘــولا
- الزيارات: 1502
لا تبك حـُـرّا
لطيف ﭘــولا
لا تبك ِ حـُرّا فـَرَّ مِن شُرور ِ التعذيبِ
أطلقَ جناحَهُ يشدو كالعندليبِ
وما كلٌّ الطيور ِ تأنـَسُ في أسرِها
فما مثلٌ الهوان ِ أمضى على القلوبِ
قد غدتْ أعشاشُهمْ مـَنحـَرا للغربان ِ
من نجا من السجن ِ يـٌساقُ للحروبِ
هجروا أوطانَهمْ دونَ إذن ِ الرقيب
تبكي مـَنْ , الراقدَ أم صاحبَ الكروبِ ؟
قد نالوا الحرية َ في الروح ِ والجسد ِ
ولا زالَ ههنا من يحيا كالغريبِ
يـَحْتسي من الصبرِ في أقداح ِ الخـُطوبِ
يا شاعرا آثرَ الموتَ على الهـُروبِ
لتسقي جروحا من بقايا النجيع ِ
فيزهرُ حـُبـُكَ شعرا على الصليبِ
وتصدح مـُنشدا في وقتـِنا العـَصيبِ
تـُخَضِّبُ بالدمع ِ ذكرياتِ الأديبِ
إذا دَهاكَ وَهْنٌ في فـَيافي الخريفِ
فما نـَفْعُ تحبير ِ أوراق ٍ في الهـُبوبِ ؟
ويـَراعٌ الرُقاة ِ لا يـَردع ُ سياطا
أساليبُ النضال ِ أنجع من النحيبِ
وما النفوسُ تـَسمو بالطـَمس ِ في الذُنوبِ
بحجةِ الإرهاب ِ والسَلـْبِ والترهيبِ
وما الأهداف ُ تدنوا بالرميّ من البعيد ِ
فالحـَصى تـُستأصلُ بمـَشْرَطِ الطبيبِ
وما كل موسم ٍ مُخَلـَّد ِ الطـُيوبِ
كلٌّ عـُمر يذبلُ في ظِلال ِ الغروبِ
وقد تهوى شُهُبٌ في وَحْشَةِ البراري
ويبقى الليلٌ يَخفي لآليء الحبيبِ
ورغمَ الدياجير ِ تسطعُ كالنجوم ِ
تٌعـَزِزُ سـِراجا في حـَنايا الدُروبِ
قد تَحملـُهمْ عـَنـّا مـَراكبُ المَنـون ِ
لتبقى أسماءُهم على الجـَفن ِ القريبِ
ومَنْ هامَ مثلنا يـَفـْنى , حـُبا , لا يتوب ُ
قد شَرِبْنا الوفاءَ سُلافات ِ الحليبِ
ليس فينا في حـُكم ِ الأجل من مُريبِ
مَنْ يهربُ يا هذا من قرار ٍ مكتوبِ ؟
إنما في الحياةِ أمواتٌ وفي لـَحد ٍ كئيبِ
وقرارُ الخـُلود ِ في اللـّهبِ اللهيبِ
وما الأوطانُ تـُبنى بالعمل ِ الرَتيبِ
والضباع تعبثُ بسهلنا الخصيب ِ!!
المتواجون الان
1162 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع