اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

دليل: قصة قصيرة// علي اسماعيل الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

دليل: قصة قصيرة

علي اسماعيل الجاف

 

يهطل المطر ليلا بصورة كثيفة، تتغير الوان السماء بصورة متكررة، لم يشأ مغادرة المنزل في ذلك الجو البارد جدا، فيقرر العودة الى صوابه ليفكر بمصيره المفقود، وفكره المسلوب.

تحدثت اليه زوجته "ليلى" قائلة: لقد انتهى صبري، كيف يمكنني ان اقضي وقتي معك؟

يجالس الكتاب طوال وقته، ينصت جيدا لما تقوله وتفعله، لكنه لم يعد مكترثا لما سيكون عليه وضعه.

فتعود ذكريات الصبا والمراهقة له، يفتش الاوراق التي خط عليها اشعار واقوال ومناسبات كونه مؤمنا بمبدأ المراجعة الذاتية.

تطرق الباب، ينهض فكره، يتراجع كجسد للرد على الطارق، فيصاب بتجمد الحركة التي باتت تسيطر عليه كمنتج وفعال ونشيط في داره.  ينادى على زوجته بصوت خفيف، آه، آه، ... اين اجدها في هذا الوقت، لم تعد تحاكيني، انادي عليها فيعود الصوت لي راجعا!

سأذهب بنفسي لاجد من الذي يطرق الباب بصوت عالي في هذا الوقت المبكر من الصباح، يستند على العصا التي اصبحت معينا بدل الزوجة، فيفتح الباب، لم يجد احد.

عاد الى المطبخ ليحضر له قدحا من الشاي ويتناول قطعة من الخبز والجبن المتبقي في الثلاجة. يعاود الطارق مرة اخرى طرق الباب، لكن هذه المرة يصاحبه كلاما، انا انتظر عند الباب، اين انت، لماذا لاتفتح؟

ينهض من كرسه القديم، ويترك قدح الشاي والجبن والخبز على المنضدة المتهالكة، فيفكر بطريقة ليجيب بها الطارق، كونه اعتقد انها بنت الجيران "روز". يفتح الباب بسرعة، لكنه لم يجد احدا هناك، وانما وجد مفتاحا قرب الباب لون ابيض.

اخرج نظارته الطبية من جيبه لينظر جيدا الى المفتاح الابيض الذي كان متروكا عند الباب. تفقد المفتاح مليا، راح فكره بعيدا، الخوف والحذر والقلق يداهمه مرارا، نظر صوب ساعته، فأذا بها العاشرة صباحا، مر من قرب الحديقة شيئا سريعا، رمق ظله قرب شجرة الورد "روز".

نادى قائلا: ارجوك "روز" لا تمزحي معي، عودي الى المنزل، هل والدتك بعثت بك لتعطيني هذا المفتاح، ربما تحتاجون اليه في منزلكم.

ايقن "فارس" جيدا ان المفتاح لايعود الى "روز"، وهي غير موجودة في حديقته، والطارق لم يكن هي، فأقفل عائدا الى المطبخ فلم يجد طعامه وقدح الشاي موجودا! انما وجد مفتاحا اخر بلون اسود.

جاءت زوجة "فارس" من السوق، ونادت عليه ليساعدها في ادخال الخضروات التي جلبتها، وكانت متعبة جدا. فراح "فارس" يضع المفتاحين في جيبه.

وقام من مكانه متوجها صوب زوجته ليساعدها، فوجد "روز" تحمل بعض من الاكياس مع زوجته، وسلمت عليه بطريقة عجيبة قائلة: كيف تبدو اليوم، اعتقد انك حائرا؟

ادهش حديث "روز" الرجل العجوز الذي افنى عمره في التعليم الجامعي، فلم يجرأ ان يرد عليها، لكنه استفزها بعبارة مستفهما: هل لديك مفتاحا؟

ردت عليه "روز" بعبارات لطيفة جدا: جدي العزيز، ماذا افعل بالمفتاح، مازلت صغيرة؟

وجه سوؤلا الى زوجته "امنية": هل اضعتي مفتاحا لونه اسود او ابيض؟

لم ترد على سؤاله، وطلبت منه ان يدخل الاكياس المتبقية عند الباب بدل "روز" كونها صغيرة ولاتستطع ادخالهن.

اكمل "فارس" ادخال الاكياس، وذهب الى غرفته ليتناول علاجه، فوجود مفتاحا ثالثا على المنضدة القريبة من سريره، لكن لونه مختلفا عن البقية، وكان لونه احمرا. اقترب منه، مسكه بيده محاولا ايجاد دليلا او كلمة او اشارة مكتوبة عليه، فلم يجد شيئا. وقام بوضعه مع بقية المفاتيح في جيبه.

تناول كتابه ليكمل بقية الفصول التي تتحدث عن ازمة البطالة التي حدثت في البلدان العربية والاجنبية. فوجد سببا مقنعا يسرده الكتاب ومؤلفه: السياسة العامة تفتقر الى استثمار رأس المال البشري وتقوية القواعد الاساسية لبناء المؤسسات وتعزيز دور القانون تطبيقيا، وتوفير رؤية كاملة عن السياسات التخطيطية وغيرها من الامور المهمة التي لم يتبناها اصحاب القرار حديثا وقديما.

يتصل ابن "فارس" بوالده ليخبره انه بحاجة الى سيارته لاكمال اجراءات قبوله في كلية الحقوق في جامعة الاسكندرية، فقرر "فارس" ان يهيء كافة المستلزمات المطلوبة لابنه، بدأ يفتش في الدولاب عن الاوراق المهمة، لكنه لم يجد بعضا منها، فراح يسأل زوجته "امنية" عن بقية الاوراق.

ردت "امنية" عليه قائلة: توجد في السيارة.

ذهب "فارس" ليأخذ مفتاح السيارة، وراح متوجها صوب الكراج داخل المنزل، فوجد عند باب السيارة كلبهم "ليو" ملقيا على الارض والدماء تسيل من رأسه، فنادى عليه، لم يتحرك، اقترب "فارس" فوجده ميتا.

نادى "فارس" على زوجته "امنية" لتجلب له الهاتف النقال من غرفته، فلم تسمعه، فراح بنفسه ليجلب جهاز النقال ويتصل بالطبيب ليحضر، لكنه وجد مفتاحا رابعا مكان الجهاز النقال لونه اخضرا. وعاد الى السيارة ليأخذ الكلب "ليو" فوجد "روز" بجواره تبكي وتقول: دماء، دماء تجري من "ليو"، هل "ليو" ميتا؟

رد "فارس" عليها: لا اعرف!

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.