اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

المجهول: قصة قصيرة// علي اسماعيل الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

المجهول: قصة قصيرة

علي اسماعيل الجاف

 

تبدأ يومها بتحضيرات عديدة، وتهتم بالمكتبة وغرفة الاستقبال كثيرا، وتنظف الاثاث بعجلة فتجد ورقة قديمة موضوعة في احد الكتب الذي كان يحمل عنوانا مثيرا "المحطة".

تفكر "ياسمين" بقراءة المقدمة فتثيرها الكلمات والعبارات المكتوبة التي تنم عن رموز واشارات غير واضحة للقارئ، وبعدها تتركه جانبا لتذهب صوب المطبخ فتهيء الطعام بحرفية عالية.

تعود ثانيا الى غرفة الاستقبال فتجد الكتاب مفتوحا وموضوعا على المنضدة، وتفكر مليا بالفاعل الذي فتح الكتاب ووضعه هناك! كان يساورها هوسا كبيرا، وتأتي خيالات وتصورات عجيبة لاتطرأ على بال شخص في تلك اللحظة.

تمارس"ياسمين" اعمالها ونظرها صوب النافذة التي حولتها اشعة الشمس الى منظرا رائعا، وتتأمل مرارا ذلك الموقف، وتقول: من استخدم الكتاب؟

يأتي صوتا عاليا من بعيد ليقول: انا من فتح الكتاب وقراءه، وسأقوم بذلك يويا لاني اريد ادراك الحالة؛ ويصبح لدي يقينا كاملا حول الرؤية النهائية.

اعتقدت "ياسمين" ان الصوت عبارة عن خيال ووهم، وتبدأ بقراءة الورقة التي رأتها فتجد المحتوى عبارة عن ثلاثة اسطر بأزمة متنوعة. ويساورها القلق والخوف والحيرة مما يجعلها مترددة وتحاول ايجاد مخرجا مناسبا لابعاد التاثير الخارجي؛ لكن لم تستطع توفير بيئة تلائم وتناسب الموقف.

تقرر "ياسمين" الخروج حديقة المنزل، وتتردد في خطواتها، وتعود لتقرأ اسطر من كتاب "المحطة.

بعدها تخرج امتعتها متوجهة صوب المدينة لتستقل سيارة اجرة حديثة، وتطلب من السائق الذهاب الى قرية الاحلام السعيدة التي تبعد حوالي ساعة ونصف عن المدينة.

اثناء الطريق، يبدأ السائق بمحاولة الحديث اللطيف مع "ياسمين"، فيبادر بكلمة قائلا: سيدتي العزيزة، انا "حسام"، لدينا ثلاث اطفال، احاول جاهدا ايصالهم دراسيا وتمكينهم تربويا، الكبرى "نادين" وصلت الى الصف السادس الاعدادي، والصغرى عمرها ثلاث سنوات، نحتاج توفير بيئة ملائمة من اجل مواجهة ظروف الحياة الصعبة. انا انسان اجتماعي وابذل جهودا كبيرة من اجل تامين حياة كريمة لنا.

قاطعت "ياسمين" السائق بنبرة حادة وسريعة: لماذا لاتنتبه الى عداد السيارة، لقد تجاوزت السرعة المسموح بها، انتبه على الطريق جيدا، حياتي تهمني؟!

ردد السائق "حسام" هامسا: يبدو ان حديث الاطفال لم يعد نافعا.

عاد السائق "حسام" لوعيه، وبدأ يلوم نفسه ويؤنبها، واستمر بقيادة السيارة بصمت، ونظراته صوب "ياسمين" من خلال المرآة الامامية.

تجاهلت "ياسمين" السائق "حسام" بصورة كبيرة، واستمرت بنظرها صوب الاشجار الجميلة التي توزعت بصورة رائعة وخلابة على طول الطريق؛ لكنها تذكرت شيئا وهي تنظر الى ساعتها، وتأكدت انها متأخرة جدا عن موعدها في محطة القطار. حاولت ان تلمح الى السائق بأيحاءات واشارات دون جدوى. فقررت ان يبادر بسؤالها عن نوع سيارته.

توقف السائق "حسام" فجاءة، وطلب ان يذهب الى دكان بيع السجائر، وعاد مسرعا بيده علبة صغيرة مكتوب عليها اسم فتاة "سارة". صعد السيارة وقبل ان يتحرك، استدار موجها نظره صوب "ياسمين"، وبدأ حواره حول سنواته التي قضاها، وقال لها: اصبح واضحا الطريق، يمكنك الذهاب الى المحطة فهي تبعد بعض الاميال من هنا. تذكري الثلاثة، فقدم العلبة كهدية لها، وعبر عن حزنه من خلال العبارات والجمل التي باح بها، وذكر لها بأن المحطة ستنتهي عند مكان معين وزمان محدد.

 

نزلت "ياسمين" مسرعة من السيارة واغلقت الباب بعنف.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.