محطات طبية

• الكحول تأثيراته هدّامة جسمانياً وأجتماعياً ـ القسم الأول ـ

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. مزاحم مبارك مال الله

الكحول تأثيراته هدّامة جسمانياً وأجتماعياً

ـ القسم الأول ـ

 

أحتساء الكحول أحد أبشع الأفات الصحية والأجتماعية حينما يُساء أستخدامه، ويعد معطل فعّال للطاقات البشرية، وتأثيراته مزدوجة فهي تستهدف الفرد وتجني على المجموع، بل أن الأفراط بتناوله كان ولازال سبباً في هدم بناء العديد من العوائل، وأنقطاع وصل علاقات عاطفية جميلة ، بل أثبتت الدراسات أن الأدمان يعني هدر حقيقي بالطاقات البشرية الأنتاجية والأجتماعية.

وسنتناول تأثيرات الكحول الجسمانية والأجتماعية بشئ من التفصيل لما لهذه العادة المؤذية من مضار مباشرة وغير مباشرة.

النوع الرئيس من الكحول هو الكحول الأثيلي والذي يُطلق عليه تسمية(روح الخمر)ويُصنع بواسطة التخمير والتقطير،ويدخل في صناعة البيرة بنسبة 2- 4% ، العرق بنسبة 12-20%،أما النبيذ والويسكي والروم والشمبانيا والفودكا فتصل نسبته الى 35-50%.

يتم أمتصاص الكحول عن طريق القناة الهضمية بسهولة ويختلط مع الدم بسرعة بسبب سهولة ذوبانه بالماء، وتكون سرعة الأمتصاص أسرع في حالة المعدة الفارغة التي تمتص 20%من مجموع الكحول الذي يتناوله الشخص أما باقي الكمية فتمتصها الأمعاء، وبعد الأمتصاص يتوزع الكحول وينتشر بكل أعضاء وخلايا الجسم.

للكحول خاصية تلعب دوراً مهماً جداً في داخل الجسم وهي خاصية (التغير/الأستقلاب)في زمن معين ،مما يجعله ميّال للتراكم بأستمرار تناوله، هذه الخاصية تجعل الكحول يستقلب بالأكسدة خارج الكبد وبواسطة الأنزيمات فتنتج طاقة حرارية عالية + ثنائي أوكسيد الكاربون +حوامض،كذلك تلعب هذه الخاصية الدور الرئيس في تحويل العادة الى أدمان.

5% فقط من الكحول الذي يتم تناوله يُطرح في البول، أما الباقي فيُطرح مع هواء الزفير لذلك يعتقد العلماء أن تركيز الكحول في الزفير يُعادل تركيزه في الدم ،مما يمكن الأستفادة من هذه الخاصية في فحص زفير المخمورين لمعرفة نسبة تركيز الكحول في أجسادهم.

تأثيرات الكحول الجسمانية

أولاً ـ تأثيراته على الجهاز العصبي

يؤثر الكحول بآليتين على الجهاز العصبي،الأولى تشل الأستجابات عبر الشبكة العصبية(المركزية والمحيطية) أما الألية الثانية فتشل الأيعازات الصادرة وضياع هدفها. لذا ظهر للعلماء أن الشخص الذي يتناول الكحول يمر بالمراحل التالية:ـ

 

 

ويُلاحظ ان الكحول يثبط وظائف المخ بدرجات متفاوتة وتعتمد نوعية التأثير وشدته على الكمية التي يتناولها الشخص.في الأحوال الأعتيادية(بلا كحول)تجد أن المخ يعمل بشكله الطبيعي وهي قدرته على التحكم في سلوك الأجتماعي ولكن ثبت أن كمية الكحول المتوسطة تكبح هذه القدرة فتتحرر السلوكية العامة من قيودها الأجتماعية فيبدو ذلك الشخص منتشياً، بل يتعدى ذلك الى البدأ بأطلاق كلام أو القيام بأفعال لايتجرأ على القيام بها لولا تأثير الكحول هذا، أن تحرير السلوك الأجتماعي له صفة جعل المخ متعوداً عليها وبالتالي تحال الى حالة أدمان وبالراكم والتقادم يؤدي الى تغير بالسلوك العام.

لقد أثبتت الأحصائيات أن مدمني الكحول يعانون من أنكماش في المخ وفقدان لكثير من الوظائف التخصصية في المراكز العصبية العليا،وهذا التأثير هو أحد أسباب الأصابة بالزهايمر(فقدان التركيز، النسيان، مزاج مختلف، سلوكيات غريبة، التفكير المضطرب، الأستجابة بردود الأفعال ، الأستجابة للتأثر الخارجي...الخ).

لقد اكتشف العلماء أن التحكم بوظائف المخ يتم عن طريق منطقة تعرف بالـ (النصف الأمامي) والتي يبلغ حجمها لدى البشر ضعف حجمها لدى القرود، مما يعدّها العلماء أنها هي التي تميزنا عن سائر الكائنات كون هذه المنطقة تعطينا القدرة على التفكير المعقد.

ولكن هذه الخاصية تتأثر بشكل مباشر بمثبطاتها كالكحول مثلاً فتحول دون قدرة أو أمكانية الأنسان من التصرف بشكل سليم، وهذا التحكم يعتمد على كمية الكحول التي يتناولها الشخص والفترة الزمنية ، حيث أن للكحول تأثير أدماني خطير.

ثانياً ـ تأثيراته على جهاز الدوران

في البدأ وبجرعات صغيرة فأن الكحول ينبه عضلة القلب فتتسارع العضلة القلبية جراء حدوث الفعل الأنعكاسي الناتج عن توسع الأوعية الدموية بما فيها أوعية الوجه والأطراف فيصبح الوجه احمر، توسع الأوعية الدموية يزيد من تنشيط عملية التعرق، كما لوحظ أن توسع الوعاء الدموي لايقي من حصول الذبحة الصدرية كون عدم الأحساس بالألم ناتج عن فقداد المركز العصبي في الدماغ لوظيفته.

الكحول يؤدي الى اضطراب النبض والتوتر الشرياني، كما أنه يقلل عدد الخلايا اللمفاوية ويسبب كسل الخلايا البيضاء وبالتالي خلل مباشر بالجهاز المناعي للجسم.

 ـ يتبع ـ