اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

محطات طبية

• أنخفاض السكر في الدم حالة طارئة

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

د. مزاحم مبارك مال الله أنخفاض السكر في الدم حالة طارئة

كل حالة تهدد الحياة أو تنذر بحصول عوقٍ ما، نطلق عليها بالمصطلحات الطبية بالحالة الطارئة.

ولايمكن عد هذه الحالات، وأنما بالأمكان أعطاء أمثلة عليها، مثل الأختناق، أنسداد المسالك التنفسية، نوبات الصرع، غيبوبة هبوط السكر، غيبوبة أرتفاع السكر، الأزمة القلبية، الجلطة الدماغية، الكسور، حالات التسمم المختلفة، اللدغات السامة، الصعق الكهربائي، الشدّات الخارجية الكبيرة...الخ

ولمّا كان داء السكري من الحالات واسعة الأنتشار، لذلك فهو يكتسب الأهمية كونه شائع ،وبالتالي فأن مضاعفاته تكون كثيرة وتشمل أعداداً ليست قليلة من الناس، وكذلك تكمن أهميته في أن حالة أنخفاض السكر تأتي جراء العلاج والحميّة الغذائية مع العلم أن حالة أنخفاض السكر هي أيضاً أحدى صور مرض أو أعتلال هورموني يصيب الغدة الكظرية(الغدة فوق الكلية)أما بسبب جيني(وراثي أو ولادي) أو مَرَضي مكتسب أو كما يحصل لدى المضربين عن الطعام وهذا موضوع أخر.

ان الكائن البشري يحيا بجملة من الثوابت حيث أن جسمه مكون من مجموعة من الأعضاء وكل عضو مؤلف من مجموعة من الأنسجة وكل نسيج مكوّن من عدد هائل من الخلايا، والخلية تعد وحدة الحياة فبمجموع الفعل الحيوي لكل خلايا النسيج يبقى النسيج حيّاً وكذا الحال بالنسبة للأعضاء والجسم البشري بالكامل.

ولكن لأجل أن تقوم الخلايا بأفعالها الحيوية ،فيجب أن تتوفر المواد الأولية لهذه الأنشطة، وهي الماء، الأوكسجين، الدم، الأنزيمات، الهورمونات،أضافة الى مصادر الطاقة الأخرى المختلفة والمتمثلة بالمواد الغذائية والتي تحتوي على السكريات، البروتينات، الدهون، الأملاح، المعادن، الفايتمينات.

وكل هذه المواد الأولية المهمة تبقى في الجسم ضمن معدل الحدود الدنيا والعليا لنسبها والتي تم تحديدها بعد سلسلة طويلة من التجارب والبحوث أستمرت عقوداً عديدة، ولازال بعضها بحاجة التى الأكتشاف أو التطوير.

ونتيجة لمجموع كل تلك التجارب والأبحاث فقد أعتمد العلماء نسب بعينها للمواد أنفة الذكر،تستطيع الخلية البشرية أن تعيش بها وبالتالي يبقى الأنسان حياً.

ومن تلك المواد، السكر في جسم الأنسان، وهذا السكر من النوع الأحادي البسيط، يطلق عليه "الكلوكوز"، سهل الهضم والأمتصاص من قبل الجسم، علماً أن السكر أنواع، منها المركب، منها الثنائي والثلاثي ..الخ، وكثير من المواد الغذائية تبدأ بهيئة كيمياوية معقدة لتنتهي على شكل هيئة كيمياوية أخرى ولكنها بسيطة سهلة الأمتصاص، فمثلاً كل النشويات في داخل الجسم تتحول بالنتيجة ومن خلال التمثيل الغذائي الى سكر أحادي وهو الكلوكوز، وسكر الكلوكوز هو واحد في كل الكائنات الحية ومنها النباتات، وأقرب مثال لها هو ثمرة العَنَب الذي نوع سكره الكلوكوز، ومن هنا تأتي أهمية عدم تناول العَنَب من قبل المصابين بداء السكري لأنه يرفع من كمية السكر في الدم بحبات قليلة.

نسبة الكلوكوز في دم الأنسان الأعتيادي ليعيش حياة مستقرة من خلال الأجواء الطبيعية المحيطة بخلاياه هي 80 ـ 110 ملغم في كل 100 سي سي من الدم أو ما يعادل 4,4 ـ 6.1 ملي مول.هذه النسب في حالة ان الأنسان لم يتناول وجبته الغذائية أو بعد أربع ساعات على الأقل بعد تناول الوجبة.

ماذا يعني هذا ؟ يعني أن الأنسان الذي تكون نسبة سكره (أي الكلوكوز)أقل من هذه النسبة أنه يعاني من هبوط سكر، أو أكثر فهو يعاني من أرتفاع سكر.

ان المصدر الوحيد للسكر في جسم الأنسان هو الغذاء، وبالتالي فأن كمية السكر في الدم تعتمد على نوعية وطبيعة الغذاء الذي يتناوله، وكما قلنا ليس بالضرورة ان تكون الحلويات هي مصدر السكر في الدم فالعديد من المواد الغذائية تتحول الى سكر أحادي في نهاية سلسلة التمثيل الغذائي في داخل الجسم.

ان هبوط نسبة السكر في الدم تعني بالتحليل الحتمي أن هناك قصور في كميته بداخل الجسم، وهذا القصور أو النقصان يأتي من خلال النقص الحاد في تناوله وبكل أشكاله، أو بسبب وجود العوامل التي تعمل أساساً على أحراقه لتنتج الطاقة المطلوبة للأفعال الحيوية لجسم الأنسان وهذه الأفعال شغالة 24 ساعة وعلى عدد الدقائق، مثلاً الدماغ شغّال فيحتاج له طاقة، علماً أن الطاقة التي يحتاجها الدماغ هي عالية جداً ولمّا كان السكر أحد أهم مصادر الطاقة لذا فهو يحتاج الى كمية ممتازة من السكر، جهاز الدوران بالكامل وأهم مافيه القلب، فهو بحاجة الى طاقة مستمرة، الجهاز التنفسي أيضاً، وهكذا.

لذا فأن هبوط نسبة السكر في الدم تأتي أما من خلال عدم تناول الطعام لفترة ليست قصيرة ، أو بسبب وجود المواد التي تعجّل بتمثيل السكر في الدم لأنتاج الطاقة.

ولما كان حديثنا كما حددناه في البداية عن داء السكري لذا فأن المصابين بداء السكري هم نوعان، النوع الأول الذي يعتمد على الأنسولين + الحمية الغذائية و/ أو بدون ما يُعرف بمساعد السكر،وهذا يعني أن المصاب بهذا النوع يحتاج الى هورمون الأنسولين نعطيه له من أجل أحراق الكلوكوز لأنتاج الطاقة ليبقى حياً، فأذا كانت جرعة الأنسولين عالية، أو أن المصاب لم يتناول طعامه لفترة ليست قصيره بعد زرق الأنسولين، أو أنه يمارس رياضة عنيفة أو يبذل جهداً أستثنائياً، فأن ذلك سيؤدي الى هبوط الكلوكوز في دمه عن الحدود التي أشرنا أليها أنفاً وبالتالي سيعاني من حالة تعرف بغيبوبة السكر والتي تصل نسبة السكر فيها الى أقل من 50 ملغم/ 100 سي سي أي ما يعادل 2.7 ملي مول.

أما النوع الثاني من داء السكري ففيه المصابين يُعالجون أما بالحمية الغذائية لوحدها أو بتناول علاجات محفّزة للبنكرياس لأنتاج هورمون الأنسولين مثل مادة الداؤنيل مع أو بدون مساعد السكر،وأيضاً هؤلاء المصابين سيعانون من حالة هبوط السكر فيما لو لم يتناولوا طعامهم لفترات ليست قصيرة، أو أنهم يمارسون رياضة عنيفة أو يبذلون جهداً أستثنائياً.

أعراض وعلامات غيبوبة السكر:

قبل أن يصل المصاب الى حالة الغيبوبة فأنه سيعاني من الشعور بالجوع ،الشعور بالتعب والأرهاق ،دوخة ،صداع ،رجفة ،ومن ثم سيعاني من القلق والتوتر والبكاء ، ومن عدم التركيز، تصرفات غريبة ،وتشنجات ،حركات لا أرادية مع تعرق شديد وكل هذه يُطلق عليها غيبوبة السكر فكل تصرفات وسلوك المصاب هي ليست بوعيه أو أدراكه.

أسعاف المريض:ـ

أولاً ـ هنا تبرز أهمية معرفة أهل المصاب بداء السكر ومعايشتهم لحالته، فيكفي تشخيص حالة غيبوبة السكر بمجرد معرفة أستلامه لعلاج الأنسولين أو غيره.

ثانياً ـ ضرورة توفر جهاز فحص السكر والذي يجب أن يتم على عجل.

ثالثاً ـ وضع أي شئ حلو المذاق في فم المصاب كالعسل والدبس أو ماء وسكر.

رابعاً ـ يوجد علاج(الكلكوز المركز)والذي يزرق وريدياً، فأذا لم يتوفر بمتناول اليد، فهو موجود بالمستشفى حتماً.

كيف نميز بين غيبوبة أنخفاض السكر عن أرتفاعه:ـ

1. تعرق شديد في حالة هبوط السكر مع معدل تنفس طبيعي وتسارع بالنبض، بينما يكون الجلد جافاً في حالة أرتفاع السكر وتنفس متسارع.

2. غيبوبة هبوط السكر تكون فجائية وسريعة،بينما في حالة أرتفاع السكر تأخذ وقتاً.

3. لاتوجد رائحة متميزة في حالة غيبوبة هبوط السكر، بينما رائحة الأسيتون متميزة من فم المصاب بالأرتفاع الحاد بالسكر.

4. حدقة العين تتوسع في حالة الهبوط ،بينما تكون طبيعية في حالة الأرتفاع.

5. غيبوبة الهبوط تستجيب بسرعة للعلاج وهو أما بزرق(السكر المركز) أو بتناول مواد حلوة، بينما زيادة السكر تسبب خلل في توازن البوتاسيوم والبيكاربونات وتحتاج الى علاج خاص.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.