محطات طبية

التركيبة الجرثومية للمعدة أثناء الحمل مفيدة للأم والجنين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

تتغير تركيبة الجراثيم الموجودة ضمن المعدة بشكل جذري أثناء الحمل، وعلى الرغم من ترافق تلك التغيرات مع أمراض استقلابية في معظم الأحيان، إلا أنها قد تكون مفيدة في حالة المرأة الحامل وفقاً لدراسة حديثة.

حيث تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تهتم بتوصيف الجراثيم المعدية المرتبطة بالحمل بحسب رأي الباحثة روث لي التي تقول "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنّ أجسامنا تكون متأقلمة مع الجراثيم الموجودة فيها، حيث يمكنها الاستفادة منها لتنبيه الآلية الاستقلابية لدى الأم لدعم نمو الجنين".

إلا أن تغير محتوى المعدة من الجراثيم لدى الحيوانات التي ليست في فترة الحمل قد يتسبب بظهور أعراض المتلازمة الاستقلابية والتي يعد أهمها زيادة الوزن واستقلاب السكر بشكل غير طبيعي والالتهاب الذي يعرف بأنه الاستجابة المناعية التي عادة ما تهدف لحماية الجسم، لكنها هنا قد تتسبب بمشاكل صحية غير مرغوب فيها.

وتظهر هذه الأعراض أيضاً خلال فترة الحمل إلا أنّ السبب الكامن وراءها لا يزال غير واضح بعد، ذلك لأنّ الدراسات التي تبحث في تأثير الجراثيم الموجودة في المعدة خلال فترة الحمل لا تزال قليلة.

وللتوصل إلى السبب قامت الباحثة مع فريقها بأخذ عينات من البراز لما يقارب 90 امرأة حامل، لاحظوا فيها اختلاف التركيبة الجرثومية في الثلث الأول في الحمل مقارنة بالثلث الأخير حيث قلت أنواعها مع التقدم بالحمل، كما لاحظوا أيضاً تدهور صحة تلك الجراثيم، على الرغم من ازدياد الأمراض المرتبطة بها بما فيها الأعراض الالتهابية.

وتقول الباحثة في هذا الشان "التغيرات في الجراثيم المدوية لم تكن مرتبطة بالنظام الغذائي المتبع، لذلك فنحن نعتقد بأنّ نظام المناعة والهرمونات هي السؤولة عن ذلك".

وعندما تم نقل الجراثيم المأخوذة من أمعاء النساء الحوامل إلى الفئران التي كانت خالية من الجراثيم، لاحظ الباحثون بأن الحيوانات التي تلقت الجراثيم أثناء المرحلة الثالثة من الحمل أصبحت أكثر بدانة، وأبدت مستويات أعلى من الالتهاب وذلك بالإضافة إلى مشاكل استقلاب السكر التي عانت منها وذلك بالمقارنة مع الحيوانات التي نقلت إليها الجراثيم أثناء الثلث الأول من الحمل.

وتختم الباحثة دراستها بالقول "في الثلث الأخير من الحمل، تكون الجراثيم قادرة على إحداث تغييرات تطول العمليات الاستقلابية، إلا أنّ ذلك قد يكون مفيداً أثناء الحمل لأنه يساعد على حفظ الطاقة ويدعم نمو الجنين، في حين أنّ حدوث تلك التغيرات خارج فترة الحمل قد تؤدي إلى تطور الإصابة بالسكري من النمط الثاني