محطات طبية

• عِرق النَسا آلام تعيق الحركة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. مزاحم مبارك مال الله عِرق النَسا آلام تعيق الحركة

غالباً ما نسمع بعبارة (عِرق النَسا) ـ بفتح النون ـ كوصف لحالات ألم في أسفل الظهر تمتد الى أحد الطرفين السفليين أو كليهما ولكن لانعرف تفاصيل كيفية حصول تلك الآلام وما هي مسبباتها وما هي الأجراءات المطلوبة لعلاجها.

ماهو النَسا؟

في جسم الأنسان يوجد الحبل الشوكي وهو ظفيرة ضخمة من الأعصاب يمتد من أسفل الدماغ الى منطقة الفقرات القطنية الرابعة ـ الخامسة لينشطر الى فرعين(غلظ كل منهما يبلغ غلظ أصبع البنصر)،وبذلك يصبح كل فرع هو أطول عصب بالجسم ،كلٍ منهما يمتد من هذه المنطقة وحتى نهاية كل طرف من الطرفين السفليين(أي الى نهاية كف القدم ،وهذا يعني أنه يغذي كامل المساحة في المنطقة بفروعه العديدة جداً، علماً أن فروعه تتدرج بالحجم)وكل فرع ينقسم الى جزئين عند مفصل الركبة ،جزء داخلي وأخر خارجي، وبذلك فهو يمد ظهر الساق وباطنها وعضلاتها والقدم والجلد المحيط بالحس والحركة.

ويُقال أن سبب تسميته بهذا الأسم منذ أوائل العرب كون الألم الذي يسببه(يُنسي) المصاب آلامه الأخرى. أذاً ،العصب الذي يغذي كل المنطقة السفلية التي تلي الفقرات القطنية الرابعة ـ الخامسة يُطلق عليه عصب النَسا أو عِرق النَسا، وفي بعض الأحيان يُسمى العصب الوركي.

يعاني المريض من آلام تتفاوت بالشدة(في الغالب بدايات الحالة تتزامن معها آلام شديدة جداً) ،من عدم أمكانية ثني الساق أو الأحساس بآلام شديدة أثناء النهوض أو المشي الى آلام مستمرة ليل نهار، والألام تجعل المصاب يلقي بثقل جسمه على الجهة الأخرى التي لا تعاني من آلام، وأثناء النوم تجد المصاب يتقلب في فراشه حيث الألم الذي لايهدأ ألاّ بأستخدام المهدئات التي تعمل مركزياً أي على الدماغ.

الألم يصاحبه تنمل وأحياناً شعور بالخدر أما على طول المساحة التي يغذيها العصب أو أنه يتحدد في موقع ٍما فيها، ولهذا،فالمريض يشعر بالألم بعيداً عن موقع الأصابة ،أي أن المشكلة في الظهر ولكن الألم مثلاً يكون في القدم، والسبب في ذلك هو أن الضغط يحصل على جذور الأعصاب التي تزود الأجزاء أسفل الظهر ،حيث ومن هذه الجذور يتكون العصب الوركي ،في الكثير من الأحيان يشعر المريض بالوخز وضعف بالجهة المصابة.

وواضح أن أي مسبب لآلام عرق النّسا يُطلق عليه هذه التسمية، وبذلك يُعد عرق النَسا متلازمة وليس مرضاً واحداً، وحينما نقول (أي مسبب) بمعنى ربما يكون ،بسبب شدّة خارجية وتشمل التمزقات، الكسور..الخ ،أو بسبب داخلي كالألتهابات(ألتهاب العصب نفسه أو أي جزء أخر يؤثر عليه) ،الأورام ،تضيق في القنوات الشوكية ،أضمحلال المواد الجيلاتينية الفقرية ...الخ

أغلب المصابين لديهم مشاكل في الظهر أما آنية أو مزمنة ،ولكن ألم النَسا يظهر فجأة بمجرد وجود حافز لذلك الألم، والحافز أما يكون بسبب شدّة خارجية قوية أو جراء فعل بسيط مثلاً كالعطاس.

أن الألام المصحوبة بأرتفاع درجة الحرارة أو عدم المقدرة على التحكم بالبول أو البراز فهذه مؤشرات مهمة تستدعي التدخل الطبي العاجل، عدا ذلك فأن عرق النّسا ليس بحالة طارئة.

في الحالات الحادة يشعر المريض بألم شديد من أعلى احد الردفين(أحياناً كليهما) وحتى الكعب، ويبرز الألم بشكل أشد في مفصل أعلى الفخذ كلما حاول المريض أن يثني ساقه أو في أي حركة أخرى ،ولكنه يبدأ بالزوال التدريجي حينما يخلد المصاب الى الراحة مع التدفئة، وفي الكثير من الحالات يبدأ الألم يضمحل خلال أسابيع ،أما في حالات الألتهابات فالألم يكون على شكل نوبات تتكرر وخلال فصل الشتاء تكون أكثر من باقي الفصول.

أسباب عرق النَسا:ـ

1. القيام بجهد غير عادي كرفع الأثقال.

2. ألتهاب المفصل الوركي.

3. تمزق وأنزلاق الأقراص الغضروفية للفقرات القطنية ،حيث تخرج المادة الجيلاتينية من مكانها فتتجه نحو الأعصاب أو جذورها مسببة ضغط عليها فتهيجها والذي يتطور ألى ألتهاب الأعصاب فيشعر المريض بالآلام مصحوبة بخدر الجلد في المنطقة المتأثرة، والكثير من المرضى يوصفون الألم كالتيار الكهربائي. أن الحالات التي تُهمل ربما تتطور الى ضعف بالعضلات الحركية والخاصة بالطرف السفلي المعني.

4. أنزلاق الفقرات القطنية.

أن الطبيب بأمكانه أن يشخص حالة تمزق الأقراص أو أنزلاق الفقرات من خلال الفحص السريري برفع الساق الى أعلى، وحينها يشعر المريض بآلام أثناء الفحص. غالباً ما يلجأ الطبيب الى الأستعانة بأشعة الرنين المغناطيسي أو المفراس لغرض التشخيص التوكيدي خصوصاً أذا ما أستوجبت الحالة تداخلاً جراحياً.

العلاج:ـ

هناك نوعان من العلاج:

أولاً ـ العلاج التحفظي والذي يستمر حوالي ستة أسابيع :ويتكون من:ـ

1. الراحة.

2. أدوية مسكنة.

3. أدوية مضادة للألتهابات(غير الأستيرويدية)، علماً أن كثرتها ربما تسبب مشاكل في المعدة والأمعاء.

4. مجموعة فايتمين "ب" كون الجهاز العصبي يتغذى بهذا الفايتمين.

5. الأحزمة الطبيبة ـ والمخدات الساندة للظهر.

6. جلسات العلاج الطبيعي.

ثانياً ـ العلاج الجراحي ،والغاية منه رفع الضغط عن العصب، ويجرى في:ـ

1. الحالات الطارئة الشديدة الناتجة عن شدّة خارجية قوية.

2. الحالات التي لاتستجيب للعلاج التحفظي

وهناك أنواع علاجية وهي ما كانت شائعة قبل مئات السنين بسبب قلة المعرفة التشريحية والمَرَضية لكثير من الحالات ونحن لانميل أليها كالفصد والكي لما تسببه من مضاعفات.

أما الطب الصيني فربما ينفع بالحالات القليلة جداً.