محطات طبية

• أطفالُ الأنابيبِ حلٌ ناجعٌ لأنجاب الأطفال

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. مزاحم مبارك مال الله 

أطفالُ الأنابيبِ حلٌ ناجعٌ لأنجاب الأطفال

أسباب عدم الأنجاب كثيرة، منها متعلقة بالمرأة ومنها متعلقة بالرجل، وبتطور العلوم والبحوث الطبية ثبت بما لايقبل الشك وفي الكثير من حالات عدم الأنجاب أن السبب يعود الى الزوج خلافاً لما كان شائع(ولربما لحد الأن في بعض المجتمعات وخصوصاً الريفية) بأن السبب دوماً يكمن في الزوجة، وبالتأكيد فأن الأميّة وقلة الوعي العلمي والصحي وراء هذا الأعتقاد الخاطئ.

عدم الأنجاب حالة طبية تأخذ مَديَات أجتماعية، ولكن العلم حاول أن يسخّر الطاقات من أجل خدمة الناس وسعادة الأنسانية في تنفيذ الأحلام الغريزية لكل متزوجَين بأنجاب الأطفال، وهو حق كفلته الطبيعة لبني البشر ولسائر الكائنات الحية حفاظاً على النوع.

أسباب عدم المقدرة على الأنجاب أما يعود لأحد الزوجين أولكليهما معاً، وقد وضع العلماء اليد على أغلب الأسباب وهي:ـ

بالنسبة للزوجة :ـ

1. الأختلال الهورموني(ضعف الأباضة ،عدم أنتظام الدورة الشهرية ،تكيسات المبايض)، وزيادة الوزن.

2. أعتلال الغدة الدرقية

3. تكيس المبايض.

4. مرض البطانة الرحمية.

5. أنسداد و/أو ألتصاقات قناتي فالوب والناتجة عن أسباب متعددة منها الألتهابات المزمنة.

6. عيوب رحمية خلقية كالحاجز الرحمي.

بالنسبة للزوج:ـ

1. الأختلال الهوموني.

2. تليف الخصيتين(وخصوصاً الناتجة عن الألتهابات الفايروسية المنتقلة أليهما كالنكاف)، عدم نزول الخصيتين في الأدوار الجنينية فيولد الطفل مع عدم وجود الخصيتين في كيس الصفن وتهمل بدون علاج. تعرض الخصيتين المستمر لمصادر الحرارة العالية سواء بالعمل أم بزيادة الوزن.

3. دوالي الخصيتين التي ترفع درجة حرارتهما.

4. عيوب خلقية كفقدان الحبل المنوي.

5. أعتلال الغدة الدرقية.

6. الألتهابات المزمنة(وخصوصاً الأمراض المنقولة جنسياً)

7. مشاكل في الحيامن(بالعدد والشكل والحركة)، وأسبابها عديدة منها داء السكري ،أرتفاع ضغط الدم ،العلاج الكيمياوي، التدخين وتناول الخمور.

ملاحظة منهمة:ـ

v هناك حالات عدم أنجاب ولكن دوناً عن الأسباب أعلاه ،أطلق العلماء عليها عبارة (أسباب غير معلومة) ،وربما يكتشفون أسرارها لاحقاً.

v هناك حالة موجودة ومسجلة ولكنها ليست شائعة وهي حالة ظهور أجسام مضادة من مهبل الزوجة بأتجاه حيامن زوجها، ولازالت الأسباب غير معلومة ولكن يُعتقد أن جسم الزوجة يتعامل مع هذه الحيامن على أنها أجسام غريبة تحاول أن تؤذي أنسجة الجهاز التناسلي الأنثوي.

وكانت موضوعة عدم الأنجاب واحدة من أعقد المشاكل الطبية والأجتماعية والتي تعامل معها الأطباء ونجحوا في خلق البسمة على وجوه الأزواج والأستقرار لأعداد كبيرة جداً من العوائل. فقد تمكنوا من أعادة التوازنات للهورمونات(سواء لدى الذكر أو لدى الأنثى) ،حفزوا بعضها(المطلوبة لتحقيق الحمل) وثبطوا بعضها الأخر(التي أرتفاع نسبتها يمنع الحمل) ،وجدوا علاجات لأنسداد قنوات فالوب، حفزوا أنتاج الحيامن الصالحة وزيادة عددها ...الخ.

ورغم كل هذه التقنيات والأساليب العلاجية ،ألاّ أن الكثير جداً من الحالات بقيت بلا علاج كون أسبابها عصية على الحل، فعناصر تحقيق الحمل موجودة(البويضة ،الحيامن ،الرحم الصحي) ألاً أن الحمل لم يتحقق ،فبدأ مشوار فكرة أجراء التخصيب خارجاً عن المألوف الطبيعي الأعتيادي (الأخصاب الطبيعي يحصل بوجود بويضة طبيعية "لايقل حجمها عن20" + حيامن طبيعية + مسالك تناسلية انثوية سالكة + وقت التخصيب المطلوب، تلتقي حيامن مع بويضة بعد الجماع ،في قناة فالوب فتتم عملية التخصيب ثم تسير البويضة المخصبة بأتجاه الرحم لتلتصق في بطانته فترة الحمل كلها)،هذا المشوار أستمر زهاء مئة عام من البحوث والدراسات وتحقق النجاح في يوم 28 تموز 1978 في بريطانيا حينما ولدت الطفلة براون بعد أن تم تلقيح بويضة أمها مع حيمن والدها في أنبوبة الأختبار ومن ثم تم زرعها في رحم أمها فولدت بعملية قيصرية.

وتوالت النجاحات حتى بلغت عشرات الألوف ولازالت مستمرة.

وعندما ينتهي مطاف المراجعات المتعددة لكلا الزوجين ولمّا تصل القناعة النهائية لهما ولأطبائهما بأجراء عملية أطفال الأنابيب ،حينها يجب أجراء كامل الفحوصات لهما لتهيئة الظروف الكاملة والناضجة لليوم الموعود في تلقيح البويضة خارج المسالك الطبيعية.

فأذا كان الأمر متعلق بالزوجة وأنتاج البويضات:ـ

يبدأ العلاج بالتحفيز على أنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات بواسطة الأبر المنشطة(هورمونات)وذلك لزيادة عدد أحتمالات التلقيح خوفاً من فشل التلقيح في بعضها، ومن المعلوم أن البويضات يتم أنتجها في المبيض بواسطة حويصلات المبيض، هذه الحويصلات ليست جميعها تنتج البويضات. يتم تجميع البويضات بعد مرور 36 ساعة من أخذ الهرمونات دون تداخل جراحي ،حيث يوجد جهاز السونار المهبلي ويجب أن تكون المثانة فارغة ويتم تحضير الزوجة بأعطائها الأبرة المخدرة للتخفيف من الشعور بالألم. هذه الأجراءات تستمر كمعدل 30 دقيقة.(بعض الأطباء المعالجين يجمعون الحويصلات بالناظور البطني وليس بالسونار المهبلي لتمكينهم من فحص منطقة الحوض أيضاً في الحالة المعنية).يتم أرسال الحويصلات الى المختبر لغرض أتمام الأجراءات عليها. ومن مضاعفات تجميع الحويصلات المحتملة:

1. مغص(كآلام الحيض)لمدة يومين تقريباً.

2. حصول نزف.

3. ألتهابات.

وجميعاً قابلة للعلاج ولاتوجد أية خطورة.

بعد جمع البويضات ،تؤخذ عينة من السائل المنوي للزوج وبنفس اليوم ويتم فصل الحيامن الجيدة وتوضع في سائل خاص يساعدها على الحركة وربما تضاف أليها بعض المعالجات لزيادة نشاطها.

يضاف - 100000- مئة ألف حيمن الى كل بويضة (في وعاء خاص) لغرض الأخصاب وتتراوح فترة الحضانة من 4 ـ 24 ساعة ومن ثم تفحص تحت المجهر للتأكد من أختراق الحيمن جدار البويضة الناضجة في اجواء تشابه الأجواء الجسمانية الأعتيادية من درجة حرارة وأوكسجين.

بعد مرور يومين الى خمسة أيام من التخصيب يتم نقل البويضات المخصبة(لايقل عددها عن ثلاثة لتفادي أحتمالية الفشل)ومن خلال عنق الرحم بواسطة أنبوب خاص، يتم وضع البويضات المخصبة في التجويف الرحمي مع أعطاء الزوجة مثبتات الحمل. وبعد أسبوعين من تأريخ وضع البويضات المخصبة في الرحم وبدون حصول أي نزف يمكن التأكد من حصول الحمل.

بعد كل هذه الأجراءات بأمكان الزوجة أن تعود الى حياتها الطبيعية مع تحاشي الأجهاد أو الأعمال التي تشكل تهديداً على وضعية الحمل وحياة الجنين.

أما أذا كان الأمر متعلق بالزوج فيجب معالجة الأمور الخاصة بشكل وحركة حيامنه، وقد حصل تطور كبير في دراسة مشاكل أنتاج الحيامن حينما توصل العلم الى تنشيط الخلايا الأم الموجودة في الخصيتين لغرض أنتاجها.

ومن أهم المشاكل التي تصادف عملية أطفال الأنابيب(بالأمكان أعادة المحاولة ولكن بعد فترة لاتقل عن ثلاثة أشهر):ـ

أولاً ـ فشل حصول التلقيح بسبب قلة الحيامن أو بسبب نوعية البويضات، لذا فبالأمكان طلب عينة أخرى من الزوج أو من الزوجة.

ثانياً ـ تكون نسبة نجاح العملية قليلة أذا كانت عدد البويضات المخصبة المنقولة الى الرحم قليلة، علماً هناك حالات عديدة أنتجت توائم.

ثالثاً ـ فشل ألتصاق البويضة أو البويضات المخصبة ببطانة الرحم وبالتالي سقوطه ، وربما السبب يعود الى:ـ

1. أذا كانت الزوجة متقدمة بالعمر.

2. تشوه الأجنة بسبب التشوهات الكروموسومية(ويمكن معرفة هذه التشوهات من خلال سحب خلية واحدة لدراستها في اليوم الثالث بعد التخصيب).

3. حصول النزف ولأي سبب.

4. ضعف بطانة الرحم والتي تمنع ألتصاق البويضة المخصبة بها.

وقد توصل العلماء الى طريقة في معالجة فشل علوق البويضة المخصبة عن طريق:ـ

أولاً ـ عملية أطلقوا عليها " ثقب جدار الأجنة " لأفساح المجال أمام البويضة للأنغراس في بطانة الرحم.

ثانياً ـ أستخدام مادة أطلقوا عليها "صمغ الأجنة" وهي مادة موجودة في قناة فالوب والرحم والحويصلات، هذا الصمغ يعمل على تهيئة بطانة الرحم لعلوق البويضة المخصبة وكذلك على تزويد الجنين بالمواد الغذائية وعناصر بقاء الحياة.

وهناك أجراء اخر لمساعدة الزوجين على تحقيق الحمل وهو ما يُطلق عليه " الحَقِنْ المجهري"، ويستخدم هذا الأجراء بالحالات الأتية:ـ

1. عدد الحيامن قليل جداً في السائل المنوي.

2. فشل محاولة أطفال الأنابيب.

3. عدم وجود حيامن في المني أو أنها قليلة جداً في البربخ أو الخصيتين.

تتلخص هذه الطريقة بأيصال حيمن الزوج الى داخل بويضة الزوجة بشكل مباشر عن طريق سحبها.