محطات طبية

• معلومات عن أرتفاع حرارة الطفل -//- د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 39
سيئجيد 

معلومات عن أرتفاع حرارة الطفل

د. مزاحم مبارك مال الله

يشغل بال الأباء والأمهات أرتفاع حرارة أطفالهم ،والحقيقة أن الامر يستحق هذا الأهتمام كون الحمى هي عرض لكثير من الأمراض وليست مرضاً بحد ذاته، بمعنى أن أرتفاع حرارة الطفل لاتعود لمرضٍ واحد بل تتعدد أسبابها وتختلف أساليب تشخيص وعلاج تلك الأسباب والمسببات، حيث أن الكثير من الأمراض تشترك بهذا العرض، ولكن هناك أمراض تكون الحمى جزء من تسميتها كالحمى القرمزية وحمى التيفوئيد.

تُعد حرارة الطفل طبيعية حينما تُقاس عن طريق الفم وتكون 37،3 أو أقل وعن طريق الشرج تكون 38،9 أو أقل، وحينما ترتفع عن هذين الرقمين فهذا يعني ان الطفل يعاني من ارتفاع بدرجة حرارة جسمه وستظهر معها علامات وأعراض أخرى وأهمها أحتقان وتورد الوجه ،البكاء وسببه الآلام التي يشعر بها الطفل، رفض الرضاعة أو تناول الطعام وغير ذلك، علماً بأمكان الشخص أن يقيس حرارة الطفل بوضع المحرار تحت أبطه وهي كما قياس الحرارة عن طريق الفم.

أن ضبط حرارة الجسم (كأي فعل حيوي في داخل الجسم)يكون تحت سيطرة الجهاز العصبي المركزي ومراكزه العليا في الدماغ فاذا ما أرتفعت الحرارة لأي سبب فأن تلك المراكز تصدر أوامرها العصبية الى الأوعية الدموية والجلد وغيرها لتتوسع مما يؤدي الى زيادة التعرق من أجل تبريد الجسم، وهذا ما يحصل بشكل معاكس حينما تنخفض حرارة الجسم حيث تتقلص الاوعية الدموية لتقل بعد ذلك مساحتها السطحية وبالتالي المحافظة على حرارة الجسم، ولكن في جميع الأحوال فالمراكز العصبية العليا في الجهاز العصبي المركزي لها قدرات محدودة في السيطرة والتنظيم ربما لاتتناسب مع قوّة التأثير الفيزيائي أو الجرثومي المسلّط على الجسم أو الداخل أليه.

عند الأطفال فأن مراكز السيطرة الحرارية تكون غير كاملة التخصص ألاّ بعد مرور خمسة سنوات من العمر،وبالتالي فسيطرة تلك المراكز عندهم تكون قاصرة تجاه تنظيم متكامل للحرارة ومن هنا يفلت زمام السيطرة وربما يتعرض الطفل الى حالة الصرع الحراري(الشمرة الحرارية)، لذا فالاطباء يؤكدون على مراقبة حرارة الأطفال دون الخامسة وذلك بسبب زيادة أحتمالية الأصابة بالتشنجات الحرارية(الشمرة).

وأن ارتفاع حرارة جسم الأنسان هي رد فعل الجسم(الجهاز المناعي) لسببٍ ما حصل داخل أو خارج الجسم، رد الفعل هذا ناتج عن سلسلة من التفاعلات الفيزياوية في داخل الجسم تنتج عنها ما تعرف بالسخونة أو أرتفاع بدرجة الحرارة.

أن أسباب أرتفاع حرارة الأنسان عموماً عن معدلاتها المتوازنة الطبيعية تنقسم الى قسمين:ـ

الأول ـ أسباب غير مَرَضية، كضربة الشمس أو الحر وأحياناً بعض العلماء يربطون بين التسنينوبين أرتفاع حرارته(كتفاعلات فيزيائية داخل الجسم ).

الثاني ـ أسباب مَرَضية ،منها فايروسية ومنها بكتيرية.

والاكثر الاسباب شيوعاً في أرتفاع حرارة الطفل هي المَرَضية ،والغالب منها هي الحادة.

والحمى تتمثل عند الطفل بحرارة جبهته مع تورد وجهه وتبدو عليه علامات القشعريرة حيث ينتابه الارتعاش، وقلة النشاط ،كما أن الطفل يرفض الرضاعة أو التغذية من الاشارة الى الم بالبطن كما يفعل الاطفال الذين يعرفون كيف يعبرونعن تلك الآلام ،بينما لدى الرضّع فمن صلابة جدار البطن يمكننا أن نتكهن بآلامها، وفي حالات ليست قليلة يتقيئ الطفل، أغلب الاطفال وخصوصاً الرضع منهم يبكون وبأستمرار مع أرتفاع حرارتهم.

الحرارة ربما يصحبها نزول سوائل الانف ،سعال،أسهال أو طفح جلدي غيرها.

وأهم أسباب أرتفاع حرارة الطفل يمكن حصرها بـ :ـ

1. ارتفاع الحرارة ما بعد التلقيح.

2. الزكام والانفلونزا.

3. ألتهاب الاذن.

4. التهاب المسالك التنفسية العليا(البلعوم واللوزتين والحلق والانف،والقصبة الهوائية).

5. التهاب المسالك التنفسية السفلى(القصبات والقصيبات الهوائية والرئتين).

6. الامراض الانتقالية(الحصبة ،الحصبة الالمانية ،الحمى القرمزية،الجدري المائي ،السعال الديكي ،الكزاز ،النكاف ،السحايا ،شلل الاطفال)

7. حمى الغدد

8. ألتهاب الامعاء الفايروسي والبكتيري أو الطفيلي.

9. حمى التيفوئيد وحمى مالطا وحمى التيفوس

10.التهاب المسالك البولية.

11..ألتهاب اللثة.

ماهو الاجراء:ـ

قبل ان تأخذ طفلك الى الطبيب عليك أن تعمل على تخفيض حرارته بواسطة:ـ

أولاً ـ كمادات ماء الحنفية (ولكن لايُنصح بوضع الكمادات على الرأس)، وتوضع على عدة أماكن من الجسم وتحتاج الى بعض الوقت ولحين انخفاض الحرارة.

ثانياً ـ مخفضات الحرارة الفموية، وتأتي بالمرحلة الثانية بعد الكمادات ،وتحتاج الى بعض الوقت ليظهر مفعولها فهي تحتاج الى الامتصاص من قبل المعدة ومن ثم تذهب الى الدم، فمعدل بداية عملها من 20 الى 45 دقيقة.

ثالثاً ـ مخفضات الحرارة الشرجية،أحياناً نحتاجها مع الكمادات أو مع مخفضات الحرارة الفموية، أو أحياناً حينما يعاني الطفل من حالة التقيؤ، ولا ننصح بأستخدام مخفضات الحرارة الشرجية أكثر من مرتين(بين كلٍ منها 12 ساعة) فأحياناً تسبب الاسهال.

ملاحظة :ـ

يمنع منعاً باتاً أستخدام الآسبرين(حب أو أبر الأسبجك )لكل من هو أقل من عمر 16 سنة لأن الاسبرين(سالسيلك أسِد) يسبب ما يُعرف بـ " متلازمة راي" وهي حالة مرضية معقدة.

لايجوز أستخدام المضادات الحياتية بشكل كيفي أطلاقاً، فكثير من الحميات لاتحتاج لمثل هذه العلاجات سواء كانت على شكل شراب أو أبر،وللأسباب التالية:

1. الكثير من الحالات هي فايروسية ،بمعنى الآنتي بايوتك لايعالجها.

2. الكثير من هذه العلاجات تسبب فطريات الامعاء وبالتالي سيعاني الطفل من الاسهال الاضافي.

3. السؤال الذي يطرح نفسه ما هو التشخيص ،ما هي الحالة التي لأجلها تم أستخدم هذه المضدات ،علماً ان الطبيب هو المسؤول عن التشخيص.

4. بأستخدام مثل هذه العلاجات ستتغير صورة المرض، ربما المَرَض ينتج طفحاً وبالتالي ستختلط الصورة هل الطفل كان يعاني من حمى + طفح أم حساسية من العلاج؟

5. بعض الامراض الانقالية لاتتغير مهما يُستخدم لها من مضادات، وأغلب هذه الامراض هي فايروسية.

6. الكثير من الناس يستخدمون المضاد الحيوي ليوم أو يومين وهذا خطأ كبير جدا، كون الالتهاب البكتيري يحتاج لمدة لاتقل عن سبعة أيام حتى وان زالت أعراض وعلامات المرض.