محطات طبية

"الشَرْجي" شلل العصب الوجهي المؤقت -//- د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 36
سيئجيد 

"الشَرْجي" شلل العصب الوجهي المؤقت

د. مزاحم مبارك مال الله

العصب الوجهي هو أحد الاعصاب القحفية وهي اثنتي عشر زوجاً وتسلسله السابع، حيث أن كل عصب قحفي موجود منه زوجاً  من الاعصاب ،أحدهما على اليسار والاخر على اليمين.

العصب الوجهي يتألف من سبعة آلاف ليفة عصبية وكل ٍمنها تحمل اشارة كهربائية الى العضلة المعنية ،لذا فالعصب الوجهي مسؤول عن كل التعابير والحركات وعضلات الوجه وعن فعالياته ،أضافة الى أنه مسؤول عن الغدد الدمعية واللعابية أضافة الى عضلة عظم الركابي في الاذن الوسطى وكذلك عن حاسة التذوق في مقدمة اللسان.

للعصب الوجهي كباقي الاعصاب القحفية مركزاً في الدماغ ويمشي في داخل الجمجمة الى أن يخرج خارجها، لذا فالعلماء يقسمون مساره الى ثلاثة أسام ،داخل الجمجمة، داخل الصدغ وخارج الجمجمة. العصب يحمل الصفتين الحسية والحركية ويزود كل أجزاء وأعضاء الوجه بالحس والحركة.

يتعرض العصب الوجهي كأي جزء في جسم الانسان الى الحالات المرضية المختلفة، وواحدة من أهم الحالات التي تصيب العصب القحفي السابع(العصب الوجهي) هي حالة الشلل المؤقت والمتعارف عليه محلياً بـ (الشرجي)، وفي أماكن أخرى يطلقون عليه "لفتة الوجه".

أول من تمعن بالحالة ووصفها تشريحياً ووظيفياً هو العالم الاسكتلندي "تشارلس بيل" عام 1829، لذا أحياناً نطلق على الحالة مصطلح "شلل بيل".

الحالة تصيب احد زوجي العصب السابع ،أي أن العلامات والاعراض ستظهر في الجزء الذي يغذيه هذا العصب وهو نصف الوجه، وعادة يكون مؤقت ويحصل التحسن في معظم الحالات خلال شهر من الاصابة وفي حالات أخرى تستمر لسنوات.

الحالة تصيب مختلف الاعمار ولكن على الاغلب فالاعمار فوق اربعين سنة هم المعرضون أكثر ،النساء والرجال متساوون بنسبة الاصابة ولكن ظهر نتيجة الاحصائيات أن نسبة الحوامل في الاصابة أكثر وتكون الحالة أكثر تعقيداً لدى المصابين بداء السكري ،تزداد الاصابات أثناء فصل الشتاء، كما هناك حالات قليلة تصيب الجهتين اليمنى واليسرى.

آلية حصول الحالة

هناك ثلاثة أنواع من اصابات العصب الوجهي:

النوع الاول ـ الاصابة المعتدلة (وهو موضوعنا) وفيه العصب يكون سليماً ولكن سرعة توصيله للأيعازات العصبية بطيئة والشفاء يكون سريع وتام.

النوع الثاني ـ الاصابة المتوسطة تؤدي الى قطع المحور (وهو أحد التركيبات التشريحية للعصب) ويحدث الشفاء خلال شهرين أو ثلاثة.

النوع الثالث ـ الاصابة المتقدمة والتي يكون فيه قطع تام للعصب ويحصل انتكاس الحالة بشكل سريع وغالباً ما يحصل فشل في أعادة العصب الى وضعه الطبيعي، يحدث في الغالب جراء شدّة خارجية ،ولما كان العصب ينمو 2 ـ 3 ملم يومياً فيحدث بعد حدوث الشلل، نمو لألياف عصبية جدية خلف العصب تتصل هذه الالياف بصورة غير صحيحة بعضلات الوجه فينتج عن ذلك ضرر دائم يتمثل بنزول الدمع عند الاكل ،وحينما يحاول المصاب الابتسام ترمش العين مع رجفة وتشنجات عضلات الوجه.

ما يحصل في النوع الاول هو شلل مؤقت لعضلات الوجه في أحدى الجهتين ينتج عن تورم في مجرى العصب السابع أو أصابة نواة العصب في المخ.

الاسباب: تعددت نظريات شلل العصب الوجهي المؤقت ومنها:ـ

1.   التعرض المفاجئ لهواءٍ بارد.

2.   العامل النفسي.

3.   ألتهابات بكتيرية

4.   ألنهابات فايروسية(أما إصابة العصب مباشرة أو بسبب النكاف أو الحصبة الالمانية)

5.   بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري.

6.   نقص المناعة وأمراض الجهاز المناعي.

7.   الجروح والكدمات التي يتعرض لها الوجه.

8.   الجلطة الدماغية.

الاعراض والعلامات

غالباً ما تكون سريعة ومفاجئة وفي الكثير من الاحيان تبدأ تدريجياً، وتظهر في كل جزء يغذيه العصب الوجهي ،هذه الحالة تؤدي الى تشوه الوجه مما يجعل المصاب ينعزل عن المجتمع (وهذا تأثير نفسي مباشر) وتشمل:ـ

1.   تبدأ بألم في المنطقة المحيطة بالأذن وهو موضع خروج العصب من الجمجمة.

2.   ضعف في الجانب الوجهي المصاب مع الخدر والتنمل.

3.   تدلي وأرتخاء في نصف الجبين والحاجب.

4.   صعوبة في أقفال العين.

5.   فقد الاحساس بالجهة المصابة.

6.   جفاف الفم.

7.   صعوبة النطق.

8.   فقدان حاسة الذوق في الجزء الامامي من اللسان جزئياً أو كلياً .

9.   جفاف العين مع أنهمال الدمع وهبوط الجفن السفلي.

10.أنحراف زاوية الفم فتسبب عدم اقفال الفم بالكامل ينتج عنه تدفق السوائل عند الشرب من الجهة المصابة، أحياناً نزول اللعاب لنفس السبب.

11.عدم القدرة على النفخ أو الصفير.

12.تجمع الاكل بين الخد واللثة.

التشخيص

يتم تشخيص الحالة من خلال السماع الى المصاب أو ذويه ومعرفة أوليات الاصابة وكذلك من خلال الفحص السريري وبالإمكان أجراء التخطيط الكهربائي للعضلات ،مع أخذ أشعة ،وكذلك أخذ فحص المفراز.

العلاج

التأخر بالعلاج يؤدي الى تلف وضمور في بعض النهايات العصبية وبالتالي ضعف عضلات الوجه، ولكن 75 ـ 85% تُشفى خلال ثلاثة أسابيع.

أولاً ـ علاجات تتعامل مع العلامات والاعراض موضعياً(مثل استخدام الدموع الاصطناعية لمنع جفاف قرنية العين وبالتالي حمايتها من الالتهابات والتقرحات، مضغ العلكة باستمرار لتنشيط العضلات والأعصاب).

ثانياً ـ علاجات خاصة بالعصب نفسه، وتشمل:

1.   العلاج الفيزياوي (الحرارة والأشعة فوق الحمراء والامواج القصيرة والمساج) للمنطقة المصابة.

2.   التيارات الكهربائية ذات الفولتية والامبيرية المعينة لتحفيز العصب المصاب.

3.   تمارين رياضية لعضلات الوجه وأمام المرآة.لتحفيز الايحاءات.

4.   العلاجات الدوائية ـ مسكنات آلام ،مشتقات الكورتيزون لتقليل التورامات التي يعاني منها العصب ،مضادات الالتهابات الفايروسية.

ثالثاً ـ التداخل الجراحي ـ وهذا يحصل في حالات محددة.

نصائح عامة:ـ

1.   عدم التعرض لتيار الهواء البارد بعد الخروج من مكان دافئ أو معتدل.

2.   الأهتمام بالجهة المصابة أثناء أداء التمارين أو مضغ الطعام.

3.   الابتعاد عن الشد العصبي او الانفعال النفسي.

4.   وضع قطنة للأذن(أو أية وسيلة) عند الاستحمام لمنع دخول الماء الى داخل الإذن.

5.   تغطية العين بقطعة شاش خلال النوم وارتداء النظارات الشمسية عند الخروج بالنهار.

6.   عدم فتح الفم الى أخر مداه لأن ذلك يسبب الضغط على العصب.

7.   عدم تناول الأطعمة الساخنة جداً تحسباً لمنع تقرحات الفم أو أذى بطانة الفم.