محطات طبية

ضمور الدماغ, الأسباب وآفاق الشفاء (القسم الاول) -//- د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 18
سيئجيد 

ضمور الدماغ, الأسباب وآفاق الشفاء

(القسم الاول)

د. مزاحم مبارك مال الله

أحدى الحالات المَرَضية التي تسبب العاهات البدنية ذات الانعكاسات النفسية والاجتماعية على المحيطين للمصاب بها.

ولازالت نسبة الاصابة مرتفعة /طفل واحد من كل خمسمائة طفل والتي تدفع الباحثين الى أيجاد الوسائل والسبل التي تحد من هذه النسبة العالية ،ومن بين تلك الوسائل على سبيل المثال ،التعجيل بتنفس الوليد دون أفساح المجال للوصول الى حالة الازرقاق المركزي (بمعنى عدم افساح المجال امام سيطرة نقص الاوكسجين في دم الوليد).

فالدماغ ينمو مع الجنين بمرور الساعات والأيام، وتبدأ خلاياه بالتطور وبالتخصص بمرور الوقت(حيث تتميز خلايا الدماغ بتخصصها للأفعال الحيوية المختلفة بمرور الوقت، بمعنى وعلى سبيل المثال فأن جزء الدماغ المسؤول عن المشي تتخصص في الأشهر الثلاث الأخيرة من السنة الأولى من عمر الطفل)، وهذا يعني أن خلايا الدماغ تمتاز بميزات لا تشابهها ميزات أي نوع من أنواع الخلايا الأخرى في الجسم فكل فعل حيوي(الحس والشعور و الحركة)تكون تلك المجاميع الخلوية العصبية(وهي مناطق أو مراكز في الدماغ) مسؤولة عنه ،فهي ذات صفات تخصصية عالية جداً ومعقدة بنفس الوقت ،لذا ففي حالة فقدان تلك الخلية أو تضررها يصبح من الصعب جداً تعويضها، وعليه فجُل اهتمام الطب الحديث ينصب في كيفية التوصل الى آلية تمكنهم من تعويض الخلايا العصبية.

ممكن أن يولد الطفل وهو مصاب بضمور الدماغ ،وممكن أن يحصل الضمور فيما بعد، وهناك تسمية أخرى تطلق على الحالة وهي (الشلل الدماغي، أو التخلف العقلي).

تصاب خلايا الدماغ بالضمور نتيجة قلة أو انقطاع الأوكسجين عتها ولأي سبب من الأسباب، فتؤدي الى تباطؤ نموها وتطورها ،والأسباب وراثية أو جينية أو مكتسبة، علماً أن واسطة نقل الأوكسجين الى أنسجة الدماغ المتنوعة هي الدم.

ولادة الطفل مع حالة ضمور الدماغ:

وهي أما بسبب الجنين نفسه ،أو بسبب الحمل ،وتشكل حوالي70 ـ 80 % من الحالات، والأسباب أما طفرات جينية تحصل لنمو الجنين في أدواره الأولى أو بسبب حالة مَرَضية تصيب الأم(وأهمها الحصبة الالمانية، الانفلونزا، شلل الاطفال، الجدري ، الهربز ـ فايروس الحزام الناري ـ فايروس ينتقل جنسياً ويطلق عليه "سايتو ميكالوفايروس") أو الرحم أو الانفصال المبكر للمشيمة.، وهناك أمراض وراثية تنتقل من الابوين للوليد مثل مرض تاي ساك ،شيلدر ،كلاكتوزيميا ،فينيل كيتون يوريا ،فشل الغدة الدرقية الوراثي.

حالة ضمور الدماغ بعد الولادة:

وهذه الحالة أتواع:

الأول/ أثناء ولادة الطفل حينما يحصل قلة أو أنقطاع الأوكسجين عنه لأسباب منها ، عسر الولادة،نزف الأم أثناء الولادة، وعدم تمكن الوليد من التنفس.

الثاني/ ارتفاع مادة الصفراء في الدم ،مادة الصفراء مادة سامة جداً لخلايا الدماغ ، فإذا ما وصلت الى حدود عليا فأنها وبكل تأكيد ستؤثر على صحة خلايا الدماغ.

الثالث/ حصول التهابات في الدماغ سواء بكتيرية أو فايروسية(ألتهاب السحايا أو ألتهاب أنسجة المخ أو التهابات الجهاز العصبي)..

الرابع / الشدة الخارجية على الرأس كالسقوط من علو.

الخامس/ نقص سكر الدم.

السادس / التسمم بالرصاص

ملاحظة:هناك حالة ضمور الدماغ الناتج عن مرض الزهايمر،وهذا موضوع أخر,

الاعراض والعلامات:

في أغلب حالات ضمور دماغ الوليد(الذي يولد وهو مصاب بهذا المرض)يمكن أن يلاحظ الطبيب وحتى أهل الوليد بعض العلامات المهمة الظاهرة على وجهه ،وهناك اختبارات خاصة يجريها الطبيب لمعرفة مدى تطور دماغ الوليد.

وفي حالات تأخر تنفس الوليد الى وقت ليس قليل بحيث حالة الازرقاق تستمر لعدة دقائق أضافية مما يتيح الفرصة لتلف خلايا الدماغ ،فلابد من إدخاله في قسم الخدج ويبقى تحت الرعاية ،وربما ستظهر نتيجة التلف الذي من الممكن قد حصل لخلايا الدماغ مع تقدم عمر الطفل تبعاً لمكان وشدة التلف وسعة التلف.وكذا الحال ينطبق في حالة ارتفاع مستوى مادة الصفراء السامة الى درجات تؤثر فيها على حيوية وصحة خلايا الدماغ.

وعموم الكلام فلا توجد أعراض وعلامات متطابقة وذلك لأن لكل حالة معطياتها (وأقصد ،أي جزء من الدماغ تضرر؟،كم سعة الضرر وكم شدته؟فأن موقع الضرر يحدد طبيعة ومكان العوق الذي يحصل وهذا متأتي من أن كل جزء في الجسم يوجد ما يقابله في الدماغ المركز المسؤول عنه).

لذا يمكن أجمال العلامات والاعراض بالأتي:ـ

1.   تأخر التطور الزمني الطبيعي للطفل من الانتباه ، أصدار الاصوات ، التعرف على الام ، الجلوس ، الزحف ، المشي ...الخ.

2.   تأخر النطق ، وتعلم الاشياء.

3.   تباين مستويات الانتباه.

4.   حصول نوبات الصرع والتي بدورها هي الاخرى تتلف خلايا أضافية من خلايات الدماغ.

5.   هناك الكثير من المصابين بضمور الدماغ يعانون من تشوهات في الوجه.

6.   التلف الاكثر شيوعاً يصيب المنطقة الدماغية المسؤولة عن حركة العضلات الأطراف السفلى ةالعليا، فتصاب تلك العضلات أما بالتصلب وحينها يصعب أبعاد الفخذين مثلاً عن بعضهما أو تصاب بالمرونة الشدبدة.