محطات طبية

اللقاحات .. والتحصين ضد الامراض // د. مزاحم مبارك مال الله

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 10 آذار/مارس 2014 10:25

كتب بواسطة: د. مزاحم مبارك مال الله

الزيارات: 8683

اللقاحات .. والتحصين ضد الامراض

د. مزاحم مبارك مال الله

تدين البشرية في بقائها ونموها وصراعها  مع الكثير من الأمراض ذات الطبيعة الوبائية ، الى تلك العقول العظيمة التي دخلت مختبراتها لسنوات طويلة ومتباعدة ، لتخرج علينا بين أوان وأخر بأنتاج ما يمكن أن يمنع حصول مرضٍ ما أو يحد من أنتشاره أو يقلل من مضاعفاته، حيث أكتشف العلماء السبيل الى ذلك من خلال التعامل مع الجهاز المناعي للجسم والذي في واحدة من خصائصه أن يتعاطى مع مسببات الكثير من الأمراض الأنتقالية (الأنتقالية تعني أنها تنتقل من والى كائنين حيين مختلفين)، وهذه المسببات على العموم أما بكتيرية أو فايروسية

أن تعاطي الجسم يعني التعامل مع مختلف المسببات حيث تنشط أنواع من خلايا الجهاز المناعي فتبدأ بأطلاق سلسلة من الأجراءات الدفاعية حفاظاً على نوع البشر، ولكن العلماء وجدوا أن الجهاز المناعي تهبط مقاومته أو تُشل حركته حينما يباغته المرض وخصوصاً في الحالات الوبائية(الوبائية تعني شمول قطاعات واسعة من المجتمع بالأصابة بالمرض المعين).

ولأجل تأمين يقظة وحذر وفاعلية الجهاز المناعي ، اهتدى العلماء الى وسيلة فعالة جداً ، هذه الوسيلة يمكن تلخيص فكرتها بالأتي : (تغذية خلايا الجهاز المناعي أو برمجتها بالمعلومات الأولية لمسببات تلك الأمراض ، بشكل مضعّف أي هابطة القدرة المرضية، لا تقوى على الإصابة، بمعنى برمجة خلايا الجهاز المناعي بمعلومات وافية عن ذلك المرض ،فتتخصص تلك الخلايا كلٍ للمرض المعني، وحينما تأتي الجراثيم المسببة للمرض ، فأن خلايا الجهاز المناعي المبرمجة  تتصدى لها وتتعاطى معها بتفاعلات معقدة جداً لتقف حائلاً دون أن تتمكن تلك الجراثيم من تحقيق هدفها، هذه التفاعلات ينتج عنها ما يُطلق عليه بالأجسام المضادة بعد فترة زمنية تدوم لفترة من الزمن ربما مدى الحياة).

كل هذا الأجراء أو هذا التكنيك نطلق عليه الـ (تحصين أو التلقيح أو التطعيم)، أي تحصين جسم الأنسان ضد غارات مسببات الأمراض الفايروسية والبكتيرية، علماً أن التحصين في بعض أنواعه لا يكون تاماً 100%.

أما المعلومات الأولية التي يتم تغذيتها لخلايا الجهاز المناعي فنطلق عليها الـ (لقاحات).

اللقاح هو عبارة عن الميكروب المسبب  للمرض أو جزء منه، بعد أن يتم التعامل معه بايوكيمياوياً من أجل أن يُقتل أو يضعف، وهناك ثلاثة أنواع منه :

1. اللقاح الحي /ويحتوي على الميكروبات الحيّة ولكنها مضعفة الى دراجة أنها لا تستطيع أن تسبب المرض ، بل تحفز الجهاز المناعي فقط وفق الألية أعلاه، ومنها لقاحات (التدرن ،شلل الأطفال نوع Sabin والذي يعطى على شكل نقاط بالفم

2.اللقاح الميت/ الذي يحتوي على الميكروبات ولكنها ميّتة أو على جزء منها وأيضاً لتحفيز الجهاز المناعي وفق الألية أعلاه ، ومنها لقاحات (السعال الديكي ،لقاح شلل الأطفال نوع Salk والذي يُعطى عن طريق العضلة).

3.لقاح سم الميكروب(التوكسويد)/ والذي يحتوي على سم البكتريا المسببة للمرض ، بعد تحويله الى سم غير ضار ،ومنها لقاحات (الخنّاق ـ الدفثيريا ـ والكزّاز).

وتقسم اللقاحات الى الأنواع التالية :

النوع الأول/ اللقاحات الأساسية والتي تبدأ من الساعات الأولى لولادة الوليد، لتنتهي بعمر ست سنوات وفق جدول محدد، وكذلك لقاحات الحوامل.

النوع الثاني/ لقاحات طارئة ، كما يحصل في الجروح والحروق.

النوع الثالث/ لقاحات تحصّن المسافرين والمعتمرين والحجاج ومرتادي المسابح.

النوع الرابع / لقاحات أحترازية كتحصين القوات العسكرية خصوصاً أثناء الحروب، أو المتعاطين مع الدم ومكوناته.

النوع الخامس/ حملات تلقيحية بهدف أجتثاث أمراض بعينها.

وجراء التطور الذي حصل في علم اللقاحات، فقد أفرزت عدداً من المعطيات:

1.لكل بلد برنامجه التلقيحي الخاص ،تبعاً لتوطن الأمراض فيه ،والطبيعة المراضية لأمراض محددة ،وكذلك تبعاً للتطور الحضاري(أقتصادياً وأجتماعياً وثقافياً) للبلد.

2.هناك بعض الأمراض تم القضاء عليها وأختفت من على الساحة المرضية، ولكن يبقى الحذر والتربص لأحتمالية معاودة ظهورها كالجدري الذي يتآكل الجلد فيه جراء الأصابة وخصوصاً في الوجه على شكل حفر صغيرة كثيرة جداً.

3.أغلب اللقاحات لا تعطي مناعة 100% .

4.  بعض الأمراض يأتي التحصين ضدها للفترة القصيرة الأولى من عمر الوليد، من خلال حليب الأم.

5.في العراق كان لدينا ما يُعرف باللقاح الثلاثي ،الأن أصبح اللقاح  الرباعي ويشمل (اللقاح الثلاثي + لقاح المستديمة النزلية نمط B)، واللقاح الخماسي ويشمل(اللقاح الثلاثي + لقاح الكبد الفايروسي نمط B + لقاح المستديمة النزلية)، كما تمت إضافة لقاح أخر ضمن الجدول التلقيحي في العراق ، وهو لقاح الفايروس الدوار الذي يسبب أسهالات الأطفال الشديدة.

أن التلقيح وكما قلنا يعني تفاعلاً بين الجهاز المناعي وبين الميكروب المسبب للمرض، ينتج عنه أجسام مضادة ،فحينما يتم التلقيح بجرعة صفر أو جرعة أولى ، فأن الخلايا أكتسبت المعلومات ،وبالجرعة الثانية تتعامل الأجسام المضادة مع اللقاح وكأنه الميكروب المسبب للمرض ،فينتج عن ذلك أرتفاع بدرجة حرارة الطفل ، بكاء جراء ألام في الجسم وعدم الراحة ، فقدان الشهية ، وجميعها لا تستمر لأكثر من 48 أو 72 ساعة ويعود الطفل الى وضعه الطبيعي ولكنه محصّن ضد مرض ربما يفقدنا حياته أو يعيقه.

وهذا يتطلب ما يلي :

1.الأستمرار بالحملات الدعائية وتكثيفها وتركيزها وتوعية الناس في أبعد مكان من البلد.

2.المطلوب من العوائل ،التقيد والألتزام بمواعيد التلقيحات ،لأن الأوقات لم تأتِ أعتباطاً وأنما بعد سلسلة طويلة جداً من الدراسات والبحوث في الجهاز المناعي الى أن توصل العلماء الى هذه الصيغة.

3.الطبيب هو الذي يقرر أن الطفل يستلم اللقاح أو لا في حالة حصول أي حالة مرضية له ، وليس الأهل ، فالكثير من الأهالي لا يذهبون الى مراكز الرعاية كون الطفل قد أرتفعت حرارته مثلاً.

4.التلقيحات موجودة في مراكز الرعاية الصحية(الحكومية) حصراً ولا توجد أي جهة أخرى مسؤولة عنها.

5.اللقاحات تخضع لما يُعرف بسلسلة التبريد ،وسلسلة التبريد هذه هي التي تضمن فعّالية اللقاح ونجاح التلقيح.

وهناك يعض الضوابط بالنسبة للتلقيحات في العراق ،تشمل:

ـلا نبدأ بتلقيح الطفل بلقاح الفايروسي الدوار اذا تجاوز عمر - ثلاثة اشهر

ـلا يتم اعطاء اي جرعة من لقاح الفايروسي الدوار اذا اكمل الطفل عمر ثمانية اشهر.

ـفي حال عدم ظهور الندبة بعد مضي شهرين على التلقيح بلقاح ال ( بي سي جي  ) يعاد التلقيح مرة ثانية.

ـلا يعطي لقاح الـ( بي سي جي ) للطفل بعد اكمال السنة الاولى من العمر حتى في حالة عدم استلامه جرعة سابقة.

ـبالنسبة للحوامل ،فلكل امرأة خمسة لقاحات في حياتها (بمعنى ليس في كل حمل ،أي أن مجموع لقاحاتها طوال حياتها هي خمسة فقط ربما تكملها بالحمل الأول جميعاً ، وهي كالأتي :

ـ الجرعة الأولى بالشهر الخامس من الحمل

ـ الجرعة الثانية بعد شهر

ـ الجرعة الثالثة بعد ستة أشهر من الجرعة الثانية

ـ الجرعة الرابعة بعد سنة من الجرعة الثالثة.

ـ الجرعة الخامسة بعد سنة من الجرعة الرابعة/  وبذلك أصبحت المرأة محصنة تماماً ، مهما حملت.

* وهناك لقاح خاص بالبنات في فترة البلوغ وهو لقاح الحصبة الألمانية ، حيث ان فايروس هذا المرض يسبب أما تشوهات جنينية أو موت الجنين أو أسقاطه.

*توجد دراسات(في بعض البلدان تم تطبيقها كأيطاليا) لتلقيح النساء ضد الفايروس المسبب لسرطان عنق الرحم والذي ينتقل جنسياً.

*الكثير من المواطنين يسألون عن لقاح ضد الكوليرا ،لا يوجد في الوقت الحاضر لقاح فعال ضمن ضوابط التحصين التي ذكرناها ضد مرض الكوليرا.

• < السابق
• التالي >