اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

محطات طبية

القلق, هل هو مرض العصر؟ (القسم الثاني)// د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

القلق, هل هو مرض العصر؟ (القسم الثاني)

 

د. مزاحم مبارك مال الله

 

تنشأ أعراض القلق النفسي جراء زيادة نشاط الجهاز العصبي اللا أرادي بقسميه السمبثاوي والباراسمبثاوي، فيزداد أفراز هورموني الأدرينالين واللا أدرينالين، اللذان يُفرزان من الغدة فوق الكلية (الكظرية)، وبدورهما يؤثران على الجهاز السمبثاوي فينتج عنه أرتفاع ضغط الدم ، زيادة في عدد ضربات القلب ،جحوظ العينين ،شحوب الجلد ،زيادة التعرق ،جفاف الفم ، رجفة الأطراف ،وكذلك يؤثران على الجهاز الباراسمبثاوي ،فينتج عنه كثرة التبول ،إسهال ، انتصاب الشعر ،اضطرابات في الشهية والهضم والنوم.

ومهما كان البحث في أسباب حصول مرض القلق(أي تكرار الحالة الى درجة أنه يعيق حياة المصاب به) ،فهذا يعني أن المرض موجود بشكله الذي سنناقشه في أدناه(وهو ما يطلق عليه أطباء الأمراض النفسية بـ " أضطراب القلق المتعتم" ، وقبل ذلك فالنظريات المطروحة هي:

•     نظرية التغيرات البايولوجية: وهذه النظرية تميل الى وجود أختلالات دماغية سواء في الخلايا أم في الوسائط (النواقل)التي تناقل الأيعازات الدماغية، وخير ما يدعم هذه النظرية هو أعطاء المريض بعض العلاجات التي تتداخل في آلية تلك الأختلالات لتعيدها الى وضعها الطبيعي ،فيشعر المصاب ببعض الفرق الايجابي في حالته، ولكن بنفس الوقت فأن هذه العلاجات تعمل وقتياً من جانب ، ومن جانب أخر لا تلقَ استجابة من  قبل عدد غير قليل من المصابين.

•     نظرية العوامل الوراثية: وهي التي تميل الى أن الحالة المَرَضية للقلق أنما تعلب الجينات الوراثية فيها الدور الأبرز، وخير ما يدعم هذه النظرية هو وجود أكثر من مصاب في نفس العائلة سواء بصورة مرض القلق ذاته أو بصور أمراض نفسية وعصبية أخرى، ولكن بنفس الوقت نجد أن العديد من العوائل التي تشكو من أصابة أحد أفرادها ، لا تعاني من وجود مصابين أخرين من بين أفرادها الباقين.

•     نظرية العوامل البيئية: وهي أقوى النظريات وحسب ما شرحنا ذلك في القسم الأول، والتي تميل الى أن العوامل البيئية ،وهي بمثابة شدّات خارجية على نفسية الشخص(ومنها الطفولة القاسية ،الأصابة بأمراض خطيرة ،الضغوطات الأقتصادية ،فقدان الأمان ..الخ)، تجد لها أرضاً رخوة في الجهاز العصبي المحيطي فتقهره وتسيطر عليه على شكل مرض نفسي، ولكن بنفس الوقت فأن الخلل الذي يحصل وكأنه دائمي غير قابل للشفاء حتى ولو بعد زوال تلك العوامل ،(علماً أن نسب الشفاء تتفاوت بين مصاب وأخر).

أن أضطراب القلق المتعتم ربما يكون على شكل رهاب ، أو الفزع ، أو على شكل الوسواس القهري.

القلق المَرَضي (بمعنى يوجد مريض مصاب بالقلق)، وهو نوعان :ـ

القلق الحاد / يمتاز بـ :

1.   الخوف الحاد ـ وفيها يتوتر المصاب بحيث تكثر حركاته ويتسارع تنفسه(الذي ربما يتسبب بتقلصات عضلية شديدة تسبب الأغماء)، مع جفاف الفم وربما الشعور بالأختناق يصاحبه أحساس بقرب الموت أو الأحتضار، ثم يعاني من نوبات صراخ وبكاء شديد مع أتساع حدقة العين ،شحوب الجلد ،ارتجاف الأطراف.

2.   الرعب الحاد ـ وفيها يعاني المصاب من عدم القدرة على الحركة مع تقلص العضلات والأرتجاف مع تعرق بارد غزير.

3.   الأعياء ـ وهي حالة إجهاد وأرق شديد تستمر لعدة أيام حيث يبدو الوجه شاحب غير متفاعل وكأن المصاب يعاني من التبلد الذهني.

القلق الحاد يتحول الى القلق المزمن في حالة عدم معالجته.

القلق المزمن / ويمتاز بـوجود أعراض وعلامات :ـ

أولاً ـ نفسية ـ جسمانية : وهو أنعكاس للوضع النفسي على مختلف أجهزة الجسم ،وتتمثل بـ:

1.   آلام العضلة القلبية مع خفقان وخصوصاً أثناء محاولات النوم، فالمريض يحس بنبضات قلبه، فيزداد توتره مما يرفع ضغطه.

2.   صعوبة في البلع أو سوء هضم مع انتفاخ وشعور بالغثيان، يحصل التقئ في بعض الأحيان مصحوباً مع الإسهال أو الإمساك، وكل ذلك ينعكس بما نطلق عليه تهيج القولون العصبي.

3.   سرعة التنفس مصحوباً بالشعور بضيق الصدر وعدم القدرة على استنشاق الهواء، سرعة التنفس يتسبب بتغير نسب الغازات في الدم وحموضته ينتج عن ذلك تنمل الأطراف وتقلص العضلات ودوار وتشنجات وأحياناً ينتهي بالإغماء.

4.   رجفان اليدين مع الدوار والدوخة والصداع.

5.   تعدد مرات التبول أو أحياناً احتباس البول.

6.   لدى الرجال , فقدان القدرة الجنسية أو ضعف الانتصاب أو سرعة القذف.

7.   لدى النساء ,البرود الجنسي، اضطراب الدورة الشهرية كانقطاعها ، أو تكرارها أكثر من مرة خلال الشهر ،أو زيادة آلامها.

8.   آلام في الأطراف العليا والسفلى وفي الظهر والرقبة.

9.   ظهور حب الشباب ،الحساسية الجلدية ، الأكزما ، الصدفية ، البهاق ، تساقط الشعر.

ثانياً ـ النفسية  ،وتتمثل بـ :

1.   الخوف.

2.   التوتر والتهيج العصبي،(التحسس للضوضاء ،فقدان السيطرة على الأتزان العصبي، الصراخ غير المسبّبْ).

3.   فقدان القدرة على التركيز مع سرعة النسيان، والسرحان ،مع الشعور بوجود طوق حول الرأس.

4.   فقدان الشهية المصاحب لفقدان الوزن مع الأرق.

مضاعفات القلق:ـ

أ‌)    الأدمان على المهدئات.

ب‌)   الكآبة.

أخيراً فأن للقلق ـ غير المَرَضي ـ فائدة الأحتراس والتحسب وربما يهدي الى أتخاذ القرار السليم في بعض الحالات التي يتضائل عندها الزمن للأقدام على فعل ٍ ما.

تشخيص القلق:

ليس من السهل تشخيص القلق المَرَضي، ولكن بالأمكان تحديده من خلال :

أولاً ـ التأريخ الشخصي للمصاب وعائلته.

ثانياً ـ الفحص السريري (أي البحث عن الأعراض والعلامات النفس ـ جسمانية).

ثالثاً ـ المتابعة والمراقبة، وهذا أمر ضروري لتقييم الحالة سواء من ناحية التشخيص أو من ناحية العلاج المستقبلي للمصاب.

العلاج:

يحاول الأطباء المزج بين العلاجات، بنوعيها الدوائية والنفسية ،وحسب درجة الأصابة وتقدمها وبوجود المضاعفات من عدمها، العلاج ربما يأخذ الوقت والجهد ،ولكن نسبة التحسن ليست قليلة.

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.