محطات طبية

هبوط الرحِمْ.. أسبابه وعلاجه// د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 2
سيئجيد 

 

هبوط الرحِمْ.. أسبابه وعلاجه

 

د. مزاحم مبارك مال الله

 

حالة ليست نادرة ،غالباً ما تحصل لدى المتقدمات بالعمر والمنحدرات من أوساط اجتماعية تعاني من انخفاض مستوى الثقافة العامة والوعي الصحي والأجتماعي.

الحالة إضافة الى كونها مَرَضية ،لكنها بنفس الوقت تسبب مشاكل اجتماعية متفاوتة. وقبل الدخول في تفاصيل هبوط الرحم، لابد من التطرق الى الناحية التشريحية:

يتألف الجهاز التناسلي الأنثوي من: المبيضين، قناتي فالوب ،الرحم، المهبل، الفرج.

معظم هذه الأعضاء يضمها الحوض، ويتألف الحوض من أربعة عظام تتحد ببعضها بمفاصل نصف متحركة، وهي:

1.   العظمان الحرقفيان في الجهة الجانبية والأمامية.

2.   عظما العجز والعصعص في الخلف، يشكل عظم العانة الجزء الأمامي لعظم الحوض.

يوجد للحوض أربعة مفاصل وهي:

1.   مفصل العانة.

2.   المفصلان الحرقفيان العجزيان.

3.   المفصل العجزي العصعصي.

 قاع الحوض ،فيه الأعضاء الحوضية، وعضلاته مسؤولة عن السيطرة الإرادية على التبول والتبرز، ويؤدي دوراً هاماً في الاتصال الجنسي، كما يؤثر على الحركات الفاعلة للجنين أثناء الولادة ويسترخي ليسمح بمرور الجنين من الحوض.

الأعضاء الحوضية هي :

1.   المهبل : مجرى عضلي أنبوبي يمتد من الفرج إلى الرحم، وهو قناة تابعة للرحم التي تطرح من خلالها الأفرزات الرحمية ودم الطمث، وهو العضو الأنثوي الخاص بالجماع كما يشكل جزءاً من قناة الولادة.

2.   الرحم : وهو عضو مفرد مجوف جدرانه عضلية سميكة وظيفتها إمرار النطاف الذاهبة لتلقيح البيضة واستقبال البيضة الملقحة وحضنها وتغذية ناتج الحمل ثم أخراجه بعد النضج أثناء الولادة.

يقع رحم السيدة غير الحامل في الحوض بين المثانة في الأمام والمستقيم في الخلف ويمتد الجزء السفلي منه في المهبل مشكلاً عنق الرحم.

القسم العلوي للرحم مثلث الشكل يدعى جسم الرحم، والقسم السفلي أسطواني يدعى عنق الرحم. ويتألف الرحم من طبقة عضلية سميكة مبطنة بما يسمى بطانة الرحم ومغطاة بطبقة ذات طبيعة نسيجية خاصة.

كل هذه الأنسجة والأعضاء التشريحية تربطها العديد من الأنسجة الرابطة والعضلية والتي تمتاز قسم منها بالخاصية ألايلاستيكية تساعدها على أداء واجبها الفسيولوجي والتشريحي.

ما هو هبوط الرحم ؟

هو ارتخاء أربطة الرحم وضعف العضلات الساندة له، أو ارتخاء أنسجة المهبل ،مما يؤدي الى هبوط الرحم أو المهبل أو كليهما معاً، درجاته متفاوتة، وبشكل عام يطلق على الحالة مصطلح "هبوط الرحم" ولكن الحقيقة أن الرحم أقل عرضة للهبوط، وأغلب الحالات هي هبوط جدار المهبل الأمامي أو الخلفي.

درجات هبوط الرحم:

أولاً ـ الدرجة الأولى/ يهبط الرحم عن موضعه الأصلي ولكنه لا يظهر الى الخارج.

ثانياً ـ الدرجة الثانية / يظهر عنق الرحم وجزء من الرحم خارج المهبل.

ثالثاً ـ الدرجة الثالثة / هبوط الرحم بالكامل خارج المهبل.

أما هبوط المهبل ، فأنواعه :

أولاً ـ هبوط الجزء العلوي الأمامي فيجذب معه جدار المثانة فيسبب هبوطها.

ثانياً ـ هبوط الجزء السفلي الأمامي فيجذب الأحليل معه.

ثالثاً ـ هبوط الجزء العلوي الخلفي فتنزل الأمعاء.

أن هبوط المهبل يؤدي الى أحتقانات جداره لتنتهي بالقرحة في عنق الرحم وربما تمتد الى المبيضين.

وحينما تحصل الحالة ،فأن المريضة ستعاني من:

1.   ظهور كتلة خارجية(تشبه البيضة) تشعر بها أو تراها.

2.   كثرة الغازات في البطن.

3.   كثرة الأفرازات.

4.   ألم مع الشعور بثقل في أسفل البطن.

5.   آلام غير معهودة في الظهر،(علماً أن آلام الظهر أسبابها عديدة ،تناولناها في أعداد سابقة).

6.   مشاكل في التبول(وأهمها سلس البول) والإخراج.

7.   عدم انتظام الدورة الشهرية.

8.   آلام غير معهودة قبل الدورة الشهرية.

الأسباب :ـ

1.   تكرار الحمل والولادة، رغم أنه تم تسجيل بعض الحالات لسيدات أنجبن مرة أو مرتين.

2.   الدفع القوي جداً(الطلق) أثناء الولادة ،خصوصاً أذا كان حجم الوليد كبير.

3.   أخطاء أثناء عملية التوليد باستخدام أو بدون استخدام الأجهزة المساعدة ، كجهاز الشفط.

4.   تمزقات وإصابات أثناء الولادة ، والتي لم تتم معالجتها بشكل سليم ،فأنها ستؤثر على الحمل في المرات القادمة.

5.   ضعف ولادي بالأنسجة الرابطة ،والتي في الغالب الأعم منها ،لا يمكن معرفتها الاّ بعد الزواج ،وبعد الحمل والولادة.

6.   زيادة الضغط بسبب من محتويات الرحم أو البطن.

7.   تشوهات خلقية في عظام الحوض و/ أو تشوهات ما يحتويه الحوض.

8.   تراجع نسب الهورمونات الأنثوية خصوصاً بعد توقف الدورة الشهرية.

9.   تكرار العمليات الجراحية في محتويات الحوض.

10.  السعال المزمن ،الإمساك المزمن ،رفع الأشياء الثقيلة باستمرار.

** وتعد مشاكل العلاقة الحميمة بين الزوجين واحدة من أهم ما تعكسه الحالة من مضاعفات والتي تنتهي بمجرد علاجها.

العلاج:

هي من الحالات التي تعد "حالات جراحية" ،بمعنى أن علاجها يتم عن طريق التداخل الجراحي وحسب درجة ونوع الهبوط الحاصل وكذلك عمر المريضة يؤخذ بنظر الاعتبار في أختيار أجراء العملية. العملية تُعرف بالعملية التجميلية ،بعض الأحيان يُنصح بأجراء تمارين تقوية أو شد عضلات الحوض.

والعمليات الجراحية أنواع :

•     ر فع الرحم والمثانة والمستقيم.

•     عملية في المهبل سواء أمامي أو خلفي.

•     أستئصال الرحِم.

•     التثبيت.

ومن الأساليب الحديثة في أجراء مثل هذه العمليات ،اعتماد الناظور البطني.

أسباب عدم نجاح التداخل الجراحي:

1.   ضعف العضلات والأنسجة الرابطة الى حد لا يمكن تجميلها جراحياً.

2.   حصول حمل سريع بعد العملية.

3.   تضييق المهبل أكثر من اللازم.

4.   التهابات داخلية.

5.   الحركة الشديدة أثناء فترة النقاهة.

** يتطلب من الطبيب المعالج لقاء الزوجين وأبداء الملاحظات والنصح لهما والتدارس معهما حول منع احتمالية عودة الحالة أو منع حصول المضاعفات وتحاشي الآلام غير المبررة.