اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

محطات طبية

الكنكرين ..الأسباب والتداعيات ـ الجزء الأول ـ// د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

الكنكرين ..الأسباب والتداعيات

 ـ الجزء الأول ـ

 

د. مزاحم مبارك مال الله

"كلمة مرعبة" ،حينما يشخصّها الطبيب المختص لدى مريضه، وأول ما يتبادر الى ذهن المريض ، " البتر"، في حين أن " البتر" هو أخر ما يمكن أن يلجأ اليه الطبيب ، حيث أن قرار الطبيب يعتمد على مجموعة من العوامل (سنتناولها) ،أضافة الى أن هناك حقيقة لابد من الوثوق فيها وهي أن العلوم الطبية في تطور مستمر ،وقد طالت تلك التطورات أساليب علاج الكنكرين وأصبح العلماء والأطباء يجتهدون من أجل الحفاظ على كل جزء في جسم المريض وخصوصاً المرئية منها أو التي يتعامل معها الأنسان حركياً بشكل يومي تجعله شخصاً أعتيادياً كباقي الناس ،حيث ثبت أن العامل النفسي المرتد سلبياً عن فقدان أي عضو من أعضاء الجسم ،له تأثير كبير على ذلك المريض.

فما هو الكنكرين؟

هي كلمة أنكليزية تعني موت النسيج ،أو بعبارة أدق، هو موات (يعني تدريجياً) النسيج جراء انقطاع وصول الدم اليه ،وانقطاع وصول الدم يعني عملياً انقطاع وصول الأوكسجين والمواد الغذائية لخلايا النسيج والأنسجة التي تكوّن العضو.

وعلينا أن نعلم أن انقطاع الدم والمواد الغذائية والأوكسجين عن أي جزء حي في الطبيعة يعني عملياً موته ثم تفسخه، وتحلله (وهذا ما يحصل حينما يموت الإنسان كلياً) ، أما أذا ما حصل الموت لعضو في جسد حي فهنا تكمن الخطورة على الجسد الحي بالكامل ،وهذا ما يكافح ضده الطب والعلم لأجل إنقاذ ما تبقى من الجسد الحي.

لماذ ينقطع الدم؟

انقطاع الدم عن أي عضو أما بسبب شدّة خارجية(حوادث مختلفة) أو بسبب عدوى(تلوث جرح مثلاً) أو بسبب مرض يصيب الوعاء الدموي الناقل للدم كتصلب الشرايين (وهو ما يحصل لدى المصابين بداء السكري والمدخنين وارتفاع ضغط الدم ..الخ).

والكانكرين تصيب أي عضو من أعضاء الجسم بما فيها الداخلية (وأكثرها حصولاً كنكرين الأمعاء وتحديداً ما يُطلق عليه ـ الفتق المختنق ـ حيث يحتبس جزء من الأمعاء في جزء الفتق فينقطع عنه الدم، أو كما يحصل في بعض حالات التهابات الزائدة الدودية المتقدم ،وكذلك هناك حالات شوهدت فيها الكنكرينا في كيس المرارة والتهاب الغشاء البريتوني)، ولكن أكثر الحالات شيوعاً هي كنكرين الأطراف وخصوصاً الأطراف السفلى.

هناك ثلاثة أنواع من الكنكرين :

الأول: الكنكرينا الرطبة(الطرية)/ تنتج عن تلوث الجروح بالجراثيم فينتج عن ذلك تورم ،هذا التورم يسبب ضغط خارجي على الوعاء الدموي مما يتسبب بتوقف جريان الدم بالوعاء تدريجياً ،وعدم وصول الدم يعني عدم تمكن كريات الدم البيضاء(المسؤولة عن التصدي للجراثيم) بالوصول الى مكان التلوث وبالتالي فهذه الجراثيم ستنمو لتعيش على الأنسجة التي تتماوت.

أعراضها:

1.   المنطقة تتورم، مع ألم شديد.

2.   أرتشاح لسوائل في المنطقة المصابة، مع رائحة كريهة.

3.   الجزء المصاب يصبح لونه أسوداً.

4.   المريض يعاني من ارتفاع درجة الحرارة.

الثاني: الكنكرينا الغازية/ أشد أنواع الكنكرين خطورةً، ومن الناحية العلمية فهو أحد أنواع الكنكرينا الرطبة ،ولكنها تحصل بسبب نوع محدد من البكتريا التي تعيش في أجواء انعدام الأوكسجين(تسمى بكتريا كلوسترديا) ،نمو هذا النوع من البكتريا وتكاثرها يفرز مواداً سامة وغاز ذي رائحة مميزة كريهة، هذه البكتريا موجودة على شكل سبورات(أبواغ)في التربة وفي الأمعاء الغليظة.

هذه البكتريا تصل الى الجروح عن طريق التلوث، غالباً ما تحصل لدى المصابين بداء السكري وخصوصاً عند كف القدم ويُطلق عليها (القدم السكري).

أعراضها: (تتفاقم خلال فترة وجيزة).

1.   تسبق الأعراض وجود جرح.

2.   يوجد أرتشاح مصحوب بالدم.

3.   عند الضغط على المنطقة المصابة فأن الطبيب المعالج يحس بوجود صوت وهو ناتج عن وجود الغاز الذي تفرزه البكتريا الملوثة للجرح.

4.   تورم مع ألم شديد (والألم يبدأ خلال ساعات بعد التلوث).

5.   المريض يعاني من ارتفاع بدرجة الحرارة وتسارع ضربات القلب وسرعة التنفس ،وكل ذلك سببه المواد السامة التي تفرزها البكتريا.

الثالث: الكنكرينا الجافة/ تنتج عن توقف الدورة الدموية بالكامل عن النسيج أو العضو المتضرر بدون تلوث، وهذا ما يحصل لدى المدخنين في أغلب الأحيان حيث يصابون بانسداد الأوعية الدموية في الأطراف السفلى.

أعراضها:

1.   المنطقة المتأثرة في البداية تكون حمراء ثم بنيّة وفي النهاية يصبح لونها داكناً.

2.   المنطقة تكون باردة وعديمة النبض.

3.   المريض يشعر أن الجزء المتأثر، فيه خدر وتنمل ومن ثم يشكو من ألم شديد.

4.   بالفحص يظهر خط فاصل بين الجزء المتضرر وبين الجزء المتصل به غير المتضرر.

أسباب الكنكرين:

1.   الشدة الخارجية.

2.   الحروق.

3.   ضربة البرد(التجمد).

4.   تصلب الشرايين.

5.   التلوث الجرثومي للجروح.

التشخيص، ويعتمد التشخيص على :

أولاً ـ التأريخ المَرَضي للحالة.

ثانياً ـ الفحص السريري.

ثالثاُ ـ الفحوصات المختبرية والشعاعية ، وتشمل:

1.   زرع عينة من الجزء الملوث ، لغرض تشخيص نوع البكتريا أو الميكروب.

2.   فحوصات الدم والخاصة بكريات الدم البيضاء(ترتفع عند الإصابة بالكنكرينا الرطبة).

3.   أجراء الأشعة السينية لموضع الأصابة للبحث عن فقاعات الغاز.

4.   أجراء الأشعة المقطعية المغناطيسية والرنين المغناطيسي للكشف عن حالة الأنسجة المتأثرة.

 

5.   أحياناً نحتاج أشعة صبغة الشرايين للبحث عن الأنسدادات.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.