محطات طبية

حبة بغداد, كيفية الإصابة والعلاج // د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 14
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

حبة بغداد, كيفية الإصابة والعلاج

د. مزاحم مبارك مال الله

 

حبة بغداد، ولها أسماء أخرى: (حبة حلب ،الأخت ،حبة بلخ أو البلخية ،حبة السنة ، القرحة الأرمينية، قرحة الصلت ،البندة ،حبة النيل ،الأبدة ،القطرة، الآكلة) ،كلها مسميات لمرض جلدي يسببه طفيلي الليشمانيا ،حيث تقوم حشرة تسمى (أنثى ذباب الرمل ،من جنس ـ فليبوتوماس)، بنقل الطفيلي من خلال لسعها لجلد المصاب.

الطفيلي هو كائن حي يعيش على كائن حي أخر(ويسمى العائل أو المضيف)، والطفيليات من السِعة  بحيث أفرد العلم لها تصنيفاً خاصاً أطلق عليه "علم الطفيليات"،ومن أنواع الطفيليات، ما تكون وحيدة الخلية ،مثل طفيلي الليشمانيا والملاريا  والزحار الأميبي وغيرها.

ذبابة الرمل تعيش على الدم الذي تمصه، وأفضل الظروف لانتشارها هي الأجواء الرطبة والحارة، لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة المعروفة، تنشط في المساء، تلسع السطوح المكشوفة من جسم الإنسان وتتكاثر في الأماكن التي تتجمع فيها النفايات وتتراجع فيها الظروف البيئية والصحية ،فحينما تلسع شخص أو أحد الحيوانات كالكلاب والثعالب أو أحد القوارض مثلاً ،مصاب بطفيلي الليشمانيا ،فأنه سيتكاثر في معدتها ليصل الى لعابها وحينما تلسع حيوان أو إنسان سليم غير مصاب  فينتقل الطفيلي الى الضحية الأخرى من ضحاياها.

هناك عشرون نوعاً من هذا الطفيلي تتسبب بأمراض للإنسان ،كلها عدا (الليشمانيا المدارية) تنقل الأمراض من الحيوانات، والليشمانيا جنس من سوطيات الدم ،موجود في الكثير من بقاع العالم مثل الهند، الصين ،جنوب شرق أسيا، أسيا الصغرى ،دول البحر الموسط، جنوب أوربا ،الجزيرة العربية، وغيرها.

طفيلي الليشمانيا  يتسبب في ثلاثة أنواع من الحالات المرضية(داء الليشمانيات):

الأولى ـ جلدية (حبة بغداد)

الثانية ـ جلدية مخاطية (حينما يصيب الطفيلي الأنسجة المخاطية إضافة الى الجلدية).

الثالثة ـ الداخلية(حينما يصيب الطفيلي الأحشاء الداخلية فيتسبب بما يُعرف بالحمى السوداء / الكلا آزار Kala Azar ـ وهو من الأمراض الخطيرة جداً والمتوطنة في العراق).

الليشمانيا الجلدية (حبة بغداد)

تلسع الحشرة الأماكن المكشوفة من الجسم وخصوصاً أثناء النوم دون أن يشعر بها الشخص كونها لا تصدر صوتاً أثناء طيرانها، يتكاثر الطفيلي في موضع اللسعة مهاجماً الخلايا النسيجية ،يعاني المصاب من الحكة بموضع اللسعة ومن انتفاخ قليل مع احمرار ،أحياناً يصاحب هذه الأعراض تضخم بالغدد اللمفاوية القريبة من موضع اللسعة ،وبعد مضي عدة أسابيع تظهر حبة حمراء على الجلد ثم تكبر حتى تكون مسطحة، تحصل ألتهابات بكتيرية ثانوية فتتطور حتى تكون على شكل قرحة في الجلد، (والقرحة تعني تآكل النسيج)، القرحة تتفاوت بالسعة بين إصابة وأخرى(حيث تعتمد على سلالة الطفيلي وكمية الطفيلي في اللسعة) ،الاّ أنها وبعد عدة أشهر تبدأ بالالتئام تاركة نسيج متآكل في موضع الإصابة، والإصابة لا تمنح مناعة تامة ،حيث هناك 10% من المصابين من الممكن أن يصابوا مرة أخرى.

هناك نوعان رئيسيان من سلالات هذا الطفيلي، تسببان نوعين من الإصابات وهما الأكثر انتشاراً في العالم:

الأولى ـ الصغرى/ وفي هذه الإصابة لا توجد تقرحات ولا تتوسع ولا تنز سائلاً وتكثر في المدن و الحبّة حاضنة لفترة بين 2 ـ 8 أشهر، ويطلق عليها بـ (الجافة).

الثانية ـ الكبرى/ وفيها توجد تقرحات تتوسع بسرعة وتنز سائلاً ،وأيضاً تصاب بالعدوى البكتيرية الثانوية ،هذا النوع يكثر في القرى والأرياف ،ويطلق عليها بـ (الرطبة)، تترك الشكل المميز لحبة بغداد.

الوقاية

•     لا يوجد لقاح (بالوقت الحاضر) ضد المرض.

•     تجنب الخروج في المناطق الموبوءة ليلاً.

•     استخدام الناموسيات.

•     المحافظة على النظافة الشخصية والبيئية.

•     استخدام المبيدات خصوصاً في أماكن النفايات.

•     سرعة معالجة الإصابات لتحجيم عدد الإصابات.

العلاج

يختلف العلاج باختلاف نوع الإصابة

1.   أذا كانت الإصابة محددة في مكان واحد ،فتتم المعالجة أما بالتبريد بالنايتروجين السائل ،أو بإبرة البتنوستام (موضعياً) ،مرة بالأسبوع.

2.   استخدام بعض الدهون أو الكريمات الموضعية.

3.   علاج موضعي حديث وأثبت فعاليته ،الباروميومايسين

4.   أذا كانت الإصابة متعددة وكبيرة  فيعطى المصاب دواء البتنوستام بالعضلة قد تصل الى 28 يوماً.

5.   بعض الدراسات تشير الى أن مضادات الفطريات والتي تؤخذ عن طريق الفم ،ربما تساعد في علاج ليشمانيا الجلد.

6.   أحدى أهم الإصابات البكتيرية الثانوية ،هي الإصابة بـالبكتريا (العنقودية الذهبية)، فتعالج باستخدام المضادات الحيوية.

 

7.   في حالة حصول تشوهات في مناطق مهمة في الجسم ،فأن الجراحة التجميلية لها دور في هذا الشأن.