اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

محطات طبية

أخطاء شائعة.. يجب تصحيحها- القسم الأول// د. مزاحم مبارك ما الله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

أخطاء شائعة.. يجب تصحيحها- القسم الأول

د. مزاحم مبارك ما الله

 

شاعت بين الناس العديد من المفاهيم المتوارثة وهي بعيدة كلياً عن العلوم الطبية وعن جوهر العلم ذاته ،وهذه المفاهيم مرتبطة بالثقافة العامة وفي التفسير الفطري الذي حاول الأنسان أن يُفسر فيه ما يدور حوله من ظواهر وأحداث.

في هذا المقال سنتناول أكثر من25 خطأ شائعاً وصلت درجات الاقتناع فيه االى حد العقيدة، وسنعالج تلك العقائد وفق التفسير العلمي:

 

الشمس تسبب التيفو (حمى التايفوئيد)

ليس للشمس علاقة بالموضوع، فحمى التايفوئيد سببها بكتريا من نوع (السالمونيلا) ، تلوث الأطعمة والأشربة فتصبح ملوثة بها وحينما يتناولها الأنسان فأنه يصاب بحمى التايفوئيد بعد فترة حضانة تستمر بالمتوسط عشرة أيام.

وأعتقد أن سبب ربط الناس بين الشمس وهذا المرض هو لتشابه الأعراض بين حمى التايفوئيد وبين حالة مَرَضية أخرى ولكن سببها ليس جرثومياً ،الاّ وهي "ضربة الشمس"، ففي كليهما يعاني المريض من صداع شديد وارتفاع درجة الحرارة ،آلام في مختلف أنحاء الجسم ...الخ

علماً أن حمى التايفوئيد تنتشر في فصل الصيف أكثر من باقي الفصول وذلك بسبب سعة أنتشار السوائل المرطبة (الملوثة) لتخفيف وطأة الشعور بالعطش وتعويضاً للسوائل التي يفقدها الأنسان بسبب التعرق الشديد، علماً وكما هو معلوم فموضوع المنتجات المصنعة محلياً والتي يتناولها الناس وخصوصاً في المناطق الشعبية والمكتظة والتي تفتقد الى الرقابة الصحية، تشوبها الكثير من التلوثات.

 

الصداع سببه ارتفاع ضغط الدم

أسباب الصداع كثيرة، وربما يأتي ارتفاع ضغط الدم في ذيل قائمة أسباب الصداع ، وبعض المصادر لم تذكر ارتفاع ضغط الدم كأحد أسباب الصداع ، نهائياً.

ولما كان لكل مرض مضاعفات، فأن لارتفاع ضغط الدم أيضاً مضاعفات ومنها تأثيراته على القلب والكليتين والعينين والدماغ ،ومن أخطر مضاعفاته على الدماغ ،حالة الجلطة الدماغية بمختلف درجاتها وأنواعها وأشكالها، لذا فأن الاعتماد على الصداع كدليل على ارتفاع الضغط ،خطأ فادح وشائع بين الناس، كون هذا المرض له نزعة (الغدر، إن صح التعبير) بضحيته، فالوسيلة الأصح للحفاظ على مستويات ضغط ومقبولة طبياً هي أخذ العلاج بشكل منتظم ،والالتزام بتعليمات وتوجيهات ونصائح الطبيب المعالج.

 

تناول اللبن مع السمك يسبب البهاق

منذ عشرات السنين ،أنا والكثير ممن أعرفهم نتناول اللبن مع وجبة السمك اللذيذة والمفيدة للجسم ،لم يحصل لنا ما يشيعه الناس (عن دون دراية علمية)، فهذا المفهوم وغيره ترسخ في الموروث الشعبي، فأن بروتينَي مادتي (اللبن والسمك)، هما من أصل واحد، أصل حيواني، فلا مجال لحصول التفاعل التحسسي بين مادتين غذائيتين أصلهما واحد ،علماً أن التحسس ربما يحصل جراء تناول أية مادة غذائية وغير غذائية.

 

تناول الحلويات (الدبس والعسل) حينما يصاب الشخص ،بـ(أبو صفار)

ليس هناك أي ربط بين الشفاء من اليرقان (أبو صفار)، وبين تناول الحلويات، فعلمياً أسباب اليرقان يصنفها العلماء الى ثلاثة مجاميع مرضية ،المجموعة الأولى مرتبطة بكل الأمراض التي ليس لها علاقة بالكبد (كأمراض الدم مثلاً)، الثانية وهي تلك المتعلقة بالكبد نفسه (كالتهاب الكبد الفايروسي مثلاً)، أما الثالثة فلها علاقة بمسارات المادة الصفراء التي ينتجها الكبد (كانسداد قناة كيس الصفراء مثلاً)، والناس ربطوا بين تناول الحلويات (كمصدر للطاقة) وبين الوهن والضعف وعدم الرغبة بتناول الطعام وحالة الغثيان التي تصيب المريض جراء ارتفاع نسبة المادة الصفراء (البليروبين) في الدم، وهو علمياً أمر غير حقيقي، ولكن المؤسف أن بعض قليلي الخبرة والمعرفة من (الكادر الطبي والصحي) أنجرّوا وراء قناعات البسطاء من الناس ويتعاملون مع هذه المعلومة المغلوطة.

 

وضع الخرزة الصفراء في ملابس الرضيع الذي يصاب بـ (أبو صفار)

60% من حديثي الولادة يصابون باليرقان الولادي (اليرقان الفسيولوجي)، بعد مرور48 ساعة من الولادة ،وهي حالة تحصل لهؤلاء الرضّع لتنتهي بعد مرور أيام ،أما الأسباب فقد وجد العلماء أن لها علاقة باكتمال نمو كبد الرضيع ،وكذلك بنمو وتكاثر البكتيريا النافعة في أمعائه ،فأين موقع الخرزة الصفراء بالموضوع؟!

أن هذا المفهوم له علاقة بالتعامل الفطري للإنسان مع الظواهر التي تحصل حواليه ونتيجة محدودية المعرفة العلمية فقد أرجع الناس الشفاء من هذه الحالة مع تعليق الخرزة الصفراء على ملابسه، أن هذه الحالة غير مخيفة ولا تكون مدعاة للتخوف ،شريطة المراقبة وأجراء التحاليل وأتباع نصائح الطبيب، ومرة أخرى وجدت بعض الرضع يعطوهم العسل أو الدبس وهو ما يشكل خطراً محدقاً بحياتهم ،خصوصاً العسل الذي يحذّر العلماء من إعطائه للأطفال ذوي الأعمار أقل من سنتين.

إن هذا الأمر يذكرنا بإلباس الطفل الثوب الأحمر حينما يصاب الحصبة، في حين أن الحصبة مرض فايروسي يشفى تلقائياً (بالإمكان إعطاء الطفل علاجات محددة وفق إرشاد الطبيب المعالج)، سواء ألبسنا الطفل ثوباً أحمراً أم لم نلبسه.

 

 وضع الكحل في عين الرضيع

لا أعرف لماذا تطبّق بعض العائلات العادات التي تضفي الجمال على الكبار، فيستخدمونها على الصغار؟ علينا أن نعرف أنمناعة الطفل تختلف قطعياً عن مناعة البالغ ،وعليه فتعامل جسم الصغير مع السموم يختلف عن تعامل جسم الكبير معها، والكحل يحتوي على مواد كيمياوية ليس لجسم الطفل القدرة والقابلية على التعامل معها، ثم أن حديث الولادة هل يبحث عن الجمال؟!

 

استخدام قطرات الغازات للرضع

أمر طبيعي جداً أن تحصل الغازات للأطفال وبالتالي البكاء الى حد الصراخ ،خصوصاً حديثي الولادة منهم ،فقبل الولادة كان الجنين يحصل على طعامه جاهزاً من أمه عبر الحبل السري ،ولكن بعد الولادة أصبح يعتمد على نفسه وعلى أجهزته المختلفة في التعامل مع الحليب 0(وهو الغذاء المتكامل له ولغاية ستة أشهر من العمر حينها يحتاج الطفل الى التغذية الى جانب الحليب)، الأمعاء ومحتوياتها وإفرازاتها تتعامل مع الحليب ،ولما كانت أجهزة الطفل المختلفة تنموـ ومنها الجهاز الهضمي ،لذلك فأن التمثيل الغذائي للحليب يتسبب في حصول سوء الهضم وينتج الغازات ،والتي لا يجوز علاجها ببعض المستحضرات الكيمياوية ،ومنها ما يحفظ الناس أسمائها كـ (أنتيسبازمين، سباستال) وكلتاهما تحتويان على مواد كيمياوية لها تأثيرات غير مستحبة للرضيع ،مثلاً السباستال ذي التأثير المنوّم وأحياناً يتسبب بالإسهال، أن الغازات تزول بتقدم عمر الرضيع وهو الدليل القاطع على أن الأمر له علاقة بنمو أجهزة الطفل.

 

الأم حديثة الولادة لا (يدر) الحليب عندها

كلام لا يمت للعلم بصِلة، فالهورمونات الأنثوية التي كانت مسؤولة عن حصول الحمل ،هي في حالة توازن طبيعي مع الهورمونات الأنثوية الأخرى المسؤولة عن الولادة ودر الحليب ،ولكن مجرد ان نعرف ان المعمل (الغدة النخامية) الذي ينتج هذه الهورمونات أو الذي يوازيها ،وزنها لا يتجاوز النصف غرام ،وألينا أن نتخيل كمية كل هورمون (وتقاس بأصغر الوحدات الكميّة) الموجودة في الجسم ،وأن هذه الكميات الدقيقة جداً تحتاج الى معادلات فيزيو ـ بايوـ كيمياوية ،تفوق التصور الاعتيادي كي تعمل وفق نظامها الطبيعي،هذا النظام وبموجب التوزان الهورموني يحتاج الى وقت يتراوح بين عدة ساعات وعدة أيام، ويعتمد على الصحة الجسمانية ،طبيعة الحمل ،أمراض الحمل ،العامل الوراثي ..الخ

فلا توجد أمرأة في العالم تحمل وتلد ولا يدر صدرها حليب ،الاّ في حالات نادرة جداً ولأسباب خاصة جداً ،ولكن الغالبية العظمى من اللاتي يلدن ، يدر الحليب في أثدائهن بعد مرور ساعات أو يوم أو يومان ،فدر الحليب يعتمد كلياً على بداية مص الرضيع لحلمة الثدي أضافة الى التغذية السليمة للأم، وأخيراً ، يعتمد على عودة الهورمونات الى مستوياتها الطبعية.

 

ـ يتبع ـ 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.