د. تحسين الاسطل
عضو الامانة العامة
نقابة الصحفيين الفلسطينيين
تقرير المصير لا يقبل التأجيل
يدور الحديث في اروقة الامم المتحدة ومجلس الامن ، عن امكانية تأجيل البث والتصويت لانضمام فلسطين للأمم المتحدة ، لعدم توفر ثلثي الاصوت في مجلس الامن لصالح القرار.
والمتابع للتصريحات الاعلامية ، وما يدور في الامم المتحدة يجد ان هناك ثمانية اصوات معلنة مؤيدة لانضمام فلسطين للأمم المتحدة ، ويبدو ان الضغط الامريكي والاسرائيلي ، والتهديد بعصا العلاقات ، وجزرة المساعدات ، على الدول التي يمكن ان تصوت لصالح القرار ، ولها مصالح مع الولايات المتحدة.
وامام كل ما يجري في اليوم المتحدة يجب التذكير ان الشعب الفلسطيني قرر البدء في ربيع الدولة الفلسطينية وتقرير المصير ، والسقف الفلسطيني الشعبي ارتفع الى مستوى دولة كاملة السيادة ، كما اعلنه الرئيس محمود عباس، والاستمرار في الخطوة والتواصل بنفس الزخم المتواصل من اكثر من عامين ، سواء على الارض في عملية بناء المؤسسات ، او المعركة الدبلوماسية ، استعدادا للحظة الحقيقية وقرار مجلس الامن .
والولايات المتحدة استطاعت حتى اللحظة اقناع عدد من الدول في مجلس الامن على عدم ابداء موقفهم ، حتى تستطيع تناور الى اخر لحظة ، لصالح الضغط على القيادة الفلسطينية ، من اجل التراجع عن الطلب او التأجيل في احسن الاحوال ، بعد ان حطم الرئيس عباس كل الحدود وتجاوز كل الضغوطات والتهديدات المباشرة ، لقتل القرار في رحم امه قبل ان يرى النور ، ومازالت المحاولات الامريكية والاسرائيلية مستمرة لقتل المولود الفلسطيني ، رغم حديثه في مهده واعلانه عن هويته غير القابلة للتنكر او التجاوز ، رغم المحاولات من هنا وهناك للتشكيك حقيقة المولود الفلسطيني ، الذي سيكمل المشوار حتى النهاية ، فهي ارادة الشعوب.
والمتابع للموقف الفلسطيني المعلن ، سيجد انه قرار نهائي لا رجعة عنه ، فما تم تحقيقه اصبح واقعا ، ونال مباركة الشعب الفلسطيني الذي عبر في كل مناطق تواجده الذي خرج للتعبير عن قوة دعمه لهذا القرار الذي انتظرناه منذ زمن طويل ، والذي عبر عنه بالبكاء من الوفد الفلسطيني في الامم المتحدة ، وكبار السن الذين تابعوا الخطاب عبر الشاشات في منازلهم، فالمسيح الفلسطيني ولد من جديد ، والحواريين الفلسطينيين سيبشرون الدنيا بقدومه ، حتى اقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف.
الدولة اليوم والاعتراف بها اصبحت حقيقة على الارض ، ويجب قطع الطريق عن كل المحاولات الهادفة الى قتل المسيح الفلسطيني في مهده ، والاستمرار في الخطوات الفلسطينية بمجلس الامن ، فالدولة لشعب اصيل ناضل وعمر الارض الفلسطينية منذ الاف السنين ، ولم يكن ابوه صاحب سوء ، ولم تكن امه بغيا.
اليوم يرفع الشعب الفلسطيني راسه ، كما قال الرئيس محمود عباس ، وسيصبح له هوية ، وجواز سفر دائم ، ويتحرك في كل دول العالم مرفوع الراس ، لا لاجئا يبحث عن المساعدات والايواء هنا وهناك ، فلا كرامة للإنسان الا في ارضه وعلى ترابه، وبهويته الفلسطينية ، والتي تحتاج الى تظافر كل الجهود الفلسطينية والعربية واحرار العالم لتحقيق هذا الهدف.
ومن اجل كل هذه الاسباب كان ايلول استحقاق للحق الفلسطيني ، الذي تنكرت له الادارة الامريكية بعد وعودها المتكررة ، التي لم تستطيع الصمود امام ضغوطات اللوبي الصهيوني المنسجم دائما مع توجهات الحكومة الاسرائيلية المتطرفة ، التي بدورها تعتبر ان تقرير المصير للشعب الفلسطيني يهدد دولة الاحتلال.
تقرير المصير للشعب الفلسطيني اصبح حقيقة لا تقبل التأجيل ، وعلى الاطراف الدولية الادراك ان الخطوة الفلسطينية ليس في اطار التكتيك او المناورة ، وانما طريق بدء يشق نحو الحرية والاستقلال ، والشعب الفلسطيني على استعداد لتحمل كل التعبات وضريبة هذا الاستحقاق ، لأننا ببساطة نواجه هذه الاجراءات ونعاني من ممارساته القمعية المزاجية بدون ثمن، بعد ان اغلق الاحتلال امامنا كل الافاق ، وبالتالي المضي بهذه الطريق حتى النهاية اصبحت واقع ، وعلى الامم المتحدة الاستعداد بشكل متواصل للنضال الفلسطيني في المحافل الدولية ، والخطوات السلمية حتى تحقيق هذا الهدف تقرير مصيره الذي اصبح غير قابل للتأجيل.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.