كـتـاب ألموقع

حل ازمة الكهرباء.. اقرب من سيمنز وابعد من القمر!// صائب خليل

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: صائب خليل

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 12 تموز/يوليو 2021 10:01

كتب بواسطة: صائب خليل

الزيارات: 1785

صائب خليل

عرض صفحة الكاتب 

حل ازمة الكهرباء.. اقرب من سيمنز وابعد من القمر!

صائب خليل

منذ زمن وكلمة "سيمنز" تقع على الأذن العراقية وقع الحلم البعيد، وكأنها الجنة. جنة الكهرباء الدائمة والتبريد. جنة تمنعها اميركا، ويجاهد الشعب العراقي للوصول اليها. لكن هل تعلم ان لحل ازمة الكهرباء، لا داعي حتى لسيمنز؟..

هل تعلم ان ايران تنتج مولدات كهرباء ضخمة وبمواصفات سيمنز وأرخص منها؟

الكلام هذا ليس من دعاية ايرانية ولا من شيعي متحمس اكثر من اللازم لإيران ولا من شخص جاهل لا يعرف ما يقول، بل من رجل تقني قضى حياته في الكهرباء، ابن خالتي "السني" رعد شلال، الذي قال لي حينما كان وزيرا للكهرباء، والتقيته لبضعة ايام في فينا، قال وهو يهز رأسه بانزعاج:

- لا.. انا لم اوقع عقدا واحدا مع اية شركة غربية! محتالون يطلبون اضعاف السعر.

- لكن انت مضطر ان تشتري منهم لما تحتاج محطات ضخمة!

- إيران لديها نفس المحطات الضخمة ونفس كفاءة سيمنز وبنصف السعر!

دهشت للحظة، ولم تدخل الفكرة رأسي تماما، فقلت له:

- لكنك لن تستطيع ان تثبت للناس ان نوعيتها بمستوى الصناعة الألمانية من ناحية المتانة طبعا، حتى لو كانت كذلك!

- ايران لديها شهادات موقعة من سيمنز بأن انتاجها هو بنفس مواصفات سيمنز، وسيمنز لا يمكن ان تعطي مثل هذه الشهادات لو كان فيها اي نقص أو فرق! إنها نفسها طبق الاصل!

ربما لهذه الاسباب وغيرها تتعلق بمعارضته الخصخصة ورفض مشاريع الاستثمار الباذخة، لم يطل زمن رعد شلال في منصبه اكثر من بضعة اشهر، واضطر للاستقالة بعد تلفيق تهمة سخيفة له، وربما لحسن حظه وحظ ايران انه لم يشتر تلك المولدات من إيران، وإلا كنا سنسمع النواح على "الصناعة الإيرانية السيئة التي تحتل البلد" كلما انقطعت الكهرباء!

انظر مثلا الى موضوع خصخصة الكهرباء والاستثمار الذي تلح عليه اميركا وكل من يرتبط بأميركا من ساسة وبنك دولي وصندوق نقد دولي ووسائل اعلام تمولها اميركا. اخبرني رعد شلال ان انتاج الكهرباء حاليا ثلاثة ارباعه حكومي (قطاع عام) وربعه عن طريق الاستثمار. ووزارة الكهرباء تدفع نصف مخصصاتها للمستثمرين والنصف الباقي لما تنتجه. يعني ان الربع الاستثماري يكلفها بقدر الثلاثة ارباع الحكومية! يعني ان كلفة انتاج الكهرباء بالاستثمار، ثلاثة اضعاف كلفة انتاجه الحكومي! فلماذا تصر اميركا ومن يتبعها على الضغط على الحكومة لتتبنى الطريقة الأكثر كلفة؟

مشكلة العراق مع الكهرباء ليست لصعوبة الموضوع أو كثرة السكان أو قلة الكوادر ولا حتى بالفساد، بل هي بالضبط نفس مشكلة لبنان مع الوقود ومع كل شيء: سلطة امريكية تمنع كل شيء عن البلد! مثلما يمنعون اللبنانيين من شراء الوقود الإيراني بالليرة اللبنانية، فإنهم يمنعون العراقيين من شراء المولدات بنفس المواصفات وبنصف السعر!  انهم قطاع طرق دوليون، يقطعون الاتصال مع الجار المفيد لكي لا تتكامل المنطقة اقتصاديا، لكنهم يجبرون العراقيين على علاقات مضرة، ومع من يريدون من الجيران العملاء وتقديم نفط العراق اليهم في الاردن ومصر بنصف الأرباح!

إنهم ببساطة يقطعون الهواء التي تحتاج اليه هذه الشعوب لكي تتنفس وتعيش! وهذا ليس غريبا او مفاجئاً ان تذكرنا دور اميركا في ادخال داعش الى العراق. فمن يدخل داعش لبلد، يعلن ان هدفه هو تدميره الكامل. وأزمة الكهرباء هي داعش أخرى. داعش مجانية تؤدي نفس الغرض الذي تؤديه داعش، وبكلفة وجهد اقل بكثير!

إذا فهمنا المشكلة فهمنا الحل، وحل مشكلة الكهرباء إذن ليس بوزير تكنوقراط او حازم او شريف، ولا هي بانتاج الغاز داخل العراق ولا بالخصخصة ولا بالصين أو بسيمنز.. حل الكهرباء اقرب من سيمنز، لكنه ابعد من القمر!

 انه بإنهاء سلطة الاحتلال على البلد! وعندما اقول انهاء سلطة الاحتلال، فلا اعني اخراج القوات وحدها. فبوجود عملائها ومن لا يستحي ان يقبل بعملائها، وبوجود اعلامها والمشتغلين بإعلامها.. وبوجود السفارة المهولة وسلطتها على البلد، لن ير العراقيون حكومة شريفة، ولن يروا الكهرباء ولا الصناعة ولن تبنى طابوقة في البلد! وسيمضي العراقيون من صيف ساخن الى اسخن، ومن سيء الى أسوأ!.

#ماكو_سيادة_ماكو_كهرباء

وفي رواية اخرى:

#اكو_امريكان_ماكو_كهرباء

• < السابق
• التالي >