اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

منطق الطير ومحنة الشيخ يوسف في روايتي واثق الجلبي// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جمعة عبدالله

 

عرض صفحة الكاتب 

منطق الطير ومحنة الشيخ يوسف في روايتي

(منطق الطير والشيخ يوسف) للكاتب واثق الجلبي

جمعة عبدالله

 

خصائص الاسلوبية في التجربة الابداعية في فن السرد الروائي المعاصر للكاتب ( واثق الجلبي ), ربما غير مألوف في المنظور السرد الروائي العراقي الحديث لانه يحمل سمات تجربة الابتكار والمغامرة في الصياغة الفنية ( اللغة ومتعلقاتها وتقنياتها الحديثة ) والغوص الى الاعماق من تجربته المعرفية الواسعة التي يمتلكها في الثالوث ( الاسطورة . الدين . التراث ) يغوص فيها ويخرج منها بقراءة جديدة خلاقة تتلائم مع مقتنيات الواقع والوجود الحالي وخاصة في البحث عن اصل العراق من خلال الأسطورة, والبحث عن قصص الانبياء من خلال متعلقات الدين, والغوص في التراث العراقي والعالمي, ويستلهم منصات الاسطورة التراثية الفارسية ( السيمرغ ) وكذلك استلهام الدراما المسرح القديم, لكل مشهد ينتهي  بتراتيل شعرية تضيء بؤرة الجوهر والفكرة في الختام , يجعلها لنهايات المحطات التسع في مسارين الحدث السردي, وفي المحطة العاشرة: البداية من جديد,  تجربة خلاقة في التحديث والصياغة, أن يكون نسق السرد الروائي بمسارين يسيران بشكل متوازيان في سخونة المحاججة والجدل من أجل  كسر الشك باليقين واكتساب معالم القناعة واليقين, يضعنا الكاتب ( واثق الجلبي ) في مغامرته الجديدة, في عمقها الفكري والروحي والصوفي في منطق الطير ومحنة الشيخ يوسف. هذه جدلية الصراع  القائم, بين الخيبة والأمل, بين الموت والحياة. بين الظلام والنور. بين الشك واليقين, بين الزيف والافتراء والصدق الإيمان. لتسليط الضوء على كامل بانوراما المأزق العراقي الحالي, الذي يغوص في دهاليز مظلمة لا مخرج منها. واستلهام التراث المشرق في إنسانيته في الحب والجمال يزرع بذور الأمل للخروج من عنق الزجاجة, ومن هذا المنطلق يستلهم معاني التراث في معالمه المشرقة ( الطير الحكيم أو الحمامة الحكيمة. السيمرغ / الاسطورة الفارسية . الشيخ يوسف يستلهم في عقله النير معاني الدين المشرقة بما فيها القرآن الكريم , لينطلق منها الى المعاني الانسانية النقية بالصفاء الروحي والذهني , بالتقوى والايمان, لان رب العالمين خلق الأديان والرسل والأنبياء, لهداية البشر على طريق الصراط المستقيم ) . ولكن الأمور تدهورت وانحدر الى حافة الهاوية في الأرض المباركة أصل البشر والانسانية, في عاصمة حمورابي التي كانت تتحكم بعواصم أصقاع العالم, المجد السومري والبابلي والكلداني, أصبح يغوص في الظلمة والتيه, وخاصة بعد الاحتلال الأمريكي ان يعبث بالخراب في هذه الارض المباركة التي كانت منبع النور والجمال والانسانية. ولا ننسى الفضل العظيم لسيدنا ( نوح ) وهو يعتبر ( الاب الثاني للبشر بعد آدم ) بأنه اطلق حمامة من سفينة الانقاذ, ومنذ ذلك الحين يطلق على العراق: ارض السلام أو ارض حمامة السلام,  ومهما حاول ابليس وأحفاده الحاليين, اغتيال حمامة السلام, فأن التاريخ سوف يخلدهم بحروف الخزي والعار , وكما فشل ابوهم هولاكو في اغتيال العراق , حتما هم  سيفشلون, ربما الزمن خذل العراق وكسر ظهره. لكن الملهم العراقي الجبار ( الطاووس ) اله الطير والجمال والخير, اله الحكمة والاقدام والشجاعة والصمود والتحدي هذا الطاووس العراقي في طلعته البهية, أصبح الملهم نبراساً يضيء طريق الحرية والانعتاق, والخروج من عتمة الظلام, مهما كانت التضحيات الباهظة, ومهما نزفت الدماء بالعنف الدموي فإن الأمل المعقود على اله الطير, الطاووس العراق الملهم  والجبار, الذي غير مسار التاريخ قبل وبعد انتفاضة تشرين العظيمة بطلها وقائدها عقل  الشيخ يوسف, الشهيد الحي نبراس الأمل على تلاميذه الابطال. هذه عوالم الفكرية والفلسفية في المحطات التسع والمحطة العاشرة هي البداية من جديد, في روايتي ( منطق الطير والشيخ يوسف )  هما روايتان في رواية واحدة. أن مصباح الطاووس سيظل مضيئاً لعقول الناس. فهو شمس العراق, وستشرق عدالة الشمس, لتضع النقاط على الحروف ( أنا للطيور  كالشمس للكواكب. أنا قبلة العارفين الذين رموا كل شيء خلفهم, واقبلوا اليّ, الى حضرتي, يترنمون بأسمي وامنحهم الثقة الكاملة, وانير لهم طريق الهداية, وأعطيهم مفاتيح الأسرار ) ص16 .والشيخ يوسف الضمير العقل العراقي النقي والصافي بالتقوى والإيمان في قلبه الأبيض محبة الله والناس مذهبه ودينه الصدق والزهد والمحبة للخير والجمال ( مذهب الشيخ يوسف حب الله ونقاء القلب, حيث أن القلب هو بيت الله سبحانه وتعالى , لذا وجب على الانسان السكن في قلبه  وتنقيته من الشوائب وتجنب الأمراض والعفن ) ص20 . هذا الحكيم الملهم يمثل عقل العراقي الزاهي بالمحبة والايمان والاندفاع نحو منصات النور, هو نبراس الخلاص من الظلام الذي أطبق على عاصمة حمورابي, وأرض حمامة السلام: العراق. رغم أن الشيخ يوسف كبقية العراقيين, اصابهم ويصيبهم الظلم والحرمان, يتجرع مثل بقية الناس: المآسي والقهر والجوع والفقر , من هذا المنطلق فأن محنة الشيخ يوسف كبيرة , هي محنة العراق الحقيقية حينما جلب الاحتلال الامريكي الاقطاعيات الحزبية الفاسدة , التي فتحت شهيتها على نهب البلاد والعباد , وساد الظلام من الكرخ الى الرصافة , الى بقية أجزاء العراق. بعدما سيطر احفاد هولاكو على العراق وعاصمة حمورابي بغداد. مما زادت معاناة ومحنة الشيخ يوسف اضعافاً واصبحت لا تحتمل ولا تطاق, فالقى بالعمامة جانباً , وترك الجامع بعد اصبح مرتع العناكب والافاعي, واصبح مقصده شارع المتنبي كل يوم جمعة. هذا الاعتزال الروحي حينما دخلت على الدين شوائب هجينة حتى وصلت الى بيوت الله وحرفته عن وصايا الخالق, بعدما كانت الجوامع تملك صدق القلب والإيمان والتقوى ( يجب أن ترعى بيت الله في نفسك وتوسعه  وتجعله موئلاً للنور , وسُكانه التقوى والمحبة والدعاء للناس بالهداية والصلاح )ص23 . وعبثوا بالدين وحولوا فاكهته الطيبة الى عفن وفتن ونعرات وفساد  , بدلاً من ان تغسل قلوب الناس بالمحبة والإخاء والتعايش مثلما بشر به الرسل والانبياء . وليس جعل منبر الجامع, الضحك على عقول الجهلة والاغبياء بالكذب والافتراء والنفاق والدسيسة, ولابد من ذكر الحقيقة المرة , بأن سيدنا ( نوح ) أرتكب خطيئة كبرى, أكبر من خطيئة تفاحة آدم. حين سمح الى أبليس أن يركب سفينة الانقاذ , ألم يلاحظ ذلك؟ ( : طيب كيف ركب أبليس السفينة وتعلق بالحمار, أما شاهده نوح ؟ ) ص107 . هذه الخطيئة أو الجريمة الكبرى , منذ الازل والى يومنا هذا , يدفع العراق الثمن الباهظ , بنزيف وجريان انهاراً من الدماء, من شبابه الطموح الى المستقبل والحياة الكريمة, وهؤلاء أحفاد أبليس, الماسكين بزمام الامور والذين يتحكمون في مصير وحياة العراق. عندهم اهدار الدم العراقي الطاهر كشربة ماء, وبسهولة يفتحون الرصاص الحي على صدور الشباب العارية ( الحزن العراقي له مذاق خاص ... أن الدم العراقي أزكى من روائح البخور ) ص104 . وانتفاضة تشرين العظيمة شاهداً حياً على جرائم القتلة من مليشيات هذه الاحزاب الحاكمة, ولكن شعلة الانتفاضة تظل مضيئة للنور في عاصمة حمورابي بغداد وبقية ساحات المدن العراقية, سينهض أسد بابل من جديد لطرد الذباب الوحشي عن وجه العراق. والشباب الثائر على حق وصواب ( شاهدت شباب العراق وهم ينتفضون على حكم الظالمين, مضت السنين وهي تأكل أجساد العراقيين, ساحة الوطن زرع فيها قلب آخر للعراق, أنطلقت حمامة بغداد حماسة , كانت المجاميع المتدافعة لنيل الحرية من زمرة خائنة, لا يهمها الموت الساخن ) ص153 . العراق لم ولن يموت طالما يحمل في اعناقه وصية الشيخ يوسف: الشهيد الحي, طالما حمامات بغداد ترفرف على ساحة التحرير والساحات الاخرى , نوارس للحرية , طالما الطاووس المارد العراقي الجبار ينير بالعزيمة والشجاعة على مواصلة طريق الحرية مهما كلف الامر, ان مذبح الحرية صعب, ولكن نيل الأمل والطموح من منبر الانتفاضة العظيمة, انتفاضة شعب .انتفاضة العراق . والف رحمة وغفران الى شهداء العراق الابرار , هم أحياء يضيئون طريق الخلاص للعراق.

           جمعة عبدالله

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.