جمعة عبدالله
انتفاضة تشرين تبقى خالدة في قلوب الشرفاء
جمعة عبدالله
غطرسة الأحزاب الطائفية الحاكمة, شرعت الظلم والطغيان والفساد, كأنها جاءت لكي تنتقم من الشعب وحرمانه من خيراته الوفيرة, في بلاد الذهب الأسود, هذه الثروة العظيمة, قادرة على خلق مجتمع تسوده السعادة والرفاه والرخاء, في حياة كريمة يسودها العدل والمساواة, لكن حدث العكس, اسسوا الفقر والفساد, وخلقت شرخاً كبيراً, حفنة من السياسيين من النخبة الحاكمة اتخموا بالمال المنهوب والمسروق, امتلئت جيوبهم بالمال الحرام, وأصبحوا اصحاب الملايين والمليارات الدولارية لانفسهم فقط, وحرموا الاغلبية من الشعب, ثم تاجروا بالوطن في البيع الرخيص في سوق النخاسة الإيراني, مزقوا السيادة والاستقلال, أصبح العراق ملعب يلعب به كل من هب ودب أو (حايط انصيص) يتسلقه الاقزام والخراتيت من هذه الاخزاب الفاسدة الحاكمة, وأصبحت التبعية والخيانة وسام شرف يتباهى بها, ونهجوا اسلوب الإرهاب الفكري والسياسي في تكميم الافواه, وأصبحت حرية التعبير وحرية الرأي, جريمة لا تغتفر إلا بالقتل والاغتيال والاختطاف, بواسطة مليشياتهم المسلحة, التي هي فوق القانون والمواطن, بل هي فوق العراق, لذلك جاءت انتفاضة الشباب في تشرين, كرد طبيعي لتدهور الوطن نحو هذا الانحدار نحو اسفل القاع, بل اصبحت النخبة الحاكمة تسبح في المستنقع القذر والكريه, وجاءت انتفاضة الشباب ليوقفوا مسيرة انحطاط الوطن, وتمزيق السيادة والاستقلال, تحدوا الشباب كل الجبروت والطغيان, لم يفزعهم ويرعبهم نهج القمع والارهاب من الميلشيات فرق الموت, لذلك انتفاضتهم تحمل المجد والقدسية, هي في سبيل قلع الحكام الفاسدين, وارجاع الوطن حراً, بعد اغتصابه من قبل ايران, ووصايتها الطاغية, عجزت هذه الاحزاب الطائفية الحاكمة ان تتعامل بمسؤولية, ان تسمع صوت الشباب, وتفهم مطالبهم بحوار ديموقراطي مسؤول......., ان يفهموا تمزق وحدة الوطن وتحول الى دويلات طائفية.. ودويلات عشائرية, تدار من قبل هذه المليشيات الدموية, ابهت الانتفاضة السلمية ظروف قاسية ومدمرة باغراقها بالدماء والنار والحرقفي القنابل الدخانية , التي تحرق جماجم الشباب, أو تحرق صدورهم العارية, رغم ثوار الانتفاضة طالبوا بحوار ديموقراطي يؤدي الى السلام الاهلي, يخدم الشعب, ويصون هوية الوطن من التلاعب والتمزيق, لكن هذه الاحزاب الحاكمة تمشي على قدمين: الطائفية والعشائرية, التي تمزق الدولة المدنية, وتمزق القانون والدستور, الذي اصبح لعبة بيد هذه الاحزاب الطائفية, يفسر حسب مصالحها النفعية الضيقة, لقد جابهت شباب الانتفاضة بالحديد والنار والدم والقتل والموت, وهي تتلقى اوامر من الحرس الثوري الايراني والمليشيات الولائية التابعة في خدمة المرشد الايراني, الذين وضعوا صرماية العراق في جيب ايران, على حساب مصالح العراق, لقد اطلقت ايران كلابها الوحشية من المليشيات التابعة لولاية الفقيه الايراني, الى انهاء وجود المظاهرات في ساحات المدن العراقية, في الافراط بالعنف الدموي, دون رأفة ورحمة, بل بالوحشية المفرطة بالدم, ربما انتصروا على شباب الانتفاضة, اغرقوها في برك من الدماء, لكن الشباب الثائر انتصروا, وكانوا شوكة في عيون الاحزاب الطائفية ومليشياتهم الدموية, ادخلوا في قلبوهم الفزع والرعب في زعزعة سلطتهم الطاغية التي فقدت الثقة والاحترام, وهذا ما يفسر في نهج المليشيات الدموي, كما جندت الاحزاب الحاكمة الفاسدة, الاعلام بواسطة ذبابهم الالكتروني, في شن حملات تزييف وتحريف, بنعت شباب الانتفاضة بكل الاوصاف البذيئة والشتائم غير اخلاقية, ونعتوا الشباب الثائر بكل الاوصاف الوسخة, ابناء الرفيقات, وابناء السفراء, واصابع للصهيونية وامريكا, بأنهم قبضوا الثمن بالدولار, من اجل خراب العراق بالفوضى العارمة, في مواجهة الاحزاب المؤمنة بالدين, وهي نظيفة اليد والقلب والزهد وبالمسؤولية المؤمنة, هدف شباب الانتفاضة كما يزعمون الانتهازيين من الاقلام الصفراء الكريهة, الذين باعوا شرفهم وضميرهم , بتوجيه شتى الاتهامات من كل حدب وصوب ضد الشباب, بأنهم ضد استقرار العراق وضد عمليات البناء والاصلاح, وبأن اعمال الشغب هدفها, نهب وسرقة الممتلكات العامة والخاصة, ثم حرقها بعد ذلك, ولكن لم يثبتوا ذلك بالدليل الواحد والقاطع, فقد كانوا شباب الانتفاضة, هدفهم الاساسي: نريد وطن, ومحاربة الظلم والطغيان, نزع سلاح المليشيات الدموية, السير بالعراق بالدولة المدنية واحترام القانون, وحق الرأي وحرية التعبير السلمي, هذه كلمات الشباب وشعاراتهم دفعوا ثمنها بدمائهم الطاهرة .......... تحية اجلال ومجد لشهداء انتفاضة الشباب, سيبقون نجوم تضيء سماء العراق. وقفة اجلال لكل الثائرين الانقياء. ... لقد كتبوا تاريخ العراق من جديد, قبل الانتفاضة وبعدها......... لخزي والعار للأحزاب الطائفية ومليشياتهم الدموية, لقد سقطت كل الدعايات الترويجية من الأقلام الصفراء الانتهازيين, الخزي والعار للقتلة المجرمين. العار لكل من تلطخت يديه بدماء الشباب.
المجد والخلود لكل شهداء الانتفاضة الابرار ......... انها انتفاضة شعب ...... انتفاضة وطن .
جمعة عبدالله