كـتـاب ألموقع

خيار انصاف الحلول بضاعة الفاشلين// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

خيار انصاف الحلول بضاعة الفاشلين

جمعة عبدالله

 

 ان استخدام نهج انصاف الحلول لحل ومعالجة المشاكل والتحديات الخطيرة التي عصفت وتعصف بالعراق, تكشف عن حقيقة  العورات الصراع السياسي القائم على الغنيمة والفرهود والنفوذ التي لم تجلب للعراق الخير والطريق المستقيم, بل جلبت عواصف الشر والدمار والفوضى العارمة والصراع العنيف والتخبط السياسي, الذي يؤدي الى تأزيم المواقف باشد دراجات الازمة الطاحنة والعواقب الوخيمة والمخيفة التي تقف على الابواب, لقد دأب القادة السياسيين الجدد الذين لم يقدموا رؤية سياسية واضحة ولا برنامج سياسي واصلاحي لاصلاح امراض العراق المزمنة, بل عمقت من خطر هذه الامراض الى اقصى درجات الخطر وخاصة بعد تولي المالكي دفة الحكم في الولاية الاولى والثانية, ولم يستطع جلب الامان والاستقرار والحياة الكريمة بل زاد من استفحال هذه  المشاكل, ودخلت في ثوب الطائفية الخطير بالتطرف والتعصب والتي باتت تهدد الوضع العراقي بالصراع الطائفي العنيف والدموي, ان المشروع الطائفي بتقسيم الحصص والمنافع فشل على الواقع الفعلي وبسمومه الشريرة ولدت الميليشيات الطائفية المسلحة, سواء كانت سنية او شيعية, وعجز رئيس الوزراء ان يجد طريق الصواب وباب الانفراج  بالاعتماد على علاج انصاف الحلول ضمن الفوضى العارمة, وان اسلوبه السياسي المستخدم لم يقطف منه ثمر النجاح, بل تلقى الاحباط والفشل المتكرر مرة تلو الاخرى, وزادت الازمات والمشاكل اضعاف مضاعفة مما تحول العراق الى حقل من التجارب المخيبة والمحطمة والفاشلة, ودون ان تكون دروس وعبر وتعلم ومراجعة نقدية بروح المسؤولية والواجب, بل زاد من نهج العشوائية والتخبط والحلول الهامشية والترقيعية, وامثلة على ذلك كثيرة خلال مسيرته على رأس السلطة التنفيذية, مثلا: تفجرت مشكلة الاعتصامات في المنطقة الغربية نتيجة القاء القبض على حماية وزير المالية السابق (رافع العيساوي) بتهمة الارهاب ودعم العمليات الارهابية, وتمضي الشهور ولا نجد المعالجة والحلول ولا الحسم القضائي, بالنسبة لقضية (رافع العيساوي) ولا معالجة مشكلة الاعتصامات بالحل المطلوب وفق القانون والدستور, ان هذا التماطل والتأجيل والتسويف والاهمال وفرت الفرصة الثمينة لجرذان (داعش) ان تنتهز الفراغ لتدخل بقوة وفعالية في ساحات الاعتصامات وتحتل المنصة من اجل اشعال نار الفتنة الطائفية وتسمح للرؤوس العفنة المملؤة بالتعصب والحقد الاعمى بثوب الطائفية ذو الروائح العفنة والكريهة ان تتصدر المشهد السياسي, والخطأ الاخر الفادح والقاتل, حين تدخل الجيش والشرطة المحلية بفض الاعتصامات وازالة الخيم من الساحات والطريق الدولي ثم اصدرت القيادة السياسية, الامر بانسحاب الجيش خارج الفلوجة والانبار دون تحصينها من دخول فئران داعش, مما وفرت  الفرصة الذهبية بدخول هذه الجرذان الى هذه المدن والعبث والتدمير وبث الرعب والخوف في مدينة الفلوجة والانبار, ان هذه الاخطاء الفادحة والقاتلة هي نفس الاخطاء التي سمحت بتضخم واستفحال المشاكل الى درجة التهديد بالخراب والدمار. اما ان الامور الان وصلت الى اقصى درجات الخطر المخيف تتطلب المعالجة بروح العقل والحكمة واشراك الكتل السياسية الاخرى في ايجاد المعالجة والحلول بروح وطنية وتغليب مصلحة الوطن والشعب على المصالح الاخرى وفق القانون والدستور والتخلي والتحرر من براثين الطائفية وافاعيها السامة وتفويت الفرصة للذئاب المتحفزين لسفك الدماء, ان الحلول للازمات الخانقة تتطلب بجد وصدق تمزيق المشاريع الطائفية من كل الاطراف لانها اعلنت افلاسها وفشلها على الواقع الفعلي, ومما يتطلب من المواطن العراقي سوى المشاركة الفعالة في الانتخابات البرلمانية القادمة ليوجه الضربة القاضية والماحقة الى الاحزاب الطائفية بكل صنوفها ومسمياتها , من اجل العراق وشعب العراق , ان المشوار القادم يعتمد على العراقي الاصيل

جمعة عبدالله