كـتـاب ألموقع

رسالة موجهة الى وزارة الثقافة: الفرق بين المسؤولية والفساد الف ميل// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

رسالة موجهة الى وزارة الثقافة:

الفرق بين المسؤولية والفساد الف ميل

جمعة عبدالله

 

اجبرت النفقات غير المبررة على تقديم وزيرة الثقافة البريطانية (ماريا ميلر)  الاستقالة وتقديم اعتذار الى الشعب وجمهورها الناخب. وقيمة صرفيات وزارة الثقافة غير المبررة تبلغ  قيمتها (5800) جنيه, او ماقيمته (9700 دولار) . وعتبرت فضيحة مالية تصب في الفساد المالي, وهدر اموال الدولة, وأساءة بالغة الى استخدام مخصصات المالية للوزارة في جوانب غير مفيدة للثقافة, واجبرت لجنة التحقيق البرلمانية الى اعادة هذه الاموال الى الدولة واعتبرت دين في ذمة الوزيرة المستقيلة, ويجب سداده وارجاعه فوراً الى الدولة  بدون تأخير. والسؤال الى وزارة الثقافة العراقية, اذا كان هذا المصروف الصغير غير المبرر اجبر الوزيرة على الاستقالة والاعتذار فكم قيمة الاموال التي اهدرتها الوزارة وانفقت في مجالات غير مبررة ومقنعة ومقبولة؟ دون وخز ضمير ووجدان حي, وانما  تصب في العبث باموال الدولة من اجل ارضاء كروش المقربين والحاشية المختارة من وعاظ السلاطين واشباه المثقفين والقلم. وكم من الاموال التي وزعت من الباب الخلفي وخلف الكواليس لتوجهات بعيدة عن شؤون الثقافة ومجالاتها وابوابها ونواحيها؟ وكم وزعت هدايا ومنح التكريم والجوائز المالية لفئة مختارة بدقة وعناية واهتمام من الاصدقاء المقربين والحواشي المقربة والمحبوبة وانصار الحزب, الذي وقعت وزارة الثقافة من حصتة في نظام المحاصصة بحجة تكريم رجال الثقافة والادب!! وكم صرفت مبالغ من ميزانية الدولة بمقادير عالية, تكاليف للمتعة والسفر والسياحة والاستجمام, بحجة نشاطات الوزارة في المجالات الثقافة وتطويرها, وكم عدد الفعاليات الهزيلة والبائسة, تخص فقط المقريبن واشباه المثقفين والقلم, وغابت عنها الوجوه الثقافية المرموقة بالعطاء والابداع والاصالة والذين يمثلون عنوان الثقافة العراقية الاصيلة, لان هؤلاء مشطوبون من سجلات وزارة الثقافة, ولم تعترف بقاماتهم الشامخة, لانهم لا يحسنون طبطبة الاكتاف والتملق والنفاق. وكم من المهرجانات الثقافية استغلت بشكل ضيق ومتزمت ومتعصب وبغايات ومآرب ضيقة, وفشلت في في نتائجها, لانها خلت من الرموز التي اعطت عصارة عمرها وحياتها من اجل الثقافة والادب الاصيل, والذي  يهتم بهموم وتطلعات وآمال الشعب, ومثال مهرجان الجواهري, الذي تركته دون دعم واسناد واهتمام مسؤول. كأن عطاء الجواهري الطويل غير مقنع ومقبول على اشباه المثقفين الذين يديرون شؤون الوزارة, والذين اداروا بوصلتها بعيداً عن شؤون الثقافة والمثقفين, وبعيداً عن احياء التراث الاصيل والموروث الشعبي والوطني. ان وزارة الثقافة ترنحت بالافلاس الثقافي والاخلاقي والسياسي, واصبحت مرتع خصب من اجل التمجيد والتعظيم والمدح المنافق, وفق مبدأ (هذا من فضل ربي) , بينما الثقافة والادب الاصيل, ضائع  في رفوف الوزارة بشكل مهمل ومنسي ومشطوب, حتى تناست التزامها الاخلاقي في دعم واسناد المثقفين الذين جرفتهم رياح الحرمان والظلم والفقر والعوز, وحتى تناست ان تسعف حالة المرضى والمحتاجين, كأن هناك حكم صادر بحق رجال الادب والقلم بتركهم واهمالهم حتى في وفاتهم, عقاباً لهم لدورهم الاصيل في الثقافة والادب الاصيل, وكم من الانشطة الثقافية والفعاليات الجماهيرية, قامت على ميزان العدل والحق وبنزاهة في اختيار الاشخاص الذين لهم  قامات طويلة وعالية في مجالات القلم الادبي والفني والثقافي والفكري, ولو مرة واحدة , على اساس ارتكاب غلطة واحدة؟! ! كأن الغلط هنا ممنوع ومرفوض!! لذلك الثقافة وشؤونها تتدهور من الحالة السيئة الى الاسوأ, كان العراق جدب وقحط من وجود رجال يفتخر بعطاءهم الاصيل في مجالات الادب والفن والفكر. لذلك نوجه السؤال, اين جداول صرفيات ونفقات وزارة الثقافة السنوية؟ ولتقدمها الى البرلمان والرأي العام والشارع؟ حتى نعرف اين تذهب الاموال الدولة, واين وجهتها ومرميها ونواحيها؟ وحالة التستر على صرفيات الوزارة, وغض الطرف عن التكاليف المالية, وعدم معرفة نفقات المالية للوزارة يصب في الفساد المالي والاداري وتوزيع الغنائم المالية بين الاحباب والاقرباء والوعاظ. ان وزارة الثقافة لم تقدم البرهان حتى في ادنى مستوياته, بانها ترعى الثقافة وشؤونها ورجالها واصحابها الحقيقين, سوى اللغف والشفط والنهب, بمهرجانات هزيلة ومسخرة مضحكة بمهازلها, التي يشم منها رائحة الفساد بكل اشكاله, ولم تكن إلا لرعاية الثقافة الطائفية ومهرجانات المدح والرقص على طبول الفساد المالي, فقد غابت عن وزارة الثقافة الرؤية الناضجة والواعية بالحس والشعور الوطني المسؤول للثقافة المسؤولة التي تخدم الشعب والوطن, ان وزارة الثقافة تحولت الى ضيعة وملك الى اشباه المثقفين, والمخمورين بالجدب الثقافي, كأننا ننعي وزارة الثقافة غير المأسوف عن موتها السريري

 

جمعة عبدالله