كـتـاب ألموقع

المقاطعة الانتخابية يعني المساهمة في انتحار الوطن// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

المقاطعة الانتخابية يعني المساهمة في انتحار الوطن

جمعة عبدالله

 

لاشك ان اليأس والاحباط والتشاؤم , يلعب دور كبير , في عزوف المواطنين , عن استخدام حقهم الانتخابي , لنتيجة لعدة عوامل واسباب افرزها الواقع المرير , وتلعب في دفع المواطن الى الاحباط , والتخلي عن ممارسة حقه الشرعي , في المشاركة في عملية الانتخابات , بسبب ان فرسان السياسة الجدد , الذين تولوا مسؤولية قيادة البلاد , خلال عقد كامل من الزمان , لم يقدموا البديل المناسب , الذي يقوم بعملية الاصلاح والتغيير  , لمشاكل  العراق , ولكن لسؤ ادارتهم لشؤون البلاد , عمقوا هذه المشاكل بالازمات الخانقة والطاحنة الى اقصى مراحل الخطر  , مما تولدت قناعة لدى المواطن , بان لا فائدة يرجى من هذه الكتل السياسية المتنفذة , ولابوادر امل في مستقبل العراق  , سوى الفساد المالي والسياسي , وبذلك خلقت ذرائع وحجج مؤثرة بالعزوف والمقاطعة , بحجة لا جديد تحت الشمس , اذ نفس الوجوه السياسية القديمة , التي فشلت في كل شيئ , ستعود

 الى احتلال البرلمان والحكومة . او ان النتائج معدة سلفاً , وما عملية الانتخابات , إلا عبارة عن مهزلة رخيصة , لخداع المواطنين , وغيرها من الحجج التي يتستر بها المواطن , للابتعاد عن المساهمة الديموقراطية . حقاً ان النخب السياسية المتنفذة , التي سيطرت على البرلمان والحكومة , انغمرت في الفساد المالي والسياسي , وتركت مشاكل واحتياجات الشعب , وشطبت آماله بالغد المشرق , وانها في كل عملية انتخابية للبرلمان , تتعهد بوعود الاصلاح والبناء والتغيير , ولكن عندما تفوز بمراميها , تشطب وتهمل هذه الوعود والعهود والقسم , حتى دخل الجزع واليأس في روحية المواطن  , لانها لاتفكر إلا بمصالحها الضيقة , وتدخل في الصراع والتناحر والتطاحن والخصام , على السلطة والمال والنفوذ , وهي تدفع البلاد الى مخاطر جمة , وبالتالي يدفع المواطن ضريبتها كضحية وكبش فداء , لذلك فشلت في توفير الامن وتقديم الخدمات , ومعالجة المشاكل بمسؤولية وحس وشعور وطني , وبهذا اصبحت اسطوانة الاصلاح والتغيير في كل عملية انتخابية مشروخة للمسخرة  والمهزلة  , حتى صارت معزوفة سقيمة ومبتذلة ورخيصة  , وهناك شرائح واسعة من المواطنين , يسودها التذمر والسخط على هذه الكتل السياسية الحاكمة , التي تسهم في البرلمان والحكومة , وتعتقد طائفة كبيرة من المواطنين , بان اسلوب المقاطعة والعزوف يشكل ضربة قاصمة , بوجه هذه النخب السياسية التي تنكرت للشعب والوطن , ولكن في نفس الوقت يعني المقاطعة للانتخابات , ابعاد الحلول والانفراج السياسي ,  وشطب ايجاد معالجة سليمة  للمشاكل والازمات البلاد  , يعني ببساطة شطب التغيير والبديل المناسب , لان عدم المشاركة في الحق الانتخابي , سوف يسمح بقوة بعودة هذه الاحزاب الطائفية , بان تسيطر مجدداً على المسرح السياسي , وعودتها الميمونة الى البرلمان والحكومة , وتعني المقاطعة ترك الساحة الانتخابية , للافاعي والغربان , بان تصول وتمرح وتجول دون منافس , يقطع اطرافها , وبالتالي يكون مصير العراق في خطر , وبمعنى اخر يشارك المواطن بمقاطعته الانتخابية  , الى رجم العراق بالسهام الحارقة لاحراقه , ثم ضياع العراق في عين العاصفة المدمرة . ان عدم المساهمة القوية والفعالة من قبل المواطنين , في يوم الانتخابات , يعني ترك المشاكل والازمات دون حلول  ومعالجة , وان ازمات العراق لاتحل بالمقاطعة والعزوف  , بل بالمشاركة الفعالة , واعطى الصوت الانتخابي الى القوى الوطنية والديموقراطية , التي تتوسم الاخلاص والنزاهة والعمل والمسؤولية , تجاه الشعب والوطن , ان الناخب سيرتكب خطأ فادح اذا لم يشارك بصوته الانتخابي , يعني اهمال حقه الديموقراطي , واعطى الضؤ الاخضر للصوص والحرامية , في احتلال البرلمان وتشكيل حكومة لصوص بامتياز وبمباركة المواطن الناخب , لان الساحة الانتخابية ستكون فقط لانصار ومؤيدي هذه الاحزاب المتنفذة زائد الاصوات الانتخابية التي اشترتها بمالها الوفير والطائل , وهذه الاصوات تشكل  رقم انتخابي كبير لايستهان به , لان الحملات الانتخابية تركت دون شروط وضوابط , حتى تصب في التنافس الشريف , ليدرك المواطن العراقي , ان التغيير والبديل المناسب , الذي ينقذ العراق من محنته , إلا بدعم واسناد القوى الوطنية والديموقراطية في الانتخابات البرلمانية

 

جمعة عبدالله