كـتـاب ألموقع

قراءة في المجموعة القصصية (مواعيد آثمة) للكاتبة زهرة الظاهري// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جمعة عبدالله

 

عرض صفحة الكاتب 

قراءة في المجموعة القصصية (مواعيد آثمة) للكاتبة زهرة الظاهري

جمعة عبدالله

 

براعة في فن السرد وتقنياته في تسليط الصورة على الواقع الاجتماعي, بمفرداته  الظاهرة والباطنة, في براعة الكشف الرصين والهادف, بالفهم العميق لتفاصيل الواقع الاجتماعي في النظرة الراصدة في العمق, وفي الصياغة الواقعية للخيال المتخيل الفني في صياغة الحدث واغناءه بالتعبير الدال, بالمواضيع والقضايا الحساسة, التي تحرك دفة الحياة الاجتماعية, في اطار السرد الفني وبراعته في الكشف الواضح. هناك مثل شائع يحمل وجاهة محترمة في الرأي, يقول: لا يعرف عالم المرأة إلا المرأة, في الخبرة والتجربة والمعاناة, ومن هذا الانطباع تنطلق الكاتبة ( زهرة الظاهري ) من هذه الفرضية في عالم المرأة, لتصوغ موضوعاتها  بالتناول بجوانب شتى ومتعددة بما يخص عالم المرأة ومحيطها المكون الداخلي والخارجي, في التناول والطرح بكل جرأة بهذا الشكل جاءت المجموعة القصصية ( مواعيد آثمة ) , في دقة الرصد والملاحظة والنظرة الفاحصة لجوانب الحياة الاجتماعية وكل نص سردي يملك خصوصية, في الموضوع والحدث, لتشكل المرأة المحور الاساسي من خلال ثلاثين نصاً قصصياً احتوتها المجموعة القصصية تحمل حكايات سردية, وتحمل أثارة وشحن في نسيج الصياغة في السرد الشفاف والمشوق, وقد تطرقت الى مواضيع شتى. موضوعات. الحب وشجونه ومشاكله بين الحلم والطموح, بين البراءة والخيانة, بين الوفاء والتنصل. موضوعات الاغتراب الحياتي داخل المرأة. وكذلك قضايا الحب المحرم في تعاطي الدنس والرجس المحرم. كذلك مواضيع في غاية الاهتمام النفاق السياسي بالمتاجرة والمخادعة يعني يمكن القول بأن المجموعة القصصية ( مواعيد آثمة ) تمثل بانوراما اجتماعية, تدور احداثه بصخب وضجيج الحواس بالمشاعر المرأة. ولكنها في النتيجة, تؤدي الى الاحباط والخيبة والانكسار لابد أن نأخذ عينة من هذه البانوراما الاجتماعية:

 1 - قصة ( مساحة الحلم ) : تعودت ان تطل من شرفتها في الوقت والموعد المحدد, لتطل على زواية معينة من الشارع, فتجده واقفاً يدخن سيجارته, ويتبادلان النظرات الصمت بينهما. ولكن فجأة اختفى عن وقفته المعهودة . وانطفئ  ضجيج الأمل بسرعة , كأنه حلم برق وتلاشى.

 

2- قصة ( رسالة أخطأت عنوانها ) : تبادلا الحب والعشق معاً, واصبحت هذه الكلمات طرية معتادة على الشفتين ( أعشقكِ ) و ( وكم احبكَ ) وكان يراهنان على حبهما بالصمود والبقاء وكأمرأة عاشقة يأخذها الحلم في البعيد, بالحب المطرز بالازهار الموعودة. ولكن حينما هاجر ورحل, ترك حبه في سلة النسيان. ويبخل عليها حتى في ارسال  رسالة واحدة.

 

3 - قصة ( رئيس الحزب ) كل اهتمامه منصب بمشاغله السياسية والحزبية ولم يعر أية اهمية الى البيت الاولاد الزوجة مما يصبح البيت عبارة عن اغتراب كل واحد في مشاغله الخاصة وعالمه الخاص, منفصلاً عن الآخر, الاولاد في حواسيبهم وهواتفهم الذكية, الام في مشاغلها الخاصة الزينة والعطور والمواعيد النسائية,. كأنهم في بيوت منفصلة عن بعضها البعض. الزوج يبحث عن مركز سياسي وحزبي مرموق. الاولاد في مشاغلهم الخاصة, الام في مشاغلها الخاصة في ظل هذا الزيف الحياتي.

 

4 - قصة ( مواعيد آثمة ) حملت عنوان المجموعة: تشعر بوطئة الوحدة ووحشتها على الحواس وضجيجها في البيت الزوجي, الزوج بعيداً عن الحنان وترف بالحب, وتحول البيت عبارة عن اعلان وجبات الطعام يعدونها الطباخين في البيت العامر في امكانياته المادية والمالية الوفيرة, لكنه فقير جداً في امكانياته الروحية. تشعر بثقل هذا الواقع المؤلم وتراودها خواطر في كسر اغلال هذا الطوق الثقيل والمرهق, بأن حياتها اصبحت منسية ضمن جدران البيت, وتفكر بكسر هذا الطوق, في المضيء في طريق مواعيد أثمة لانها وصلت ان تختار الموت افضل من الحياة التي تعيشها. لكن يؤنبها ضميرها في الاخلال بالوفاء الزوجي. وتشعر بالندم, وتسير مرفوعة الرأس رغم ضجيج الالم ونواح الحياة, فلم تفرط بالحب والوفاء.

 

5 - قصة ( خلف الابواب الموصدة ) : تتناول مسألة غاية الاهمية والحساسية في واقعنا الاجتماعي. أفراد العائلة ( الاب والزوجة والابن والابنة ) في غرفة واحدة وعلى فراش واحد زوجها مفتون بالشبق الجنسي, رغم معارضة زوجته, بأن تقول له دع الاولاد ينامون اولاً حتى لايسمعوننا, ولكن لم يرضخ لطلبها, مما تسمع الهمسات والاهات الجنسية يسمعها الاخ واخته ويتحرك الاخ ليلتصق بشقيقته, في عممة وهمسات جنسية, ويلتقطها الاب هذه الحركات المريبة, وينتفض بعنف ويزيح غطاء الفراش, ليجدهما بالفعل المدنس.

 

6 - قصة ( الوطن ) : تمثل الازدواجية المنافقة والمزيفة بالتعامل السياسي المخادع. يصدح في خطاباته الرنانة للوطن والنضال والشهادة والكبرياء الوطني, والايمان بقول الحق والعدل ليزهق الباطل. ويلهب الجموع الغفيرة بالحماس والتصفيق الحار على اناشيد الوطن المفدى. ولكن هناك أمرأة تتسلل من بين الحشود الغفيرة عبر الزحام, تأخذ مكبر الصوت وتلهج في كلامها وسط صمت القاعة والجمهور الحاشد ( كيف لرجل لم يحفظ عهد أمرأة أن يحرس وطناً؟ كيف لرجل عض اليد التي أنتشلته من براثن العتمة الى حيث يصدح النور, أن تستأمنوه على وطن؟ كيف لرجل وعد ونكث كل العهود أن يبرم تصالحاً مع الوطن؟ كيف لرجل له مكر ذئب خائن أن يصون عهداً ويذود عن الوطن؟ كيف لرجل تسلق جدار المجد على عاتق أمرة ثم رماها كما يرمي علكة من فمه بعد أن لاكها طويلاً , أن يطهر الوطن من أردانه؟ أيها الشعب العظيم ألا تعلمون أن من خان مرة يخون ألف مرة ؟ ).

 

7 - قصة ( الاغتصاب ) : ثلاثتهم يعيشون في غرفة واحدة ( الزوجة والبنت والزوج ) الزوجة تزوجت في عمر صغير لم تتجاوز السن السادسة عشرة, ولكن الزوج توفي في حادث مرور, ولم تنجب منه سوى أبنة واحدة. وظلت ترفض الزواج, ولكن بعد ثلاثة عشرة عاماً, تكاثر عليها القيل والقال, حتى بمس شرفها وكرامتها, اضطرت بالقبول بالزواج, رغم انها كانت تصر على الوفاء لزوجها المتوفي في تربية أبنتها. ولكن هذا الزوج, استغل أحدى  المرات غياب زوجته بالتقرب الى ابنتها ومحاصرتها من اجل فعل المحرم ( الزنى ) بهوس معتوه ( أريدك الليلة لي. سأكون لطيفاً معكِ. كيف لم أتفطن قبل هذا اليوم لكل هذا الجمال , مالي وأمك التي هدتها السنين والهموم ؟ ؟ ) واغتصبها بعنف معتوه, فأستسلمت الصبية الى هوسه الجنسي غصباً عنها بالفجور المحرم . ولكن  في الصباح استيقظ  الجيران على صراخ ونحيب الزوجة, فقد كانت رقبة البنت تتدلى من غصن الشجرة . وزوجها غارقاً في بركة من الدماء .

         جمعة عبدالله